واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطوّرات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار المجازر الإسرائيلية، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة أنّ 70 شخصًا، على الأقل، قُتلوا جراء قصف على مخيم المغازي في القطاع، في حين استشهد 13 شخصًا وأصيب العشرات بجروح، بعد قصف مقاتلات الاحتلال منزلين في خان يونس.
وإذ حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، من أنّ خطر الموت من الجوع أصبح "حقيقيًا" في غزّة، تتصاعد في المقابل عمليات المقاومة الفلسطينية التي تكبّد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة،، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى الإعتراف بأن تكلفة الحرب "باهظة"، بعد مقتل 15 جنديًا إسرائيليًا خلال يومين، لكنه أردف: "ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال".
في المقابل، أفادت وسائل إعلام عبرية بأنّ إسرائيل تدرس خيارًا يقضى بمنح قياديي حركة "حماس" يحي السنوار ومحمد ضيف "نوعًا من الحصانة وترحيلهما إلى قطر أو دولة أخرى، في إطار حل يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزّة، وإنهاء الحرب ضد الحركة".
في هذا السياق، لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الحرب ليس هدفها تفكيك حركة "حماس"، بل تفتيت غزّة وإقامة منطقة عازلة في الشمال، وهذا ما يعترف به ويعلنه قادة إسرائيل، بمعنى اعادة احتلال الجزء الشمالي من القطاع وإحكام الحصار على الجزء الشرقي والجنوبي وإغلاق بحر غزّة".
أما صحيفة "الإتحاد" الإماراتية فأشارة إلى أنّ "الأهمية القصوى للقرار الصادر عن مجلس الأمن تكمن في دعوته إلى توفير البيئة الآمنة لسكان القطاع، وتهيئة الظروف اللازمة لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار"، معتبرةً أنه "ليتحقق ذلك، مطلوب تدخل عاجل من كل دول العالم والمنظمات الدولية المعنية بممارسة أكبر الضغوط مع قرب بدء العام الجديد، لإنقاذ المدنيين والأطفال والنساء بالقطاع، كما يتعيّن على إسرائيل الالتزام بكل قرارات الأمم المتحدة، بما فيها القرار الأخير، للإبقاء على الأمل في إمكانية تحقق السلام والاستقرار والأمن لكل الأطراف".
بينما رأت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "مكاييل الغرب كثيرة، ولعل أبرز أمثلتها الحرب في أوكرانيا، ثم العدوان على غزّة، وهي فضائح أخلاقية نزعت ورقة التوت الأخيرة عن الغرب الذي لطالما اعتقدنا أنّ الديمقراطية وحقوق الإنسان أهم مكيالين لديه".
من جانبها، لفتت صحيفة "المصري اليوم" إلى أنه "حينما يتحدث بعض المسؤولين الأميركيين عن العدوان الإسرائيلى المستمر على غزة، تنتابك الدهشة فى بعض اللحظات وتسأل نفسك: هل هذا المسؤول يتحدث باسم بلاده أم باسم إسرائيل؟"، موضحة أنّ "هناك مصالح ثابتة للولايات المتحدة، لكن حينما يتعلق الأمر بإسرائيل يصاب المرء بالارتباك والحيرة والدهشة، التى تجعل أميركا تضحي بمصالحها وصورتها الذهنية وما تقول إنه مبادئها من أجل حماية ودعم العدوان الإسرائيلي".
في حين رأت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنّ "مجلس الأمن أخفق، طيلة ثمانية عقود، في اتخاذ أي قرار ملزِم يضع حدًا لتجاوزات إسرائيل، أو إرغامها على إنجاز السلام المزعوم مع الفلسطينيين، لأنّ الولايات المتحدة جعلت "الفيتو" أهمّ آليات تطويع قرارات الأمم المتحدة في إدارة الصراع، بل إنها الدولة الأكثر استخداما لهذا "الحق" بـ45 مرة، في الفترة بين 1970 و1989، على سبيل المثال، لأجل مواجهة قرارات تصادم حمايتها لإسرائيل".
أما صحيفة "هسبريس" المغربية فأشارت إلى أنه "مع مرور 3 سنوات على اتفاقية استئناف العلاقات بين تل أبيب والرباط، تبدو المسافة بين البلدين في "مستويات متباعدة" بعد أشهر من حرب الجيش الإسرائيلي على قطاع غزّة"، موضحةً أنه "بعد الحرب، كان المغرب صارمًا في التنديد بالعمليات العسكرية لتل أبيب في غزة".
بدورها، تطرقت صحيفة "الوطن" البحرينية إلى تحذير مراكز أبحاث دولية مهتمة بالشرق الأوسط من الغضب الأميركي بشأن ما يجري في البحر الأحمر، لافتةً إلى أنه "مهما كان الغضب الأميركي مدمّرًا فإن العالم سيرضخ للأقوى، فواشنطن ماهرة في اللعب بالورقة الرابحة، والحوثيون المدعومون من إيران يعلمون أن واشنطن قادرة على جعل صنعاء رماد والعالم بأجمعه ومنهم روسيا والصين وإيران سيلتزمون الصمت".
(رصد "عروبة 22")