استاء ناخبو الولايات المتحدة، من الطريقة التي احتفل بها الرئيس الأميركي جو بايدن بعيد ميلاده الحادي والثمانين، في الوقت والظروف العصيبة التي تمر على قطاع غزة، حيث الأطفال والنساء والشيوخ المدنيون الأبرياء يُقتّلون يومياً جراء الحرب الطاحنة بين إسرائيل و«حماس»، بمساندة ودعم الولايات المتحدة تحت مسمى «القضاء على حماس»، بينما بايدن يحتفل بعيد ميلاده بتورتة نارية!
كما سبق لبايدن أن أشغل منصات التواصل الاجتماعي في تصريحه أثناء زيارته الأخيرة لإسرائيل، والذي قال فيه إنه ليس بحاجة إلى أن تكون يهودياً كي تكون صهيونياً، الأمر الذي أثار فيه ضجة جديدة، حيث اعتبر البعض بمثابة اعتراف واضح بأنه صهيوني، أكثر من الصهاينة أنفسهم!
لذلك لم تتوقف الإدارة الأميركية الحالية عن تزويد جيش الاحتلال بالسلاح وآخرها ما كشفته صحيفة «وول ستريت جورنال» حول تزويد إسرائيل بقنابل خارقة للتحصينات، وأيضاً عشرات الآلاف من الأسلحة الثقيلة الممنوعة دولياً لاستخدامها في حرب غزة، بينما عبّر العديد من السياسيين عن معارضتهم للمجازر الإسرائيلية لاسيما في الكونغرس الأميركي، حيث دعا السيناتور الديموقراطي بيتر ويلش إلى إعلان وقف إطلاق نار دائم للحيلولة دون وقوع المزيد من الضحايا من المدنيين والأطفال الأبرياء.
وأكد أيضاً أنه لا ينبغي لإسرائيل تدمير البنية التحتية المدنية في غزة تحت ذريعة حقها في الدفاع عن نفسها والقضاء على «حماس».
وأضاف أن القصف المتواصل سيستفز أعداء إسرائيل والولايات المتحدة أكثر، وبالتالي فان إرسال المليارات من الدولارات للدعم العسكري لإسرائيل من شأنه أن يفتح الطريق أمام حكومة نتنياهو لمواصلة النهج العسكري العدواني نفسه...
كما أعرب السيناتور بيرني ساندرز عن معارضته تقديم بلاده دعماً عسكرياً لإسرائيل بقيمة 10.1 مليار دولار على خلفية حربها ضد غزة.
وقال خلال جلسة عامة في مجلس الشيوخ، «أعتقد أننا يجب ألا نوافق على إرسال هذا الدعم المالي الكبير لإدارة رئيس الوزراء نتيناهو اليمينية المتطرفة، فما تفعله إسرائيل من انتهاكات أمر غير أخلاقي ويعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وبالتالي على الولايات المتحدة ألا تكون طرفاً متواطئاً»!
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والعامة الأميركية في 2024 فتحت الغالبية الجمهورية في مجلس النواب تحقيقاً رسمياً لعزل بايدن على خلفية أنشطة ابنه هانتر التجارية الدولية المثيرة للجدل، حيث يرى خبراء وقياديون ديموقراطيون أن هذه الخطوات البرلمانية قد تشتت كل الجهود الرئاسية لبايدن للفوز بولاية أخرى في انتخابات نوفمبر المقبل.
وسبق للجمهوريين أن اتهموا بايدن بأنه يستغل نفوذه منذ أن كان نائباً للرئيس باراك أوباما.
وفي الوقت نفسه، اعتبر جيمس كومر، رئيس لجنة التحقيق في مجلس النواب، أن بايدن كذب مراراً وتكراراً على الشعب الأميركي، بينما ينفي الرئيس وحلفاؤه الديموقراطيون هذه الاتهامات، رغم أن الدستور الأميركي ينص على أنه يمكن للكونغرس عزل الرئيس بتهم الخيانة أو الرشوة أو غيرها من الجرائم والمخالفات الكبرى... ولكن جاءت تبرئة بايدن بعد أن حظي حزبه بغالبية المقاعد في الغرفة العليا للكونغرس!
من جانب آخر، أظهر استطلاع أخير للرأي لشبكة «إن بي سي نيوز» انخفاض نسبة التأييد لبايدن إلى أدنى مستوى على الإطلاق خلال رئاسته للولايات المتحدة لتصل إلى 40 في المئة، بسبب استياء الناخبين العارم من طريقة تعامله السيئ مع الحرب ضد غزة والدعم اللامحدود للإدارة الإسرائيلية.
والأمر اللافت للنظر هنا تقدم الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب بين الناخبين الشباب، إذ أظهر الاستطلاع رفض 70 في المئة من الناخبين الشباب طريقة تعاطي بايدن مع الحرب.
كذلك تعهد زعماء مسلمون أميركيون من 6 ولايات متأرجحة وحاسمة للانتخابات المقبلة، حشد مجتمعاتهم ضد إعادة انتخاب بايدن بسبب دعمه للحرب الإسرائيلية، ولكنهم لم يستقروا على دعم أي مرشح بديل إلى الآن.
وقد بدأت بالفعل حملة بما تسمى «التخلي عن بايدن» مع التأكيد على عدم دعم ترامب رغم تقدمه على الرئيس الحالي، في بعض الولايات خصوصاً في ميتشيغن وجورجيا الحاسمتين.
إنّ موقف بايدن يزداد تعقيداً وسط الحرب، حيث يواجه عزلة خارجية بسبب دعمه الراسخ لإسرائيل وعدوانها، الأمر الذي سبّب له خصومة يسارية متطرفة أمام منافسه المحتمل ترامب، وبالتالي قد يؤثر هذا الأمر على فوزه مستقبلاً، إن لم يتدارك موقفه ويعيد حسابات سياسته الداخلية والخارجية من جديد.
("الراي") الكويتية