صحافة

"المشهد اليوم"... نتنياهو يترنّح بين "جنون العظمة" و"جنون الارتياب"

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطورات العدوان الإسرائيلي المتجدّد على قطاع غزّة، بينما ارتفعت حدّة الاعتداءات الإسرائيلية على جبهة جنوب لبنان حيث أعلن الجيش اللبناني، أمس، عن استشهاد عسكري وإصابة 3 آخرين بجروح إثر قصف اسرائيلي استهدف مركزًا تابعًا للجيش في تل العويضة في منطقة العديسة.

أما على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فبدأت كرة الإطاحة برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تتدحرج على وقع تعاظم عوارض "جنون العظمة" و"جنون الارتياب" عليه، حسبما عبّر رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، الذي شدّد على أنّ نتنياهو "مصاب بجنون العظمة" وبات عليه الرحيل، وهو ما أيّده به زعيم المعارضة يائير لابيد، ردًا على إصرار حرّاس نتنياهو على تفتيش رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي قبل مشاركته في اجتماع حكومي الاثنين الفائت، للارتياب من إمكانية أن يكون يحمل معه "مسجّل صوت"، في مشهد وصفه ليبرمان بأنه "إذلال لجميع جنود الجيش الإسرائيلي".

كذلك، بدأت حرب نتنياهو الشعواء تلتهم شعبيّة رئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن، الذي أظهر استطلاع جديد للرأي أنّ شعبيّته اقتربت من "أدنى مستوياتها" خلال رئاسته هذا الشهر، في علامة على التحديات المقبلة أمام محاولة إعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة، من دون أن تسعفه جملة الإجراءات التي تحاول من خلالها إدارة بايدن تدارك الموقف، وآخرها الإعلان أمس عن رفض منح تأشيرات للمستوطنين الإسرائيليين المتطرّفين الذين ينفذون هجمات ضد الفلسطينيين.

وعلى المقلب الآخر، أكد قادة دول مجلس التعاون الخليجي، في ختام قمتهم الـ44 في الدوحة، دعم جهود الوساطة التي تقوم بها قطر ومصر والولايات المتحدة لوقف الحرب في القطاع، وحذّروا من مخاطر توسّع المواجهات وامتداد رقعة الصراع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط ما لم يتوقف العدوان الإسرائيلي، مما سيفضي إلى عواقب وخيمة على شعوب المنطقة، وعلى الأمن والسلم الدوليَين.

وفي هذا السياق، رأت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "قمّة الدوحة استحقت أن يطلق عليها قمة القضية الفلسطينية، وقمة تعزيز العمل الخليجي المشترك"، موضحةً أنّ "إعلان الدوحة يُطلق مرحلة جديدة في طريق الوحدة الخليجية ويؤسس للمزيد من النمو والازدهار في المنطقة، فضلًا عن الاسهام في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

بينما لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنه "بات مطلوبًا موقف عربي وأممي برؤية استراتيجية شاملة، لأنّ القادم قد يكون هو الأسوأ والمرحلة تتطلّب تغييرًا جذريًا في النهج والفكر وتغيّر في المواقف وفق المستجدات التي تتطلّبها مرحلة المواجهة لإسقاط حكومة اليمين الفاشي التي كل هدفها ضم الأرض وتهجير الفلسطينيين والتنكيل بهم".

بالتزامن، شددت صحيفة "الشروق" المصرية على أنّ "إقامة السلام العادل والدائم في المنطقة لن يحققه نتنياهو أو جانتس أو هيرتزوج أو باراك أو الشعب الإسرائيلي، بل يجب أن يكون هناك توحّد فلسطيني ودعم عربي حقيقي، وسياسة فلسطينية وعربية تدرك أنّ التهديد الصهيوني لا يقتصر على الفلسطينيين بل على كل المنطقة العربية، وأنّ إسرائيل لن تعطي العرب أي حقوق لهم، طالما أنهم متفرّقون ومنقسمون".

بينما لفتت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "الأمم المتحدة معطّلة، ومجلس الأمن مشلول، وجميع المنظمات الدولية المعنية خرساء، لأنها إسرائيل البذرة السامة التي زرعوها في قلب الوطن العربي، ومن المؤكد أنهم لن يستجيبوا لمساعي إيقاف الحرب على غزّة ووقف عملية التهجير القسري منها والاستمرار في مخطط التهام بقية فلسطين"، مؤكدةً أنّ "السلام الإسرائيلي العربي كذبة يخدّرنا بها الغرب، لأنّ إسرائيل كيان احتلالي لا يضمن بقاءه إذا لم يكن في حالة حرب دائمة، ظاهرها الدفاع عن نفسه وباطنها تحقيق حلم إسرائيل الكبرى".

بدورها، رأت صحيفة "الراي" الكويتية أنّ "المتتبّع للتاريخ الحديث يرى أن الصراع مع الصهاينة أخذ منحى عروبيًا، سلخت منه إسلامية فلسطين، ثمّ انتهى وصفه بـ"صراع فلسطيني صهيوني"، وفرض للتداول في وسائل الإعلام حتى تتعايش معه الأجيال وتتقبله كقضية هامشية ليست ذات شأن عربي أو إسلامي، في حين أن الصهاينة، وإنْ سرّهم ذلك التهميش الإعلامي لقضية فلسطين، فإنّهم يدركون بأنّ صراعهم الحقيقي ليس مع الفلسطينيين وحدهم، بل مع العرب والمسلمين كافة، وهو ما دفعهم لمحاولات التطبيع مع العرب، والتدخل في تغيير المناهج التعليمية في البلاد العربية لتقبّل التعايش معهم".

كما شددت صحيفة "الشروق" الجزائرية على أنّ القضية الفلسطينية تتطلّب "دعايةً وتحليلًا وتحريضًا وفضحًا للعدو ومسانديه، يفوق الطاقات المبذولة، مما يحتم على رجال المقاومة وداعميها في العالم تعزيز هذه المبادرات التي لا تحقق المطلوب إلا بتكوين وتدريب نشطاء في عالمي الإعلام والاتصال، وإنشاء المؤسسات الإعلامية وصفحات التواصل الاجتماعي، بل لا بد من إنشاء أنظمة اتصال جديدة خارج المعهود والمعروف الذي تتحكم فيه القوى الداعمة للصهيونية".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن