اقتصاد ومال

"حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل""الرياض إكسبو 2030"... السعودية تتعهد بمعرض "غير عادي"

معارض "إكسبو" الدولية، التي تقام منذ عام 1851، تشكل أكبر منصة عالمية لتقديم أحدث الإنجازات والتقنيات، والترويج للتعاون الدولي في التنمية الاقتصادية والتجارة والفنون والثقافة ونشر العلوم والتقنية.

هو حدث عالمي ينظّم مرّة كل 5 سنوات، وتتسابق الدول المهتمة باستضافته إلى حشد التأييد الدولي لدعم ملف ترشّحها في مواجهة الدول المنافسة، وسط بروز اهتمام عربي متصاعد بهذا الاستحقاق العالمي خلال السنوات الأخيرة، بدايةً مع الإمارات العربية المتحدة التي نجحت في استقطاب أنظار العالم عند فوزها بتنظيم "أكسبو دبي 2020"، وصولًا اليوم إلى المملكة العربية السعودية التي استنفرت كلّ جهودها وطاقاتها وعلاقاتها الدولية في سبيل الفوز باستضافة "إسكبو 2030" في العاصمة الرياض.

فانطلاقًا من رؤية 2030، تولي المملكة العربية السعودية أهمية قصوى لاستضافة المعرض العالمي "إكسبو 2030"، الأمر الذي تُرجم بشكل مباشر من خلال مشاركة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، شخصياً، في حفل الاستقبال الرسمي لملف ترشّح مدينة الرياض لاستضافة المعرض، الذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس في 18 حزيران.

إكسبو 2030: 40 مليون زائر و190 ألف غرفة فندقية جديدة

وتتنافس الرياض مع مدينتي بوسان الكورية وروما الإيطالية لاستضافة المعرض، في حين من المقرر التصويت لاختيار المدينة الفائزة المستضيفة لهذا الحدث في اجتماع الجمعية العمومية التالي، الذي سيعقد في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

ويُتوقّع أن يستقطب "إكسبو 2030" نحو 40 مليون زائر ميداني، ومليار زائر افتراضي، في الوقت الذي تسعى فيه المملكة العربية السعودية لبناء 190 ألف غرفة فندقية جديدة حتى العام 2030، بما سيسهم في مضاعفة عدد الغرف في العاصمة إلى 124 ألفًا بحلول الموعد المقترح لـ"الرياض إكسبو" في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2030 حتى نهاية آذار/مارس 2031.


وفي هذا الإطار، يؤكد الخبير الاقتصادي اللبناني جاسم عجاقة، لـ"عروبة 22"، الأهمية الكبيرة لفوز الرياض بهذه المنافسة "نظراً إلى كون هذا الحدث سيكون له تداعيات إيجابية على مستوى الشرق الأوسط، وبالتالي هناك مصلحة لكل دول المنطقة بتنظيم هذا المعرض في السعودية، لا سيما على مستوى توفير فرص عمل إضافية".

المعرض سيُظهر للعالم التغيير الحاصل في المملكة كبلد جاذب للاستثمارات

وإذ يشبّه "الإكسبو" بفعاليات كأس العالم لكرة القدم، حيث ستكون الدولة المنظّمة على موعد مع أعداد كبيرة من الوفود الزائرة، ما ينعكس على اقتصادها الداخلي، يلفت عجاقة إلى أنّ أهمية هذا المعرض تنبع أيضاً من أنه سيظهر للعالم التغيير الحاصل على مستوى المملكة العربية السعودية كبلد جاذب للاستثمارات، ويضيف: "السعودية تغيّرت كثيرًا من خلال "رؤية 2030"، وبالتالي من المهم جدًا إظهار ذلك بواسطة هكذا حدث عالمي".

وكانت الهيئة الملكية لمدينة الرياض قد قدّمت ملف ترشّحها لتنظيم "إسكبو 2030"، الذي من المفترض أن يقام تحت عنوان رئيسيّ هو "حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل"، وتنبثق منه ثلاثة عناوين فرعية هي: "غد أفضل، العمل المناخي، الازدهار للجميع".


وتناهز الميزانية التي تم رصدها لتنظيم هذا الحدث العالمي نحو 7.8 مليار دولار، بحسب ما كشف وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح. بينما أعربت السفيرة السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر آل سعود عن نيّة بلادها في تنظيم أفضل نسخة من معرض "إكسبو"، متعهدةً بأن يكون "أكثر عرض غير عادي في التاريخ"، ومشيرةً في الوقت نفسه إلى أنه سيتم توفير "تأشيرة خاصة" لحضور المعرض الذي سيركّز على التواصل مع جميع الثقافات.

تطوير 6 خطوط "مترو" وربط 100 وجهة عالمية بالرياض جوًا... واستثمارات بقيمة 92 مليار دولار

وبحسب مضامين الملف السعودي، يُنتظر أن يقا­م المعرض في موقع 6.5 كيلومتر بالقرب من مطار الملك سلمان الدولي في شمال شرقي العاصمة السعودية، على مساحة 6 ملايين متر مربع. أما التصميم فسيكون بمثابة مدينة مستقبلية، حول وادي قديم، يعكس رؤية المملكة، لريادة مستقبل مستدام للمدن. ومن المتوقع، بحسب رئيس الهيئة الملكية لمدينة الرياض إبراهيم بن محمد السلطان، أن تكون كافة التجهيزات مكتملة بحدود عام 2028. في حين كانت صحيفة "الرياض" السعودية وصفت المعرض بأنه سيشكل "فرصة من ذهب"، تستطيع من خلالها المملكة عرض تجربتها في تحقيق تحوّل وطنيّ غير مسبوق أمام دول وشعوب العالم.

وعلى صعيد متصل، تعمل السعودية على تطوير 6 خطوط "مترو" تغطي المدينة وترتبط بموقع الإكسبو والمطار، بالإضافة إلى العمل على رفع الطاقة الاستيعابية لمطار الملك سلمان الدولي إلى 150 مليون مسافر بحلول 2030، إلى جانب تأسيس شركة "طيران الرياض" لربط 100 وجهة حول العالم بحلول 2030، وإطلاق 68 مبادرة باستثمارات تبلغ 92 مليار دولار لجعل الرياض واحدة من أكثر المدن استدامة في العالم.

وكانت صحيفة "اليوم" السعودية قد أشارت، في وقت سابق، إلى أن أكثر من 85 دولة أعلنت دعمها الرسمي لاستضافة الرياض معرض "إكسبو 2030"، وسط التشديد على محورية مكانة المملكة على الساحتين الإقليمية والدولية، وقدرتها على "إبهار العالم" في ظل الإمكانيات الضخمة التي تتمتّع بها.

(خاص "عروبة 22")

يتم التصفح الآن