فيما قرأتُه من تعليقات متنوعة ومنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا على منصة «إكس»، بخصوص الوضع المعني بالانتخابات القادمة، قرأتُ فيما كأنه إجماع على أنه من يحكم الولايات المتحدة الأمريكية حاليًا ليس الرئيس المنتخب جو بايدن!
مسوغات هذه الآراء كلها مبنية على سلوكات وتصرفات وأفعال وأقوال صدرت عن الرئيس الديمقراطي، سلوكات غريبة تجعلك تشك بأن الرجل يعاني من «الزهايمر» أي مرض النسيان، لكن بعضا منها يجعلك تفكر، إذ هل هو يتعمد القيام بذلك، وخاصة أن المشاهد هذه ترصد عبر كاميرات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي.
بعض المواقف الغريبة قد تقودك للتفكير بأنها قد تشكل أرضية مناسبة لإسقاط أهلية الرئيس ومنح دفة القيادة لنائبته كاميلا هاريس، والأخيرة لا تخفي أصلا إعجابها بالرئيس الأسبق باراك أوباما، والذي كان بايدن نائبه، والبعض في هذا الصدد يقول إن الحاكم الفعلي هي هاريس بمعاونة استشارات أوباما.
كلها قراءات وتحليلات لكن المستفيد الأكبر من هذه المشاهد، ومن الطريقة التي يفاجئ فيها بايدن العالم مرات ومرات، هو الرئيس السابق دونالد ترامب والذي يحاول العودة إلى البيت الأبيض مجددا، ويسعى من خلال مهاجمة بايدن والتعليق على مواقفه الغريبة لإضعاف موقفه وبالتالي هزيمته إن نوى الترشح مجددا.
بايدن في كلمة ألقاها مؤخرا وصف غريمه دونالد ترامب بأنه «الرئيس الحالي»! وهي ليست المرة الأولى على فكرة، بل اضطرت الإدارة الأمريكية إلى إصدار بيان يؤكد أن الرئيس البالغ 81 عاما يتمتع بصحة جيدة، لكن سرعان ما فاجأهم بايدن بتصريح له في إحدى المناسبات بأنه التقى قبل شهور بالرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران وأنهما تبادلا الحديث. علما أن ميتران توفي في عام 1996!
هذه أمثلة حديثة تضاف إلى مواقف عديدة كثيرة صدرت عن بايدن، في جانب واحد المتابع يقلق إن كان الحاصل صحيحا، فنحن نتحدث عن رئيس دولة تقحم نفسها في كافة الملفات العالمية بل تتحكم في مصائر الأمور في مجلس الأمن وحتى على الأرض في مواقع بعيدا عن القارة الأمريكية، نتحدث عن شخص يمتلك الحق في الضغط على أزرار السلاح النووي. لكن المستفيد هنا هو دونالد ترامب الذي يبدو أنه الأوفر حظا للعودة إلى البيت الأبيض مجددا.
ترامب قال قبل أيام إن الولايات المتحدة أصبحت «مزبلة للعالم» نتيجة لعدم كفاءة بايدن، وأيضا الديمقراطية في خطر، وأن الرئيس الحالي يمكنه بسهولة بدء حرب عالمية ثالثة!
طيب ما علاقتنا بكل هذا؟! البعض يقول هو شأن أمريكي «بحت» وفيما بينهم ليفعلوا ما يريدون. المشكلة أن تأثير ما يحصل في الولايات المتحدة سواء حاليا أو لاحقا مرتبط بالعالم كله، وحاليا ونحن نشاهد ما يصدر عن بايدن يجعلنا بالفعل نقلق، إذ هل المواقف الأمريكية تصدر عنه بالفعل؟! رجل يصافح الهواء ويتجه بعكس الاتجاهات في المناسبات ولا تعرف ماذا سيقول حين يمسك الميكروفون، ويدير أكبر ترسانة عسكرية في العالم، ويقرر كيف يكون تأثير تدخله في شؤون الدول. أليس هذا وضعاً خطيراً، بل غير مسبوق بأن تدار الولايات المتحدة من شخص ينسى ما قاله قبل دقائق؟!
لنستعد لعودة دونالد ترامب إن ترشح بايدن مجددًا.
(الوطن) البحرينية