صحافة

"المشهد اليوم"... "رخصة غربيّة" مفتوحة لقتل الفلسطينيين

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات الإجرام الإسرائيلي المتصاعد بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، بدعم عسكري وسياسي أميركي مطلق يوصد الأبواب أمام أي محاولة لوقف إطلاق النار، بالتوازي مع استمرار الغرب في انتهاج سياسة ازدواجية المعايير في التعامل مع هذه الحرب، ومنح دولة الاحتلال "رخصة مفتوحة" للاستمرار في استباحة دماء المدنيين وتهجيرهم واستهداف المستشفيات ودور العبادة والمدارس والمقرّات الأممية تحت شعار "الحق في الدفاع عن النفس"، وهي اللازمة التي دأب على تكرارها كل القادة الغربيين خلال زياراتهم المتتالية إلى تل أبيب، وآخرهم كان أمس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

بينما بدا لافتًا للانتباه في المقابل، خروج أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "السرب الغربي" الداعم لإسرائيل، من خلال توجيهه انتقادات حادة لها أثارت امتعاض الجانب الأميركي، حين ذكّر العالم بأنّ الهجوم الذي شنّته حركة "حماس" على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري "لم يحدث من فراغ"، مشيرًا إلى أنّ الشعب الفلسطيني يتعرض لاحتلال مستمر منذ أكثر من 75 عامًا.

وفي هذا السياق، لفتت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنه "لم يعُد هناك أدنى شك اليوم، بعد إعلان تشكيل الحلف السداسي ضد غزّة (الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، كندا وبريطانيا)، أنّ الغرب أصبح يتصرَّف ككتلة واحدة ظالمة لا خلاف بينها عندما يتعلق الأمر بالهيمنة المطلقة على الشعوب العربية والإسلامية وبقية شعوب العالم، في رمزية الهيمنة على القدس وفلسطين".

بينما رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "الأزمة الحالية في الشرق الأوسط الناجمة عن الحرب في قطاع غزة تشكّل، إلى جانب الحرب الأوكرانية، عاملًا جديدًا، في إطار الصراع على النظام الدولي الجديد، خصوصًا في حال توسّع الاشتباكات وانخراط الولايات المتحدة فيها مباشرةً، حيث إن بكين وموسكو سوف تضطران للخروج عن موقفهما المتوازن الحالي، لأنهما تعتبران أن الولايات المتحدة تعمل على تغيير المعادلة القائمة في المنطقة لمصلحتها".

من جانبها، أشارت صحيفة "الوطن" البحرينية إلى أنه "من السهل جدًا أن تضع المنظمات الدولية قوانين وشعارات تؤيد حقوق الطفل والمرأة وحقوق الإنسان وتواصل معاركها من أجل بنود مكتوبة على الورق، وعند الجد والحاجة لتفعيل تلك البنود أو عندما يكون الأمر تحديدًا عند أبرياء غزة تقف تلك الحروف حائرة ما بين السكون والتنوين".

وعلى صعيد متصل، اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "نجاح جهود الوساطة المصرية في إطلاق سراح المحتجزتين في قطاع غزة أمس الأول يحمل أكثر من دلالة مهمة: منها، أن مصر هي الدولة الأكثر سعيا إلى السلام والتسوية والتهدئة في المنطقة، في ظل تزايد أصوات دعاة الحرب، بدليل أن شغلها الشاغل منذ بداية الأزمة الراهنة في غزة كان ـ ولا يزال ـ الحفاظ على أرواح المدنيين، ووقف إطلاق النار، والإصرار على إدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى سكان غزة، بالتزامن مع تحرير الأجانب المحتجزين هناك".

بينما لفتت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنّ "مواقف المملكة السياسية واضحة لا لبس فيها، وهو ما نراه واقعًا في الجهود الحثيثة التي تبذلها من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ورفع الحصار المفروض عليه، وإيصال المساعدات الإنسانية للآلاف من الأبرياء من أهله الذين تقطّعت بهم السبل".

كما اعتبرت صحيفة "الراي" الكويتية أنّ "مساعدات الكويت لفلسطين وشعبها تعتبر واجبًا أخويًا، ولكن ما هو أهم من الدعم الكويتي المادي لفلسطين وللفلسطينيين هو رفض الكويت لأي شكل من أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال، التطبيع الذي يعتبر حصان طروادة يتغلغل فيه العدو في جسد الأمة كانسياب الدم في عروق الجسد، لكنه بالتأكيد دم ملوث بفيروسات قاتلة".

من ناحية أخرى، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "المناوشات المحسوبة على البيكار"، التي تجري في جنوب لبنان "تدعم رواية الكيان الإسرائيلي بأنه محاط بالأعداء الذين يتوثّبون للانقضاض عليه، ما يضخّ عليه طوفانَ أموال لا ينقطع، ويهيل عليه مساعداتٍ عسكرية هائلة"، لافتة في هذا الإطار إلى أنّ "إيران لن تضحي بشعبها ومنشآتها من أجل "حماس" أو القدس أو فلسطين أو سوريا، والمنظمات والميليشيات والأحزاب التي تدعمها، هي أوراق وبيادق في مشروع الهلال الإيراني التوسّعي".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن