شملت المبادرة أيضًا أسماء موسيقيين مثل سيّد مكاوي، وعمر خيرت، وبليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب، فضلًا عن محمد الطبلاوي رأس نقابة مقرئي القرآن الكريم المصرية.
لم تأت مبادرة مسؤولي مدينة أكتوبر صدفة، لكنها - حسب قول المهندس محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضاري المصري- تنشط ضمن برنامج بدأ منذ عامين بعنوان "ذاكرة المدينة"، ويندرج تحته مجموعة من المشروعات منها "حكاية شارع"، و"عاش هنا"، وقد تضمّنت جميعها في مرحلتها الأولى أكثر من ثلاثمائة شخصية فنية ومبدعة من مصر والوطن العربي.
ولا يتوقف المشروع عند هؤلاء فقط، بل يستوعب – أيضًا - العديد من المفكّرين والفلاسفة، فضلًا عن قادة عسكريين وعلماء ورياضيين وغيرهم على امتداد التاريخ مصريًا وعربيًا.
ويهدف مشروع "حكاية شارع" إلى تعريف سكّان المناطق بتاريخ الشخصيات التي تحمل الشوارع أسماءهم، بما فيها منجزاتهم وما قدّموه من أعمال هامة جديرة بأن يتمّ الاحتفاء بها.
أما عن اللوحات التي تقود خطى المارة في دروب الأحياء والمدن، فالأمر على حد قول أبي سعدة، لا يقتصر فقط على مدينة أكتوبر، "فهناك حوالى 200 شارع تحمل أسماء المشاهير على مستوى العاصمة المصرية، وقمنا أيضًا بتنفيذ المشروع نفسه في الاسكندرية، إذ بدأنا فيها بـ50 شارعًا، وفي مدينة بورسعيد، هناك العديد من الشوراع تحمل أسماء رموز مصرية وعربية معاصرة وتاريخية، متبوعة ببعض المعلومات التعريفية عنهم، والتي تعتبر مجرد مفاتيح لمعرفة الشخصيات، ويمكن لمن يريد التعرف عليها أكثر استكمالها بالبحث والقراءة".
في مدينة أكتوبر جنوب غرب الجيزة، ظهرت أسماء هؤلاء المشاهير على لوحات معدنية كبيرة، ضمن مشروع متكامل لتنظيم وتنسيق وتجميل شوراع المدينة الجديدة، بهدف تعريف السكان بأسماء شخصيات مؤثّرة في تاريخ مصر والوطن العربي، قد تكون مجهولة لدى قطاعات عديدة منهم، وذلك في خطوة تفتح الطريق لأفكار جديدة تحكي ببساطة وبمقاطع فيديو قصيرة جدًا سير الفاعلين، كلٌّ في مجاله عبر شاشات مضيئة.
من جهته شدد المهندس محمد عبد المقصود رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر الجديدة على أنّ فكرة تسمية الشوارع في محيط المدينة بأسماء رموز الفن والثقافة هدفها تكريم هؤلاء المبدعين، وإبراز مكانتهم لدى سكّان المدينة وشبابها والأجيال الجديدة، مضيفًا: "نريد أن ندفعهم للبحث عمّا قدّمه هؤلاء من أعمال ومؤلفات شعرية وأدبية وموسيقية وغيرها"، لافتًا إلى أنّ عملية اختيار الأسماء تتم بالتعاون مع هيئة المجتمعات العمرانية، وبعد الموافقة على الأسماء، يقوم الجهاز بوضعها على الشوارع.
وترى الدكتورة سهير زكي حواس أستاذ العمارة والتصميم العمراني بجامعة القاهرة، أن "المبادرة مهمة وتعكس وفاءً للشخصيات التي أفنت عمرها في خدمة الوطن"، وقالت: "مصر ثرية بأبنائها من العلماء والأدباء والشعراء والفنانين في جميع المجالات ومنهم شخصيات تم بالفعل تكريمهم في مجالات متعددة".
وحتى يستمر المشروع في المستقبل ويتطوّر بأفكار جديدة نصحت حواس بتشكيل لجنة تضع معايير لاختيار الشخصيات، وأضافت: لكلّ مجتمع إرادته في القيام بما يراه من مشروعات من أجل تكريم رموزه، فهذه النوعية من المشروعات تتّسم بالخصوصية، وبالطبع جهاز التنسيق الحضاري يمكنه أن يكون مسؤولًا عن تشكيل لجنة لهذا الغرض تَشَبُّهًا بلجنة اختيار أسماء شخصيات لمشروع "عاش هنا".
(خاص "عروبة 22")