واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع ارتفاع وتيرة التصعيد في المنطقة، حيث جددت الفصائل الموالية لإيران إستهداف القوات الأميركية في المنطقة وآخرها القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور، بينما كشف مسؤولون أميركيون أنّ الرئيس جو بايدن أمر مستشاريه بتقديم "خيارات الرد" على استهداف موقع "البرج 22" أول من أمس على الحدود السورية الأردنية، بحيث أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ بلاده "لن تتسامح" مع مرتكبي هذا الهجوم وقتل الجنود الأميركيين، وإن كانت وزارة الدفاع أعربت عن اعتقادها بأنّ إيران لا تسعى إلى الدخول في حرب مع الولايات المتحدة.
تزامنًا، وبينما صعّدت آلة الحرب الإسرائيلية من قصفها وغاراتها على مناطق قطاع غزة لا سيما في جنوب وغرب خان يونس، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن جيشه "سيتحرّك قريبًا جدًا" عند الحدود مع جنوب لبنان. في حين بدأ مجلس الحرب الإسرائيلي مناقشة مقتضيات صفقة تبادل الأسرى مع "حماس"، خصوصًا وأنّ رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي يزور واشنطن، أعلن عن وجود "تقدم جيّد" قد يؤدي إلى "وقف دائم لإطلاق النار في المستقبل"، وذلك بالتوازي مع ما أفيد إعلاميًا عن تسليم رئيس المخابرات المصرية "حماس" بنود الورقة المتفق عليها في اجتماع باريس لإبرام صفقة التبادل مع إسرائيل.
في هذا الإطار، أفادت صحيفة "الشرق" القطرية بأنّ "دولة قطر لا تدخر جهدا في العمل من أجل تجسير الهوة بين الأطراف المختلفة وإنجاح المساعي المبذولة للتوصل إلى حل يفضي لإطلاق سراح الأسرى ووقف العدوان على غزّة، وهي ملتزمة بمواصلة جهودها وتجاوز كل الصعوبات والعقبات وصولًا إلى سلام مستدام يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي".
أما في ما يتصل بالهجوم على القاعدة الأميركية في الأردن، فلفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الهجوم على الجنود الأميركيين وقتلهم أمس الأول في مناطق خارج الأردن ليس مسؤوليتنا، ولا شأننا، وبالنسبة لمحاولة "توريطنا" فنحن لسنا أغرارا في هذه اللعبة السياسية".
بينما نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية، عن مصدر رفيع المستوى في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أنّ الأمين العام للمجلس اللواء علي أكبر أحمديان، الذي زار موسكو في الأيام الأخيرة، تلقى معلومات من الروس تؤكد أنّ عملية اغتيال قائد استخبارات الحرس الثوري في دمشق ومساعديه وقادة آخرين من الفصائل العراقية الموالية لطهران، تمت من قاعدة التنف الأميركية التي تمتد على مساحة واسعة في المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.
بدورها، نبّهت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "وقف تمويل الأونروا له تداعيات خطيرة على أوضاع الفلسطينيين، خاصة أن الوكالة الدولية تشرف على إغاثة وتشغيل أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني في الأراضى الفلسطينية المحتلة وفي بعض الدول العربية، ولذلك قطع التمويل يعني إعاقة الأونروا عن تنفيذ مهامها الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين، خاصة في قطاع غزّة، وهو ما ينذر بحدوث كارثة إنسانية".
كما رأت صحيفة "البيان" الإماراتية أنّ "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد "قشة" تنقذه، فاخترع قصة الأشخاص العاملين في "الأونروا" الذين شاركوا في هجوم 7 أكتوبر، وهي محاولة يائسة للفت الأنظار عن "وصمة العار"، والغرب سانده ليحدث أثرًا عامًا لذلك الادعاء، ونسوا جميعًا أنّ تصرفات الأشخاص لا تُحسب على منظمة دولية تدير مهمة إنسانية في غزّة إلا في حالة واحدة، وهي أنّ الغرب يشارك في حرب تجويع جماعية".
في حين شددت صحيفة "الوطن" البحرينية على أنّ "الأمتين العربية والإسلامية مطالبتان بكل دولهما ومنظماتهما أن تضغطا على الولايات المتحدة من أجل فلسطين وعودة حقوقها المسلوبة من إسرائيل"، مشيرةً إلى أنه "من واقع تجارب سابقة فإنّ الضغط الاقتصادي هو المطلوب في الوقت الراهن، لتحريك "الضمير" الأميركي، وإيقاظ ما تبقى فيه من مصداقية".
(رصد "عروبة 22")