صحافة

طوفان الأقصى يحطم أسطورة الكيان

جابر محمد المري

المشاركة
طوفان الأقصى يحطم أسطورة الكيان

في عملية عسكرية نوعية لم يسبق لها مثيل نفذ أبطال كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس فجر السبت الماضي هجوما بطوليا في عمق مستوطنات "غلاف غزة"، شملت إطلاق آلاف الصواريخ واقتحام مستوطنات أسفر عن مقتل 1000 مستوطن إسرائيلي وجرح أكثر من 2200، بالإضافة إلى عدد غير محدود من المستوطنين، يأتي ذلك رداً على الاعتداءات المتكررة لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته وممتلكاته.

عملية "طوفان الأقصى" البطولية حطّمت أسطورة قوة وجبروت الجيش الإسرائيلي، الذي كان يتغنى بها الكيان المحتل ومستوطنوه، لتضرب هذه العملية في مقتل استخبارات وأجهزة الجيش الإسرائيلي وتبعث رسالة للمستوطنين بأنهم ليسوا في مأمن أينما كانوا وحلّوا وأن الرعب والخوف سيكون مخيماً عليهم بعد أن فقدوا ثقتهم بحكومتهم وجيشهم وأمنهم المصطنع.

ودعوني أنقل لكم فقرات من حوار أُجري مع المحلل السياسي الإسرائيلي «ميرون رابوبورت» والذي أكد فيها بأن الصدمة والحيرة ما زالت هي العنوان الأبرز لما أحدثته عملية طوفان الأقصى، وبأن هذا المستوى من المعارك داخل الأراضي الإسرائيلية لم تشهده المنطقة منذ إنشاء إسرائيل، وهذا المستوى من المباغتة لم يحصل، ولا حتى في حرب 1973، وأشار ميرون إلى أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في حالة من الذهول، وأن ثقة المستوطنين بالجيش اهتزت حتى النخاع.

ويقول المحلل الإسرائيلي: في عام 1973 قاتلنا جيشاً مدرباً، أما هنا فنحن نتكلم عن أناس ليس بأيديهم سوى بنادق الكلاشنكوف، إنه أمر لا يُتصوّر، إنه فشل استخباراتي لا شك أن إسرائيل سوف تحتاج إلى وقت طويل كي تتعافى منه، من حيث ثقتها بذاتها؛ وأن الصور التي أفرزها الهجوم الفلسطيني – بما في ذلك للمقاتلين وهم يتمشون داخل البلدات الإسرائيلية، وكذلك وهم يقودون النساء والأطفال والعجائز نحو الأسر داخل غزة – سيكون لها تأثير عميق على الجمهور الإسرائيلي .

ويضيف ميرون إن ما يزيد الأمر تعقيداً هو أنه لو دفعت إسرائيل بالجيش إلى الداخل وحاولت احتلال غزة، فهذا يعني مقتل عشرات الآلاف من سكانها وحدوث أزمة لاجئين تنجم عن فرار الناس من ديارهم، ناهيك عن أن مئات الإسرائيليين سوف يُقتلون كذلك، وهذا سينجم عنه انقسام حاد داخل المجتمع الإسرائيلي الذي سوف يجد صعوبة بالغة في تقبل وفاة أعداد ضخمة من الإسرائيليين. انتهى كلامه.

ما ذكره المحلل الإسرائيلي ميرون هو يعبّر عن السواد الأعظم من رأي الشعب الإسرائيلي وحالة الذهول والصدمة التي انتابت الشارع الإسرائيلي بعد هذه الخسارة الكبيرة التي تكبدها العدو الصهيوني، والتي شاهدنا إفرازاتها وردة فعلها بهجوم شامل ومجازر أعقبت عملية طوفان الأقصى في قطاع غزة، وسط صمت المجتمع الدولي حيالها وتعاطف الكثير من دولها مع هذا الكيان المحتل وغضه الطرف عن مسببات "طوفان الأقصى" وسنوات طويلة من الاعتداءات والقتل والأسر وهدم المنازل وكل صنوف الطغيان التي مارسها هذا الكيان المغتصب في حق أهلنا في فلسطين!.

من المخزي عندما نرى ونسمع أصواتاً نشازاً عربية تتعاطف مع الكيان المحتل وتُحمّل "حماس" وذراعها العسكري وكل الفصائل الفلسطينية المسؤولية على اندلاع هذه الحرب، وكأنهم يدافعون عن إخوتهم وشرفهم!. بئس الفئة المتصهينة التي هي أشد على المسلمين من أعدائهم، ولن تقوم قائمة لهذه الأمة طالما لم تستأصل شأفتهم وتقطع دابرهم.

("الشرق") القطرية

يتم التصفح الآن