واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، التركيز على تطورات الحرب المندلعة في فلسطين المحتلّة، وسط إمعان سلطة الاحتلال في تكثيف هجماتها الهمجية على قطاع غزة، وإيغال آلة الحرب الإسرائيلية، بغطاء أميركي - غربي معلن، في ارتكاب المجازر الجماعية وسفك دماء المدنيين واستهداف البيوت والمستشفيات والطواقم الطبية والإسعافية والإعلامية وقوافل النازحين والمهجّرين على مرأى من العالم كلّه.
وفي هذا الإطار، أضاءت صحيفة "عكاظ" السعودية على الانحياز الغربي الأعمى لإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، بالقول: "لا نعرف كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يكون وسيطًا موثوقًا وعادلًا في الحرب غير المتكافئة بين إسرائيل ومنظمة "حماس" التي تحوّلت إلى واحدة من أشد المآسي الإنسانية، بينما الدول الكبرى تعلن انحيازها التام ودعمها الكامل لإسرائيل، ليس فقط باستخدام القوة المفرطة لقتل المدنيين وتدمير قطاع غزة، بل ومنع أساسيات الحياة من غذاء وماء ودواء وكهرباء، وإجبار السكان على النزوح إلى المجهول".
وشددت صحيفة "الإتحاد" الإماراتية على أنّ "الأولوية العاجلة" راهنًا هي "إنهاء العنف وحماية ومساعدة المدنيين، لما يترتب على استمرار حدّة التوتّر من عواقب مأساوية تؤثر على حياة المدنيين والمنشآت، وتعرقل الجهود الإقليمية الجارية الرامية إلى الحوار والتعاون والتعايش".
بينما اعتبرت صحيفة "الدستور" الأردنية أنه "لا مصلحة لأحد، عربيًا، بتوسيع نطاق الحرب؛ فلبنان لم يخرج من مأساته السياسية والاقتصادية، وإقحامه بالحرب سيدمّر ما تبقى من بنيته وعافيته، وكذلك سوريا والعراق، اما الأردن فلا يريد أبدًا أن يجد نفسه أمام طوق من النيران المشتعلة، خاصة إذا انفتحت جبهتا الضفة الغربية والجنوب السوري"، محذرةً من أنّ "أحدًا لن يسلم في المنطقة من نشوب حرب إقليمية، تكرّس حالة الدمار إلى أمد غير معلوم".
من جانبها، رأت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "من المهمّ اليوم في ظل الوضع الكارثي في القطاع تنسيق الجهود الدولية والإقليمية من أجل وقف العدوان على غزة، والعمل الجاد لتحقيق السلام العادل والشامل ورفض كل محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة والتمسك بعدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية".
بدورها، لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "شيئًا واحدًا فقط يمكن أن تكسب به إسرائيل، وهو لو تمكنت من إعطاء الفلسطينيين الحقوق التي يشعرون بخسرانها فعليًا، عندما يجري حرمانهم منها، وهي: التسوية العادلة التي تضمن الدولة وفق حدود ما قبل 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والعيش بكرامة"، معتبرةً أنه "إذا فعلت إسرائيل ذلك فسيكون الأمن والاقتصاد الفلسطيني هو أكبر ضمان ضد الحرب والعنف، وهو أكبر ضامن للرخاء والازدهار الإسرائيلي أيضًا".
بينما أشارت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنّ "تدمير غزة بهذا الشكل الجنوني، ينمّ عن حقد دفين في نفوس عصابة الكيان، وكأنهم وحوشٌ خرجوا من أدغال غابات لم يروا فيها حياة عامرة، وقد امتدت أيديهم القاتلة إلى الصحفيين فلم يسلموا من غدرهم ووحشيتهم"، مشددةً على أن "جرائم عصابة الكيان اليوم في غزة، لم يُعرف لها مثيلٌ في التاريخ البشري، إلا ما فعله الأمريكيون بالهنود الحمر من تقتيل وتحريق وإبادة جماعية، وما فعلته النازية من تقتيل وتحريق وتخريب ودمار".
(رصد "عروبة 22")