يزهر الدم الفلسطيني طوفانات تأييد ودعم كاسح في شوارع العالم ضد الظلم والاحتلال والصهيونية، وانحيازاً للحق الفلسطيني في الحياة الحرة.
تتضاءل الرواية الصهيونية الغربية وتندحر وتنهزم أمام الوعي الشعبي العالمي الذي يهزم ترسانة الاعلام الصهيوني والمتصهين الصلب الوحشي.
ينبض ضمير شوارع العالم بالحق والعدل والخير، بفعل جسارة عدد كبير من المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، وعدد من أحرار اليهود، والأهم بفضل انتفاضات الجاليات العربية والإسلامية في أوروبا وأميركا والعالم.
ويمثل مصير ركاب الطائرة الإسرائيلية التي هبطت في داغستان، مقطعاً عرضياً وبروفة على ردات فعل الحشود الضخمة الجارفة التي سيواجهها الإسرائيليون في كل أرجاء المعمورة.
ستدخل إسرائيل في أعوام قاسية جداً من العزلة والمقاطعة والكراهية في كل أنحاء العالم، مما سيجعل من إسرائيل كلها «غيتو» مغلقاً، ومما سيرفع إلى مستويات عليا جديدة، وتائر المقاطعة الاقتصادية والاكاديمية والسياحية والسياسية والرياضية.
لقد ادخلت الجالية العربية في السويد الأغنية لمواجهة المجازر والظلم الصهيوني التاريخي، ونجحت في جعل اغنية «عاشت فلسطين Leve Palastina» السويدية الشهيرة التي كتبها ولحنها ابن الناصرة الفلسطيني جورج توتاري عام 1978، نشيداً اممياً جديداً، مع فلسطين وضد الصهيونية، تؤديه شعوب العالم النبيلة، بحماسة عالية، على خفق الرايات الفلسطينية الجميلة العالية.
لقد وقَع رؤساء دول وساسةٌ كبار وإعلاميون بارزون، في عار الكذب والتضليل والتلفيق، لستر عورة الإرهابي نتنياهو، ولكسب الناخبين اليهود والناخبين الإنجيليين المسيحيين البروتستانت الأمريكان.
وهو ما كانت ارتداداته السريعة الراهنة، أزمة خطيرة حاول جو بايدن وفريقه السياسي والإعلامي ترميمها، بعقد لقاءات مع ناخبيه العرب والمسلمين الذين انفضّوا عنه، علاوة على سخط جماعات حقوق الإنسان الشرفاء في أميركا.
أما الارتدادات على المستوى الاوروبي، فستصيب السياسيين المنافقين إصابات سياسية بالغة، تمس مستقبلهم السياسي مساً مباشراً، لكثرة عدد الجاليات العربية والمسلمة في اوروبا التي تقدر بعشرات الملايين، وهي جاليات ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببلدانها وتعرف تفاصيل المأساة الفلسطينية.
ان الإفلات الإسرائيلي الدائم من العقاب في الهيئات الرسمية، لا يقارن بعقاب المقاومة البطلة، وعقاب شعوب الأرض الحرة، وعقاب رب الكون.
("الدستور") الأردنية