أمس كان هو اليوم الـ«١٠٠» على اندلاع الحرب في غزة، ليتحول إلى وصمة عار لن تُمحى في تاريخ دولة إسرائيل حتى نهايتها، بعد أن فقدت أمنها وأمانها، وتأكد سكانها أن جيشها مصنوع من ورق المناديل، وأنه لولا مشاركة أمريكا في الحرب، ودعم أوروبا والغرب لكان اليوم الـ«١٠٠» هو يوم نهاية إسرائيل.
أمريكا تشارك في الحرب فعليا، كما تفعل في الهجمات ضد الحوثيين في اليمن الآن، وتقدم كل الدعم، والإمدادات العسكرية، والفنية، والمالية لجيش إسرائيل، ومع ذلك فشل الجيش الإسرائيلي فشلا ذريعا في تحقيق أي من أهدافه المعلنة حتى الآن، خاصة فيما يتعلق بهزيمة المقاومة، أو تحرير الأسرى.
فضحت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية ما تفعله وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في غزة، حيث نشرت الصحيفة أن الوكالة تقوم بجمع المعلومات الاستخباراتية حول الرهائن، وكبار قادة حماس، وأماكنهم، وتزود بها إسرائيل.
رغم كل ذلك فشلت إسرائيل فشلا ذريعا في غزة، وتلطخت سمعتها بالعار، وتأكدت هشاشة الجيش الإسرائيلي، مما أسقط نظرية الأمن التي كانت ترفعها الحكومة الإسرائيلية لسكانها، واضطر سكان المستوطنات إلى إخلائها هربا من نيران المقاومة، وهناك بوادر عديدة بدأت تظهر حول نية العديد من السكان الهجرة «المعاكسة» إلى خارج إسرائيل، وعودتهم إلى بلدانهم الأصلية ليكون ذلك نهاية إسرائيل فعليا على الأرض.
خلال الـ «١٠٠» يوم تحولت غزة إلى بحر من الدماء، وتم تدمير أكثر من 60% من المباني، والمنشآت كليا أو جزئيا، وأصبحت الحياة مستحيلة نتيجة الحصار، وتدمير البنية التحتية، والمستشفيات، والمدارس، ومحطات المياه، والكهرباء، والصرف الصحي.
على الجانب المقابل فقد أظهرت المقاومة الفلسطينية هشاشة دولة إسرائيل، وجيشها، رغم كل مظاهر «الغل»، و «التنكيل»، و«التدمير» التي يلجأ إليها الجيش الإسرائيلي في القصف الجائر للمدنيين، واستخدام أحدث الأسلحة، والطائرات، والمعدات في القتل، والتدمير، إلا أن صمود المقاومة بعد كل هذه المدة أدى إلى تغيير المعادلة، وقلب الطاولة على إسرائيل، وحكومتها، وجيشها، وداعميها.
("الأهرام") المصرية