واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث وبعد أسبوعين من القتل والتدمير والتهجير والحصار المحكم الذي فرضته إسرائيل على أهل القطاع، دخلت أمس طلائع المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الغزّاويين عبر معبر رفح مع مصر، بينما استمرّت الآلة العسكرية للاحتلال في قصفها الهمجي تحضيرًا للغزو البرّي، على وقع تزايد المخاوف والتحذيرات من امتداد الحرب إلى جبهات أخرى، لا سيما منها جبهة جنوب لبنان التي ارتفعت حدّتها واتّسعت رقعتها في الأيام الأخيرة على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل.
في هذا السياق، برز ما كشفته صحيفة "الجريدة" الكويتية، نقلًا عن مصدر رفيع المستوى في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، من أنّ إيران بدأت بعملية "توزيع أجهزة ومضادات لأسلحة "غير تقليدية" على حلفائها في المنطقة، تحسبًا لاحتمال استخدام إسرائيل أي "أسلحة غير تقليدية"، خصوصًا قنابل اليورانيوم المنضب". وبحسب المصدر، فقد تمّ "تسليم الميليشيات المسلّحة الموالية لإيران قنابل مضادة لبعض الأسلحة الكيماوية، وكذلك ملابس وكمامات مضادة للاشعاعات الذرية والأسلحة الكيماوية والبيولوجية".
ومن جانبها، لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "القيادة السياسية المصرية تدرك أهمية التحرّك السريع لاحتواء تطورات الأوضاع حتى لا تنزلق المنطقة إلى حرب على المستوى الإقليمي، ولذا كان أحد الأهداف الرئيسية لقمة السلام بالقاهرة السعي للشروع العاجل في تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي القائم على مبدأ حل الدولتين، في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل تصفية القضية الفلسطينية، حتى لو جاء ذلك على حساب دول الجوار الجغرافي والمصالح الوطنية لتلك الدول".
بينما أشارت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنّ الدوحة "تعمل على استمرار التنسيق مع الولايات المتحدة والشركاء الدوليين للإفراج عن الأسرى وخفض التصعيد، كما تعمل مع شركائها الاقليميين والدوليين على ضمان وصول المساعدات الإنسانية وإمدادات الإغاثة والخدمات الأساسية بأعلى قدر من الفعالية والكفاءة".
ورأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن ما يدور في قطاع غزة لا يخدم السلام، وإذا لم يتم وقف هذا التوتر المتصاعد في أقرب وقت، ستعود الأوضاع إلى المربع الأول للصراع، وسيتم نسف آمال شعوب المنطقة في الاستقرار والتنمية والازدهار، وهو ما يجعل من الإقليم كله مسرحاً لمواجهات دولية متعددة تحت تأثير التنافس الناشئ بين أقطاب مختلفة، كلٌ يريد المحافظة على مصالحه، ولو على حساب الآخرين.
بدورها، سألت صحيفة "عكاظ" السعودية عمّا إذا كان من الممكن أن تعي أمريكا أن ضرورة وجود إسرائيل بالنسبة لها لا يعني إلغاء حقوق مشروعة لشعب أصيل، وأنّ عسكرة المنطقة بأساطيلها وقواتها ودعمها العسكري والمالي الاستثنائي لإسرائيل خلال هذه الأزمة بالذات يضع العقبات في طريق السلام، وقد ينذر بأزمة أكبر وأخطر ستكون ارتداداتها على كل دول العالم، بما فيها أمريكا ذاتها.
في حين، شددت صحيفة "الدستور" الأردنية على أنه "رغم كل ما نعتقده خسائر يدفعها الفلسطينيون من دمهم، فهم قاموا بتعرية عهر النظام العالمي وكشفوا لا أخلاقيته، من خلال صمودهم الأسطوري، فهم الرابحون اليوم، بغض النظر عن النتائج الإجرامية لهذه الجولة من العدوان الصهيوني على الفلسطينيين".
أما صحيفة "الشروق" الجزائرية فأشارت إلى أنّ "وسائل الإعلام الغربية تعمّدت التخلي عن أبسط قواعد وأخلاقيات العمل الصحفي أثناء تغطيتها للهجمات الصهيونية في قطاع غزة، وجعلت من نفسها أداة للدعاية الصهيونية لا غير، عبر تصوير الجانب الصهيوني كضحية لعملية "طوفان الأقصى"، بدون إشارة إلى عمليات القتل المتواصلة طيلة أسبوعين، وخلّفت أزيد من 4 آلاف قتيل في حصيلة مؤقتة، وقصف بأسلحة محرّمة دوليًا أتى على الأخضر واليابس في القطاع".
(رصد "عروبة 22")