صحافة

"المشهد اليوم"... صفقة التبادل بين "مد وجزر" والضربات الأميركية تتواصل

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة،  على وقع تزايد المعلومات، التي تنشرها وسائل إعلام عبرية، عن ضغوط تمارسها الولايات المتحدة على إسرائيل، للقبول بوقف إطلاق النار لمدة أربعة أشهر في قطاع غزة في إطار صفقة من مرحلتين مع حركة "حماس"، وذلك مقابل تصعيد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير هجومه على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن متهمًا إياها بأنها تعرقل الحرب في قطاع غزّة، ومعتبرًا أنّ الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب "كان سيطلق يد إسرائيل أكثر"، الأمر الذي دفع رئيس حكومته بنيامين نتنياهو إلى تدارك تداعيات هجوم بن غفير بالتشديد على أنه ليس بحاجة للمساعدة "لمعرفة طريقة إدارة علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة".

كذلك على مستوى "المد والجزر" المستمر إزاء صفقة التبادل و التباين الحاصل في المواقف والتوجهات الداخلية الإسرائيلية حيالها، كشفت تقارير عبرية أنّ الجيش الإسرائيلي يؤيد وقف الأعمال القتالية لفترة مؤقتة في غزّة وفقًا لما تنص عليه "مبادرة باريس"، وذكرت القناة "11" أنّ "الجيش الإسرائيلي يؤيد هدنة، حتى لو طالت مدتها، لإعادة المحتجزين لدى "حماس" وعددهم نحو 136"، لافتة في الوقت نفسه إلى أنّ "الجيش يريد استئناف القتال في نهاية الهدنة"، بينما جدد نتنياهو تمسكه أمام مجلس الحرب بالقاعدة التي تم اعتمادها في الهدن السابقة لناحية الإفراج عن 3 معتقلين فلسطينيين مقابل كل محتجز يتم إطلاقه من غزّة من دون أن تشمل صفقة التبادل مَن تصفهم تل أبيب بأنهم "محكومون بجرائم إرهابية".

تزامنًا، تجددت الهجمات الأميركية والبريطانية على قواعد الحوثيين في اليمن حيث شنّت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في وقت متأخر من مساء الأحد، 15 غارة جديدة استهدفت عدة مواقع منها رأس عيسى والزيدية بمحافظة الحديدة، إضافة إلى مدينة صعدة. في وقت أعلن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، أنه سيكون هناك مزيد من الإجراءات في سياق الرد على مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن الأسبوع الماضي، لكنه لم يصف الضربات الأميركية بأنها "حملة عسكرية مفتوحة". وفي المقابل، أُعلن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" فجر اليوم عن شنّ فصائل مسلّحة مدعومة من إيران هجومًا بالمسيّرات استهدف قاعدة حقل العمر النفطي شرقي دير الزور وهي أكبر القواعد العسكرية في سوريا.

في هذا السياق، رأت صحيفة "الشرق" القطرية أنه "مع تصاعد التوتر الإقليمي على خلفية الحرب في قطاع غزة، بعد الغارات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف في اليمن والضربات على مجموعات مسلحة في العراق وسوريا، فضلًا عمّا تشهده الحدود الإسرائيلية اللبنانية من تبادل للقصف يوميًا، تبدو المنطقة مهددة بشكل أكبر من أي وقت مضى باتساع رقعة الحرب".

في حين رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "حسابات توازن المصالح الأميركية في مقابل برغماتية إيران ستظل هي الإطار الحاكم للعلاقات بين البلدين ونمط تفاعلاتها ومساراتها ما بين التصعيد والتهدئة، في إطار نظرية التوظيف المتبادل الذي يحقق مصالحهما، وهو ما حدث سابقًا في تعاونهما في إسقاط نظام طالبان في أفغانستان وإسقاط نظام صدام حسين في العراق، كما أنّ هناك قنوات سرية، وكذلك قنوات غير مباشرة بين الجانبين للحفاظ على قواعد اللعبة بينهما وعدم خروج الأمور عن السيطرة، وفي النهاية منطقة الشرق الأوسط هي من تدفع الثمن".

من جانبها، اعتبرت صحيفة "الرياض" أنّ "الوصول إلى سلام شامل وعادل لا يكون عبر الحرب التي تشنّها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وبقوة آلاتها الحربية وعدم إذعانها للنداءات بوقف الحرب، إنما يكون عبر المفاوضات وإثبات الحقوق المشروعة التي يعترف بها المجتمع الدولي ولا ينفذها"، مشددةً على أنّ "هذا الأمر لن يكون إلا بالضغط على إسرائيل في إيقاف عنجهيتها وصلفها واعتقادها أنها فوق كل الأعراف والقوانين".

بدورها، لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "التلويح الأميركي البريطاني بالاعتراف المحتمل بالدولة الفلسطينية، ليس هناك ما يثبت صدقيّته، بل هو مجرد تنويم لمن يصدق هذا الادعاء، بينما حقيقته أنه يأتي في سياق الضغط على حكومة تل أبيب لكف يدها قليلًا في حربها المدمّرة على غزّة، من أجل عدم إلحاق أضرار أكبر بالمصالح الأميركية في المنطقة، والحيلولة دون اتساع دائرة الصراع الذي بدأت بؤر توتره تشتعل بصورة غير مسبوقة منذ نكبة فلسطين عام 1948".

أما صحيفة "الدستور" الأردنية، فنبّهت إلى أنّ "تصريحات وزير جيش الاحتلال وغيره من المسؤولين الإسرائيليين تنذر باقترابهم من بدء حلقة جديدة وبشعة من الإبادة في رفح ومنطقتها، بما يعرّض حياة أكثر من 1.5 مليون فلسطيني لخطر كبير ومحقق ضمن حلقة جديدة من حلقات المؤامرة لتهجير الشعب الفلسطيني عن وطنه وحرمانه من أبسط حقوق العيش والحياة".

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فنقلت صحيفة "اللواء"، عن مصادر دبلوماسية، أنّ زيارة وزير الخارجية الفرنسية إلى لبنان "تندرج ضمن الزيارات التي يقوم بها عدد من وزراء خارجية الدول الاوروبية والموفدون الدوليون، لتطويق ذيول الاشتباكات المسلحة بين "حزب الله" وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود الجنوبية اللبنانية، والعمل على منع توسّع هذه الاشتباكات إلى حرب واسعة النطاق، والتوسّط بين الطرفين لإنهاء الاشتباكات والتفاهم على إرساء ترتيبات أمنية استنادًا للقرار الدولي رقم 1701".

في حين أفادت صحيفة "الشرق الأوسط"، نقلاً عن مصادر رسمية لبنانية، أنّ "الضرر من القصف الإسرائيلي لحق 46 قرية، ويقدّر الدمار في كل بلدة بما نسبته 10 بالمائة"، لافتةً إلى "عدم وجود إحصاء دقيق بعد لعدد الوحدات السكنية المدمّرة أو المتضررة من القصف الإسرائيلي، لكن التقديرات الأولية حتى الأسبوع الماضي، تشير إلى أن هناك ما يزيد على 1000 وحدة سكنية تعرّضت لتدمير كامل أو جزئي".

بينما أوضحت صحيفة "الراي" الكويتية أنّ "أبناء المخيّمات الفلسطينية في لبنان، يخشون كارثةً إنسانيةً على خلفية قرار أكثر من 16 دولة وعلى رأسها الولايات المتحدة وكندا، تعليق مساعداتها المالية لوكالة "الأونروا"، ومردّ الكارثة تعود إلى أنّ غالبية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعتمدون على مساعدات "الأونروا" وخدماتها الصحية والتربوية تحديدًا، إذ إنهم محرومون من الحقوق المدنية والإنسانية في لبنان بعد سبعة عقود ونيف من نكبة فلسطين".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن