لا شكّ أنّ هناك تباينًا في الحديث عن مرحلة ما بعد "طوفان الأقصى"، لأنّ هناك من يتمنّى أن يستمر هذا الصراع، سواء في الجانب الفلسطيني والعربي، كما في الجانب الإسرائيلي ـ الصهيوني، إضافة إلى وجود هذا الخطاب خارج المنطقة العربية، وخاصة في أوروبا وأمريكا.
وفي المقابل، هناك من يتمنى إنهاء هذا الصراع بأقل الأضرار، بسبب الكوارث الإنسانية الحقيقية التي تمرّ منها غزّة، حيث سقطت أرواح أكثر من 21 ألفًا من الضحايا الفلسطيني، مع تخريب حوالى 80 في المائة من البنية التحتية في القطاع.
رغم كل هذا الخراب، هناك من يحلم باستمراره. ووجود هذا الخطاب، هو السبب الرئيس الذي يجعلنا نفكّر وندعو للتفكير في مرحلة ما بعد هذا "الطوفان".
وهذه مرحلة تتطلّب طرح أسئلة جريئة خاصّة بنا هنا في المنطقة العربية، بخصوص تعامل الأنظمة العربية، تعامل النخب الفكرية والإعلامية والدينية وغيرها، تعامل الرأي العام، كثرة المفارقات، ومعضلة المزايدات، الصمت عن أرقام والكشف عن أرقام أخرى.
أكبر خدمة نقدّمها للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، تكمن في فتح أوراش التفكير للإجابة على هذه الأسئلة التي تكاد تصبح محرمّة، حتى لا تتكرّر مجموعة من الممارسات أو على الأقل، حتى يكون الرأي العام أكثر وعيًا بها مستقبلًا.
