واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، التركيز على تطورات الأوضاع المتسارعة في فلسطين المحتلّة، حيث تستمر الهجمة الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة، ضمن إطار إصرار "تل أبيب" على الإطباق على الغزاويين، واعتماد سياسة "الأرض المحروقة" في القطاع انتقامًا من عملية "طوفان الأقصى"، بحيث اعتبرت صحيفة "الشروق" الجزائرية أن "يوم الاثنين 09 أكتوبر 2023 سيبقى وصمة عار في جبين الإنسانية كلها، وفي جبين دول الغرب المتباكية على الصهاينة وحدهم"، موضحةً أنه "في هذا اليوم قرّر وزيرُ دفاع الاحتلال، بكلّ صلفٍ وحقد وعنصرية، قطعَ الكهرباء والغاز وحتى الماء والغذاء عن مليونين من سكان غزة، لكنّ دول الغرب المنحازة بشكل أعمى إلى هذا الاحتلال العنصري الفاشي لزمت صمتًا مطبقًا إزاء هذه الجريمة الجديدة وإزاء المذابح المستمرّة بحقّ مدنيي غزة والتدمير الهمجي لبيوتهم".
بدورها، أشارت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أنّ وتيرة التحذيرات المصرية تصاعدت مما وُصف بأنه "مخطط لخدمة الأهداف الإسرائيلية القائمة على تصفية الأراضي الفلسطينية المحتلة"، ودفع سكان قطاع غزة إلى "نزوح جماعي" باتجاه الحدود المصرية مع القطاع، وترافقت تلك التحذيرات مع تصريحات لمتحدث عسكري إسرائيلي دعا فيها الفلسطينيين المتضرّرين من الضربات الجوية على القطاع إلى "التوجّه لمصر"، فيما أكدت مصادر أمنية مصرية في المقابل على التصدي لهذا المخطط، مشددةً على أنّ "الحدود المصرية غير مستباحة".
واعتبرت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ الأحداث الجارية في غزة "أحداث غير عادية، وأيضًا تداعياتها لن تكون عادية"، لافتة إلى أنّ "من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش بصورة طبيعية في دولته بعاصمتها الشرعية، وذلك لن يكون إلا بعملية سلام حقيقية لن يكون طريق الوصول إليها سهلًا ولا ممهّدًا، ولا بد من سلوكه وصولًا للنتائج المرجوة".
أما صحيفة "الإتحاد" الإماراتية، فلفتت إلى أنّ "الإمارات تعمل بشكل وثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لاحتواء التوتر، والابتعاد عن دوامة العنف التي تهدّد أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها، بأسرع وقت ممكن، والسعي لتوفير الحماية الكاملة للمدنيين بموجب القانون الإنساني الدولي، بعد هذه الخسائر الكبيرة في الأرواح، وضمان العودة إلى المفاوضات للتوصل إلى تسوية نهائية وفقًا لحلّ الدولتين".
من جانبها، رأت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "على مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والأطراف كافة، تحمّل مسؤولياتهم في وقف هذا العدوان على الشعب الفلسطيني فورًا، ورفع جميع أشكال العقوبات الجماعية، وتأمين وصول الاحتياجات الأساسية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية".
وفي حين أسفت صحيفة "الدستور" الأردنية لكون "دولة الاحتلال الإسرائيلي، أخذت تقطف تعاطفًا دوليًا واسعًا، جرّاء نجاحها (في التحشيد) إعلاميًا"، معتبرةً أنه "كان على قيادة "حماس" أن لا تهدّد بإعدام الرهائن الإسرائيليين خشية سخط وعداء الرأي العام العالمي"، لفتت صحيفة "البعث" السورية إلى أنّ عملية "طوفان الأقصى" عادت بالصراع إلى "مقدّماته التاريخية قبل أكثر من سبعة عقود، وأكدت أنه يمكن الوصول إلى الموقف الذي تجد فيه إسرائيل نفسها عاجزة تمامًا عن التحكّم بقدراتها القتالية، بل وعن الإمساك بقرارها المصيري".
(رصد "عروبة 22")