واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، وسط ارتفاع مخاطر اتساع رقعة المواجهات العسكرية في المنطقة، غداة تصعيد إسرائيلي خطير تمثّل بإغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، والقائدين في "كتائب القسّام" سمير فندي وعزام الأقرع، بالإضافة إلى أربعة آخرين، في غارة إسرائيلية استهدفت مساء أمس مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وإذ أكد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية أنّ "حماس" لن تُهزم أبدًا وهذه الاستهدافات "تزيدها قوةً وصلابةً وعزيمة"، بدأت تُطرح التساؤلات حول الرد الذي من الممكن أن يبادر إليه "حزب الله"، بعد أن كان أمينه العام حسن نصرالله، الذي يطلّ إعلاميًا مساء اليوم، قد توعّد تل أبيب في وقت سابق برد قوي على أي عملية إغتيال تحصل داخل الأراضي اللبنانية، سيّما وأنّ الحزب رأى في عملية الاغتيال "اعتداءً خطيرًا على لبنان وتطورًا خطيرًا في مسار الحرب... لن يمرّ دون عقاب". في حين أكد الجيش الإسرائيلي على لسان الناطق باسمه دانيال هاغاري أنّ "الجيش في حالة تأهب دفاعًا وهجومًا"، وقال: "نحن على أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات"، من دون التعليق بشكل مباشر على اغتيال العاروري.
في هذا السياق، أشارت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنّ "هذه الجريمة ستكون لها تداعيات كبيرة، خصوصًا أنها حدثت خارج الأراضي الفلسطينية وفي عاصمة دولة عربية، في انتهاك واضح للسيادة اللبنانية، الأمر الذي ينذر بخطورة توسيع نطاق الحرب بين إسرائيل من جهة و"حماس" والمقاومة الفلسطينية عمومًا إلى ما هو أبعد من قطاع غزة والأراضي الفلسطينية".
كذلك رأت صحيفة "الرياض" السعودية أنه "بعملية الاغتيال هذه تصبح أية جهود تحاول إيجاد حل لوقف إطلاق النار دون جدوى، وسيكون التصعيد العسكري سيدًا للموقف، وتستمر دوامة الحرب، ويسقط المزيد من الضحايا الذين قارب عددهم الاثنين وعشرين ألفًا جُلّهم من النساء والأطفال، ودون شك سيرتفع العدد في الأيام المقبلة عطفًا على التطورات الحاصلة والتي ستحصل دون شك وربما ترتفع وتيرتها وربما ستزداد موجة العنف المتبادل".
من ناحية أخرى، لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الحرب كما قال نتنياهو ستستمر لعدة أشهر وستتمدد، لأنه لا مصلحة له بوقفها، لعله يخرج بأي مكسب عسكري أو سياسي يحميه من المساءلة والفشل والإخفاق، الذي سيتحمل مسؤوليته هو والفريق السياسي والأمني والعسكري الذي يقوده".
بينما اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "مقاطعة الشركات والمنتجات الداعمة للكيان الإرهابي الإسرائيلي هي دعوة لتجفيف منابع ومصادر تمويل الإرهاب الإسرائيلي، وكبح جماح التطرف لدى الجماعات اليهودية الحاملة للبنادق والمسدسات لقتل كل ما هو فلسطيني، وعربي داخل الأراضي الفلسطينية، أو حتى خارجها".
أما صحيفة "الشروق" الجزائرية، فلفتت إلى أنّ "القضية الفلسطينية المدوَّلة تلقائيًا، تفرض على العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى إعادة النظر في القيم السياسية والأخلاقية السائدة في العالم، وقد أثبت "طوفان الأقصى" أنّ الفلسطينيين الذين يمثّلون القضية العادلة، يملكون ما يقدّمونه للبشرية من قيم تراحمية راقية، بما قاموا به في فقرات تسليمهم الأسرى الذين كانوا تحت رعايتهم خلال أيام الحرب قبل الهدنة المحدودة، كما كشفت الحرب قبل الهدنة وبعدها، بشاعة القيم السياسية والأخلاقية للصهيونية التي تعاملت بها مع أهل غزّة".
(رصد "عروبة 22")