صحافة

"المشهد اليوم"... العالم يقف عاجزًا أمام "مذبحة رفح"ترقّب لنتائج اجتماع القاهرة الأمني اليوم... وباريس تقدّم "اقتراحًا مكتوبًا" حول جنوب لبنان

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، وسط وقوف العالم متفرّجًا عاجزًا عن إيقاف "مذبحة رفح" الإسرائيلية والاكتفاء بتكرار التحذير من تداعيات الهجوم على المدينة المكتظة باللاجئين، في حين تسود حالة من الترقب لنتائج اجتماع القاهرة الأمني، الذي سيعقد اليوم بمشاركة أميركية ومصرية وقطرية وإسرائيلية، لبحث تطورات صفقة تبادل الأسرى المحتملة، غير أنّ وزير المالية اليميني المتطرّف بتسلئيل سموتريتش دعا رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو إلى عدم إرسال ممثل من إسرائيل إلى القاهرة لحضور الاجتماع، الأمر الذي وضعه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، في خانة التصريحات "التحريضية".

وإذ أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" مقتل ثلاث رهائن إسرائيليين جدد بالقصف الإسرائيلي في غزّة، وصف المفوّض السامي لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة فولكر تورك احتمال التوغل الإسرائيلي الكامل في رفح بالأمر "المرعب"، بينما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ واشنطن تعمل على اتفاق بشأن الأسرى الإسرائيليين، قد يؤدي إلى فترة من الهدوء في غزّة تستمر ستة أسابيع على الأقل. 

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فتحدثت معلومات صحافية فجر اليوم عن سقوط 3 قتلى جراء غارتين إسرائيليتين على بلدة الطلوسة الجنوبية، في حين قدّمت فرنسا اقتراحًا مكتوبًا إلى بيروت، يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل والتوصل لتسوية بشأن الحدود المتنازع عليها، وذلك بحسب وثيقة اطلعت عليها "رويترز" تدعو المقاتلين، بما في ذلك وحدة النخبة التابعة لـ"حزب الله"، إلى الانسحاب مسافة 10 كيلومترات من الحدود.

بينما على الجبهات الإقليمية المشتعلة الأخرى، أفادت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، اليوم الثلاثاء، بأنّ الحوثيين أطلقوا صاروخين من مناطق سيطرتهم في اليمن على السفينة "ستار أيريس" بمضيق باب المندب. وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "حملة الأرمادا الحوثية على البحر الأحمر، ستجعله بحرًا مهجورًا ميتًا، بعدما أصبحت سفن الشحن تتفاداه إلى رأس الرجاء الصالح"، معتبرةً أنّ ما يجري هو اعتقال البحر الأحمر لا بل اغتياله، وهو البحر العربي بالكامل، الذي تقع علية سبعة أقطار عربية".

بدورها، رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "استمرار حكومة الحرب الإسرائيلية في تحدي المجتمع الدولي وعدم الاهتمام بالرفض الدولي المتزايد والتحذير من وقوع مجازر جماعية ضد الفلسطينيين في رفح، يؤكد أنها تسعى لاستمرار العدوان على قطاع غزّة لاعتبارات سياسية داخلية، كما أنه يقوّض أي فرص نحو الوصول إلى صفقة شاملة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار".

من ناحيتها، لفتت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "الوضع في المنطقة لم يبلغ هذا المستوى من الخطورة ولم يتحوّل إلى بركان قد ينفجر في أي لحظة كما هو الآن"، مشيرةً إلى أنّ "إسرائيل لم تكتفِ بما فعلته منذ الحرب على غزّة من تدمير وتهجير ممنهج يصاحبه دعم أميركي كامل، عسكريًا وماليًا وسياسيًا، وصمت مطبق من المجتمع الدولي، ولكنها تصر على اجتياح الملجأ الأخير للمهجّرين في مدينة رفح وإرغامهم على النزوح إلى سيناء، نقطة التماس بين مصر وإسرائيل".

بينما لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "تذبذب الموقف الأميركي مما يجري في غزة بين الصمت على التوحش، ثم وصف جو بايدن له بعد أربعة أشهر برد الفعل المبالغ فيه، وبعدها بأيام حديثه هاتفياً مع بنيامين نتنياهو الذي ينطوي على موافقة على خطة مواصلة ترويع الفلسطينيين في رفح، قد يُغوي نتنياهو بالمضي في خطته الانتحارية"، مشددةً على أنّ "هذه المكالمة تشكل استمرارًا للتأرجح الأميركي أو بالأحرى ميوعة التعاطي مع الملف برمته".

بدورها، أشارت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أن "دولة قطر ستواصل العمل على مسارات الوساطة الدبلوماسية الرامية لوقف الاقتتال الدائر في غزة والضفة الغربية والأراضي المحتلة، ودعم الجهود المبذولة من أجل التوصل لحل سياسي قائم على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما ينهي الاحتلال الإسرائيلي، ويجسد قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967".

من جانبها، تحدثت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن "جملة مؤشرات تفيد بأن مسار التواصل الأميركي ـ الإيراني نجح في تفكيك مبدأ "وحدة الجبهات" المستمد من شعار "وحدة الساحات" الذي رفعه حلفاء إيران في المنطقة، قبل 7 أكتوبر الماضي"، ولفتت إلى أن "بين هذه المؤشرات، توقف العمليات العسكرية التي تشنها الفصائل العراقية ضد أهداف أميركية، الانخفاض الحاد في عمليات الحوثيين في البحر الأحمر، مضمون زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لبيروت، والتي أشار فيها بوضوح إلى ضرورة تجنب الحرب والتصعيد وعدم ترك الإسرائيليين ينجحون في استدراج "حزب الله" إلى مواجهة أوسع".

أما صحيفة "اللواء" اللبنانية فرأت أنّ "معادلة أمن لبنان من أمن إيران ربما قدمت الكثير من المكتسبات لإيران، لمحاكاة دول الإقليم والولايات المتحدة من الشرفة المطلة على فلسطين المحتلة والإطلالة على شرق المتوسط، ولكنها لم تقدّم للبنانيين سوى المزيد من الإنقسام والتمرّد على القانون والمؤسسات وسقوط منطق الدولة".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن