صحافة

"المشهد اليوم"... نصرالله وطهران يحتويان هجومَي "الضاحية.. وكرمان"

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إصرار تل أبيب على تصعيد المواجهة وزيادة مخاطر اتساع رقعة المواجهات العسكرية في المنطقة، غداة إغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وتعهّد رئيس "الموساد" ديفيد برنيع أن يصل جهاز الاستخبارات إلى جميع قادة "حماس".

وبينما كان المراقبون يترقبون طبيعة الرد الذي من الممكن أن يبادر إليه "حزب الله" إثر استهداف العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، بدا رد أمين عام الحزب حسن نصرالله أقرب إلى احتواء المشهد وتداعياته على الجبهة اللبنانية، مكتفيًا بتكرار عبارة "عملية اغتيال العاروري لن تمر من دون رد وعقاب"، ومحذرًا في الوقت عينه "مَن يفكّر في الحرب معنا" بأنه "سيندم".

وأمس، أدى تفجيران مزدوجان على مقربة من مدفن قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في محافظة كرمان إلى مقتل نحو مئة إيراني وأكثر من مئتي جريح، وسارعت القيادة الإيرانية إلى امتصاص ارتدادات الهجوم واكتفت بتوعّد إسرائيل بأنها "ستندم". ونقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر أمني مقرّب من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أنه نجا وقائد فيلق القدس إسماعيل قآني بأعجوبة من الهجوم، موضحاً أنهما "ركبا سيارة واحدة على غير المقرر خلال توجههما للمشاركة مع ألوف الإيرانيين في مراسم إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال سليماني، وتركا سيارة ثانية استهدفها أحد التفجيرين وكان من المقرر أن يستقلاها".

وإذ يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، جولة شرق أوسطية جديدة تشمل إسرائيل، إثر تزايد المخاوف من اتّساع نطاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، بحسب ما أعلن مسؤول أميركي، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأربعاء، أنّ الحل المحتمل للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين يجب فرضه من الخارج لأنّ "الطرفين لن يتمكنا أبدًا من التوصل إلى اتفاق". غير أنّ صحيفة "الشرق" القطرية رأت أنّ "فرص التهدئة تراجعت وازدادت الجهود لتحقيق هدنة طويلة الأمد ووقف إطلاق النار في قطاع غزّة تعقيدًا ولم يعد مستبعدًا اتساع نطاق الحرب في المنطقة مع الوضع الذي أصبح يتفاقم بسرعة".

بينما رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنه "لا يجب ان نستغرب ونستهجن سلوك إسرائيل، فالجريمة تعتبر مدونة سلوك إسرائيلية، وبصمتها الوراثية"، مشيرة إلى أنّ "الاغتيال الفردي الذي تقترفه، لا يساوي ذرة مع اغتيالاتها الجماعية في قطاع غزّة والضفة الغربية المحتلة".

بدورها، أكدت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "بداية الحل يجب أن تكون التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتقديم كل الحماية للمدنيين الذين يفقد أبناؤهم ونساؤهم أرواحهم فى كل يوم، بل في كل ساعة"، لافتةً إلى أنّ "من أهم الثوابت المصرية أيضًا الرفض التام والقاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين قسريًا من وطنهم، لأنّ هذا ببساطة سوف يعني تصفية القضية الفلسطينية بكاملها".

في حين اعتبرت صحيفة "عكاظ" السعودية أنّ "استمرار الحرب فيه مصلحة لدول إقليمية ومليشيات وتنظيمات تهدف لتعطيل مشاريع المنطقة الاقتصادية ومبادرات السلام، لأن تلك الدول والميليشيات لا تؤمن إلا بالفوضى مصدرًا للحياة والبقاء وتعليق أخطائها واستحقاقاتها الشعبية عليها".

أما صحيفة "الشروق" الجزائرية فرأت أنّ "كلمة "الكاشفة" تُعد العنوان الأنسب الذي يمكن إطلاقه على سنة 2023 المنقضية، إذ كانت معركة "طوفان الأقصى" التي اندلعت في ثلثها الأخير أهمَّ منعرج فيها، ليس فقط لأنها شهدت سادية صهيونية لم يشهد لها العالم مثيلًا، ولكن أيضًا لأن شعوب المعمورة وخاصة في العالمين العربي والإسلامي وقفت على حقائق ظلت الآلة الإعلامية الغربية تغطيها".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن