صحافة

"المشهد اليوم"... تنسيق إيراني أميركي وتحذير أممي من "تدمير لبنان"

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطوّرات العدوان الإسرائيلي المستمرّ على قطاع غزّة وإمعان جيش الاحتلال في قصف وتطويق المستشفيات، في حين برزت المعلومات التي نقلتها وسائل إعلام أميركية وتفيد بأنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اعترف بوجود خلافات داخل وزارته، حول نهج إدارة الرئيس جو بايدن تجاه الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزّة.

وبينما تتوالى التصريحات والتسريبات الأميركية المتوجّسة من اتساع رقعة الحرب في المنطقة، لا سيما في ظل ارتقاع وتيرة "التراشق" العسكري على جبهة جنوب لبنان، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس من نبرة تهديداته لـ"حزب الله" محذّرًا إياه من "اللعب بالنار" ومتوعدًا بأنّ نيرانه سيتمّ الرد عليها بنيران "أقوى منها"، الأمر الذي دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التنبيه، عبر شبكة "CNN"، إلى أنه في حال تصعيد "حزب الله" المواجهة مع إسرائيل فإنّ "لبنان لن ينجو مع رد فعل إسرائيلي كبير يؤدي إلى تدميره بالكامل".

غير أنّ ما استرعى الانتباه في المقابل، هو ما كشفته صحيفة "الجريدة" الكويتية، نقلًا عن مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لناحية تأكيده أنّ "طهران وافقت على اقتراح أميركي، وصل إليها عبر دول عربية مجاورة، لإجراء مفاوضات على المستوى الأمني بين الجانبين، لتجنّب التصادم بسبب الحرب في غزّة".

أما عربيًا، وإذ أعلن مجلس النواب الأردني نيّته البدء بـ"مراجعة الاتفاقيات الموقّعة مع الكيان الغاصب، ورفع التوصيات اللازمة بشأنها من أجل تقديمها للحكومة"، فقد لفتت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أن الحرب على غزّة "رغم مأساويتها، وضعت أمريكا وربيبتها إسرائيل في مأزق تأريخي وامتحان أخلاقي سقطت فيه سقوطًا كاملًا"، مشيرةّ إلى أنّ "أمريكا استفزّت مشاعر أكثر من مليوني مسلم في دول أصبح الكثير منها ذا شأن وتأثير، وتحدّث قادتها بصوت مرتفع أنّ ما يحدث غير مقبول أبدًا، وهذا ما يجب أن يدفع أمريكا إلى إعادة النظر في مستوى غرورها بقوّتها وتوهّمها أنها قادرة على إخضاع العالم لمشيئتها كيفما كانت، ومن سوف يصدق بعد الآن أنّ أمريكا يمكن الوثوق بها في رعاية أي سلام في أي مكان؟".

بينما رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنه "إذ تحضر أميركا ببوارجها وغواصاتها وحاملات طائراتها اليوم لدعم إسرائيل فى عدوانها على غزّة الصغيرة المحاصرة والمنهكة، وإذ تصمت عمّا يُرتكب فيها من مجزرة تلو أخرى، وتتحدث فقط عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، وعن مجرد هدنة إنسانية لإيصال المساعدات وليس عن وقف فورى لإطلاق النار، فإنّ نظرية المؤامرة تكتسب أنصارًا جددًا، وتراكم مبرّرات واقعية، سرعان ما توظّفها التيارات الأصولية فى تكريس خطابها عن غرب شرير معادٍ للإسلام بالضرورة".

في حين شددت صحيفة "الوطن" البحرينية على أنّ "نتنياهو لا يعير الخطة الأمريكية أي اهتمام وهو يقاتل من أجل عدم سقوطه مثلما يقاتل من أجل قتل كل من في غزّة، وليس من مصلحته أبدًا أي وقف لإطلاق النار، فذلك إعلان هزيمة بالنسبة له، فأولوياته هي إعادة الإسرائيليين المدنيين إلى مستوطناتهم غير الشرعية، ودك غزّة كلّها شمالها وجنوبها، وتهجير من يتبقى منهم ودفعهم للحدود المصرية، ليقول للإسرائيليين إنني حققت لكم الأمن بطرد الفلسطينيين بعيدًا عنكم وانتقمت لكم بقتل عشرة فلسطينيين أغلبهم أطفال مقابل كل إسرائيلي قتلته حماس".

أما صحيفة "الخليج" الإماراتية، فرأت أنّ "ما شهده العالم من تظاهرات، خلال الأسابيع القليلة الماضية، لوقف الحرب على غزّة؛ يؤكد أن الشعوب في الغرب متقدّمة كثيرًا على أنظمتها وحكوماتها، وأكثر وعيًا وتفهًمًا لحقيقة الحكم في إسرائيل، ولما يجري من مجازر بحق الأبرياء، وتدمير المدن والقرى والمخيمات والمستشفيات والمدارس؛ وهي جرائم حرب بحق الإنسانية، وعمليات إبادة وتهجير لم يحصل مثيل لها في العصر الحديث".

من جانبها، علّقت صحيفة "الشرق" القطرية على قصف قوات الاحتلال مقرّ اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، مؤكدةً أنّ "مثل هذه الجرائم والأفعال المنكرة لن تثني دولة قطر عن العمل مع كل الشركاء لدعم كافة الجهود الدبلوماسية لوضع حد لهذه الحرب العدوانية وما يرافقها من جرائم غير مسبوقة في تاريخ الحروب".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن