صحافة

"المشهد اليوم"... بايدن يمنح نتنياهو "الضوء الأخضر" لغزو رفح!

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وجنوب لبنان، على وقع إستمرار التناقض في المواقف الأميركية من العملية العسكرية الإسرائيلية المنتظرة في رفح، خصوصًا بعد الإتصال الهاتفي بين الرئيس جو بايدين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أتى في محصّلته بمثابة "الضوء الأخضر" الأميركي لشن العملية، عبر ما قيل عن ربطها بـ"خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ لضمان الأمن والدعم لأكثر من مليون شخص لجأوا إلى هناك".

وتوجّه نتنياهو إلى وزراء في حكومته بالقول: " نريد غزة منزوعة السلاح، وذلك يتطلب منا السيطرة والمسؤولية الأمنية على كامل منطقة غرب الأردن بما فيها القطاع"، بينما شددت حركة "حماس" في المقابل على أنّ "أي عملية عسكرية قد تشنّها إسرائيل على مدينة رفح، ستؤدي الى نسف مفاوضات التبادل بين الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين"، في حين حذرت وزارة الخارجية المصرية من "العواقب الوخيمة" لشن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، لا سيما في ظل ما يكتنف ذلك من "مخاطر تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، حيث أكد التلفزيون الفلسطيني ارتفاع عدد الشهداء، في قصف إسرائيلي مكثّف على رفح أمس إلى 52 شهيدًا وعشرات المصابين.

في هذا الإطار، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "نتنياهو لن يلتفت لتحذيرات العالم من ارتكاب مجزرة في رفح، لأنّ العالم لم يقدر حتى اليوم على إجباره على وقف الحرب ولا حتى على إدخال ما يلزم من أساسيات الحياة، وليس أمامه إلا مزيد من دماء الأبرياء يقدّمها كـ"صورة نصر" للاسرائيليين، غير مكترث لمصير الرهائن، لأنّ الحرب على غزّة أكثر من حرب، فهي عسكرية وسياسية ووجودية وديموغرافية". 

بينما أشارت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنّ "الهجوم المنتظر على رفح هو ورقة نتنياهو الأخيرة، التي ليس له بعدها إلا جرّ أذيال الخيبة والاستعداد قبل يوم الحساب للحساب الذي ينتظره في إسرائيل". معتبرةً أنّ "غزّة ستكون هي نهاية حلم نتنياهو".

أما صحيفة "الشرق" القطرية فلفتت إلى أنّ "العالم، الذي تأخر كثيرًا في الاستجابة والضغط على الكيان المحتل، مطالب في هذه اللحظة التاريخية، باتخاذ الموقف الصحيح والتحرك فورًا لمواجهة الكارثة المقبلة قبل فوات الأوان، ليس فقط لمنع اجتياح رفح وإنما دفع الجهود الرامية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وهو تحرّك يحتاج إلى المزيد من العمل الجماعي والتضامن، بما يعكس الالتزام بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

من ناحية أخرى، أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنّ "المعادلة السعودية في التطبيع مع إسرائيل قائمة بالأساس على مبدأ "دفع الثمن" ولن يكون هناك سلام مجاني كما اعتاد عليه الإسرائيليون في بعض محطات سلامهم، وإذا ما أرادت الحكومة الإسرائيلية المتطرّفة، التي لا يتوقع الجميع منها شيئًا، بمن فيهم الأميركان، فعليهم الإصغاء إلى بيان حكومتنا، بعدما سببت تصريحات كيري لبسًا على الملتبسين والمتحسسين باطلًا، لأنّ موقفنا السعودي كان ولا يزال ثابتًا تجاه القضية الفلسطينية".

بينما اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "الدرس الأول الذي يجب ان يستقر في العقل السياسي العربي، في نهاية حرب الإبادة الجماعية في غزة، هو أنه يجب استعادة الدولة العربية لوجودها ودورها وقوتها، بما يعني نفي وجود أي كيانات تحت أي مسمى أو صفة دون الدولة أو فوق الدولة أو بجانب الدولة، الدولة هي السلطة الوحيدة التي تملك حق استخدام القوة في إقليمها، وهي الوحيدة التي تملك سلطة انفاذ القانون على شعبها، وهي الوحيدة التي تملك حق اتخاذ قرار الحرب والسلم مع الدول الأخرى".

في وقت رأت صحيفة "البيان" الإماراتية أنه "على المدى القريب ستشهد إسرائيل - غالبًا - حالة غير مسبوقة من التفاعلات والتغيّرات الداخلية، السياسية والاجتماعية والفكرية، تستغرق شهورًا ليست قليلة، وبعدها ستستقر "دولة اليهود" على قرارها ومسارها النهائي، والاحتمالان متساويان: فإما القبول بحل الدولتين، والدخول في مفاوضات طويلة شاقة حول تفاصيله، وإما تغلب الرؤى والتيارات الدينية الخلاصية المتطرفة على المجتمع، ومن ثم على الحكم، وعندها سيكون الله وحده هو الذي يعلم شكل المنطقة حينها، والمصير النهائي الذي ينتظر دولة اليهود".

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنّ "رئيس هيئة أركان الجيش هيرتسي هاليفي، قرر نقل واحدة من أكبر الفرق النظامية في الجيش، من قطاع غزة، لتتمركز على مشارف الحدود اللبنانية. بينما أشارت صحيفة "الجريدة" الكويتية، نقلًا عن مصادر دبلوماسية، إلى أنّ "وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان أعطى الضوء الأخضر الإيراني على كل المبادرات الدبلوماسية التي قدّمت للبنان لتسوية الأوضاع في جنوبه". وأوضحت الصحيفة أنّ "هذا الموقف الإيراني أثار الكثير من التساؤلات داخل لبنان حول رد الفعل الإسرائيلي عليه، إذ بات واضحًا لدى الجميع أنّ طهران تريد تجنّب أي تصعيد يوسّع الحرب، وقد طلبت من "حزب الله" عدم الانجرار إلى حرب خوفًا من أن تنعكس سلبًا عليه، كما حصل في قطاع غزّة مع حماس".

بينما رأت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنّ "التسخين المضطرد للجبهة الجنوبية على الحدود اللبنانية، عبر التصعيد المستمر في نوعية الأسلحة التي تدخل الميدان، والتوغل المتزايد في إستهداف مواقع وأهداف في عمق الجانبين، يُنذر بأنّ "قواعد الإشتباك" على وشك السقوط، علي إيقاع طبول الحرب في تل أبيب التي يبحث رئيس حكومتها عن "نصر عسكري ما" في الجنوب اللبناني، بعدما فشلت حربه على غزّة في تحقيق أهدافها المعلنة".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن