واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع الترقب للجولة التي سيقوم بها، على عدد من دول المنطقة، وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، إعتبارًا من اليوم وحتى الخميس المقبل، في ظل إستمرار التضارب في المعلومات حول إمكانية الوصول إلى صفقة، بين إسرائيل وحركة "حماس"، في وقت قريب، بينما شارك أمس السبت مئات الإسرائيليين في تظاهرات بمدينتي حيفا (شمال) ورحوفوت (وسط)، ضد حكومة بنيامين نتنياهو، مطالبين بـ"إجراء انتخابات مبكرة الآن" وإعادة الأسرى المحتجزين في القطاع.
بالتزامن، لا تزال المنطقة تعيش هاجس توسّع رقعة المواجهات العسكرية على أكثر من جبهة، إثر "الانتقام" الأميركي المتمدّد في سوريا والعراق واليمن ردًا على الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية على الحدود الأردنية السورية، مع تجديد كل من واشنطن وطهران حرصهما المعلن على عدم الصدام المباشر بينهما.
وفي هذا الإطار، أقدمت واشنطن خلال نهاية الأسبوع على ضرب أكثر من 85 هدفًا، في 7 مواقع مرتبطة بـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له في سوريا والعراق، بينما أعلنت ميليشيا "الحوثي" أنّ التحالف الأميركي البريطاني شن، السبت، سلسلة غارات جوية استهدفت 6 محافظات يمنية خاضعة لسيطرتها. في حين أكد مسؤولون أميركيون أنّ الضربات الجوية على ميليشيات مدعومة من إيران في العراق وسوريا، هي "مجرد البداية" لضربات يتوقع أن تستمر على جولات متعددة، في وقت يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة غدًا الاثنين لمناقشة هذه الضربات.
على هذا الصعيد، تحدثت صحيفة "الجريدة" الكويتية، نقلًا عن مصدر رفيع المستوى في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، عن "خرقين أميركيين للتفاهمات حول تجنّب التصعيد" بعد الهجوم الذي أودى بحياة جنود أميركيين في الأردن، والتي تم التوصل إليها عبر مفاوضات غير مباشرة قادتها بغداد. وأوضح المصدر أنّ "الاتفاق كان يقتضي أن تبلغ واشنطن مسبقًا عن المواقع التي ستستهدفها، وتم بالفعل تسليم لائحة أهداف للإيرانيين إلا أنّ عدة مواقع جرى قصفها ليل الجمعة ــ السبت لم تكن على تلك اللائحة".
بينما أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "الأهداف من وراء الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، لكل من مصر والسعودية وقطر وإسرائيل والضفة الغربية، التي تبدأ اليوم وتستمر حتى 8 فبراير الحالي، تتعدّد"، موضحةً أنّ "أول تلك الأهداف يتمثّل في العمل على دفع الجهود الدولية والإقليمية، خاصة التي تقوم بها مصر للتوصل إلى تهدئة طويلة نسبيًا، لتبادل الأسرى والمحتجزين من الجانبين، مع إمكانية البناء على تلك الهدنة لوقف إطلاق النار، وربما الاستعداد لانتهاء الحرب في مرحلة ما".
في حين لفتت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنه "بعد 120 يومًا من حرب الإبادة الجماعية في غزّة تشير الأرقام إلى أنّ الاحتلال ارتكب 2325 مجزرة، ذهب ضحيّتها 27 ألفًا و238 شهيدًا ومفقودًا في حين يواجه أكثر من 10 آلاف مريض خطر الموت بسبب عدم إدخال الأدوية"، معتبرةً أنّ "هذه الأرقام المفزعة تؤكد الوضع الكارثي وغير المسبوق في غزّة جراء حرب الإبادة التي لا تتوقف وتحصد آلاف الأرواح وتعرّض حياة الأحياء إلى خطر المجاعة والأمراض".
في المقابل، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنه "مهما بدت الخلافات أو التباين أو تحديد الأولويات متواضعة بين واشنطن وتل أبيب، أو بين المؤسستين الأمنية والعسكرية من طرف وحكومة نتنياهو وأحزاب الأئتلاف من طرف آخر، فهي لا شك مظاهر ضعف وانحسار، بدلًا من وصفها أنها مظاهر هزيمة وإخفاق للمستعمرة ومعسكر تحالفاتها".
أما صحيفة "الشروق" الجزائرية، فسألت عن "الأسباب التي تمنع مجموعة من الدول العربية والإسلامية من أن تقرّر استعدادها لتمويل وكالة "الأونروا" بالكامل سنويًا"، وأضافت: "ألا يستحق أن يكون هذا موضوعًا في مستوى القمّة لأي قمّة عربية أو إسلامية تُعقَد لتصحيح معادلة التعامل مع قضيتنا المركزية وإعادة ترتيب علاقاتنا مع الدول الغربية تحت شعار: نحن أحق بإخواننا في فلسطين؟".
بدورها، لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "الدبلوماسية الإماراتية تؤكد في كل المحافل والمناسبات، أنّ حل الأزمات لا يتم إلا بالتفاوض والحوار والاحتكام إلى الشرعية الدولية، وليس بالعنف والتطرف والإرهاب واغتصاب الحقوق".
(رصد "عروبة 22")