مواجهة..

عندما سُئل الرئيس الكوبي الراحل كاسترو عن الانتخابات الأمريكية عام 1960، أيّهما تفضل نيكسون أم كينيدي؟ فأجاب إجابة رائعة جدًا قائلًا: "لا يمكن المقارنة بين حذاءين يرتديهما الشخص نفسه!".

والحقيقة أنّ أمريكا لا يحكمها إلا حزب واحد هو الحزب الصهيوني وله جناحان: فالجناح الجمهوري يمثّل القوة الصهيونية المتشددة والجناح الديمقراطي يمثّل القوة الناعمة الصهيونية.

ولهذا لا يوجد فرق في الأهداف والاستراتيجيات، أما الوسائل والأدوات فهي تختلف قليلًا لتمنح كلّ رئيس نوعًا من الخصوصية ومساحة للحركة.

ولهذا، فإنه وعلى عكس ما تُصرّح به الإدارة الأمريكية من حرصها على عدم توسيع الحرب، فالواقع أنها حشدت أساطيلها وبوارجها منذ اليوم الثاني للسابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، لأنّ لدى واشنطن مخططًا لتوسيع الحرب، وإعادة رسم خارطتها لحفظ أمن اسرائيل ونهب موارد المنطقة والسيطرة على ممرّات الملاحة الدولية وضمان استمرار هيمنتها على النظام العالمي القائم.

وإذا ما أخذنا في الاعتبار حالة الاستنفار العسكري في المنطقة، وتصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين يستشعرون خطر استهداف بلادهم في هذه المرحلة الحسّاسة التي تزعم فيها واشنطن أنها لا تريد توسعة الحرب وفي الوقت نفسه تستمر في دعم آلة الحرب الإسرائيلية.. فالأرجح أنّ طهران بدأت تُعد نفسها لمواجهه لا هروب منها سيكون بنيامين نتنياهو هو صاعق تفجيرها وتسريع وقوعها!.

(خاص "عروبة 22")

يتم التصفح الآن