واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وجنوب لبنان، حيث شنّ الجيش الإسرائيلي، أمس، أوسع هجوم جوي متزامن على الأراضي اللبنانية منذ بدء الحرب، ما أدى على سقوط عدد من الشهداء والجرحى، ردًا على عملية قصف "صفد" في شمال إسرائيل، التي لم يعلن "حزب الله" رسميُا تبنيه لها، الأمر الذي رفع من منسوب المخاوف من تدحرج الأمور بشكل أوسع على هذه الجبهة.
في هذا السياق، وإذ توعّد الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس في تصريح له الدولة اللبنانية بدفع "الثمن قريبًا وبقوة"، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن رئيس الأركان هيرتسي هاليفي قوله إنه إذا اندلعت حرب في الشمال، على الحدود مع لبنان، فإن الجيش "سيستخدم كل الأدوات والقدرات" التي يملكها، بينما اعتبر وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه أنّ "الوضع في لبنان خطير لكنّه لم يبلغ نقطة اللاعودة"، كما أبدى الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قلق واشنطن من التصعيد بين الطرفين، ولكنّه شدد على أنّ بلاده لا تزال تحاول الدفع قدمًا لحلّ هذه القضية ديبلوماسيًّا ومنع توسّع الصراع.
من جهته، دعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إلى ضرورة وقف "التصعيد الخطير" على جبهة جنوب لبنان، مشيرًا إلى أنّ قوة "اليونيفيل" رصدت تحوّلًا في تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية و"حزب الله"، شمل استهداف مناطق بعيدة عن "الخط الأزرق".
أما على المستوى الفلسطيني، فحذّرت منظمات أممية، في بيان مشترك، من أنّ سكان قطاع غزة يواجهون "خطر الموت جوعًا"، وأن المجاعة في القطاع ستجعل الوضع فيه كارثيًا، ودعا البيان، الصادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إلى إتاحة الوصول السريع والآمن للمساعدات إلى غزّة لدرء خطر المجاعة والمرض.
وفي حين توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعملية "قوية" في رفح "بعد" السماح للسكان المدنيين بمغادرة المدينة، تُسابق جهود الوساطة المصرية الزمن لإدراك "هدنة" بين إسرائيل وحركة "حماس"، قبل حلول شهر رمضان، بحسب مصدر مصري مطلع، وصف في حديثه لـ"الشرق الأوسط" جولة المحادثات التي عُقدت في القاهرة، الثلاثاء، بأنها كانت "صعبة"، فيما أفاد إعلام إسرائيلي بـ"انتهاء الاجتماع ومغادرة الوفد الإسرائيلي لمصر".
من جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن السلطة الفلسطينية مسؤولة عن قطاع غزّة، وجاهزة للقيام بواجباتها "فور وقف العدوان على شعبنا". وقال في حديث إلى "الشرق الأوسط": "كنا ولا نزال مسؤولين عن قطاع غزة وسنبقى مسؤولين عنه". وأشار إلى أنّ هجوم "طوفان الأقصى" كان مفاجئًا للجميع "ولم يكن أحد يتوقع ذلك"، مؤكدًا عزم السلطة الفلسطينية على العمل مع كل الأطراف العربية والإقليمية والدولية "من أجل منع حدوث نكبة جديدة للشعب الفلسطيني".
بدورها، شددت صحيفة "البيان" الإماراتية على أنّ "نتنياهو أخذته العزّة بالإثم، وجعل من هذه المنطقة ساحة مفتوحة لكل الاحتمالات السيئة، فهو متجه بكامل قواه اللاعقلية نحو إشعال النيران إرضاءً لنفسه ولحلفائه المتطرّفين، والنار ستمسك بهم أولاً لأنهم يقفون في وسطها، وبلاده ستكون الخاسر الأكبر من كل ما يحدث، فكل شيء عرضة للتصدّع، بل كل شيء تصدّع، وما يقال اليوم إنها تهديدات أُبلغت إليه، غدًا ستكون حقيقة".
بينما لفتت صحيفة "الراي" الكويتية إلى أنّ "أميركا لن توقف دعمها لإسرائيل بل تريد منها التزام الصمت وعدم إحراجها، ولا تريد وقف الحرب بل ترغب بإنهاء حُكْم "حماس" في غزّة حتى ولو أصبحت مقتنعةً بأن القضاء على المقاومة غير متاح"، مؤكدةً أنّ "واشنطن تتشارك مع تل أبيب في المسؤولية عما حصل ويحصل وسيحصل كشريكٍ في جميع الجرائم التي وقعتْ، وذلك نتيجة تلَاقي الأهداف والمصالح المشتركة بين الطرفين، ما يفرض عدم التلهي بالتصريحات المضادة التي لا تهدف إلا لحرف النظر عن الحقيقة الراسخة بأنّ أميركا هي إسرائيل والعكس صحيح".
من جانبها، اعتبرت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "شعب فلسطين يدفع ثمن حريته واستقلاله بأثمان باهظة، وباهظة جدًا، وواضح أن فعالية "حزب الله" اللبناني، وحركة "أنصار الله" اليمنية، غير كافية لتشكل حائط حماية وأداة دعم للفلسطينيين في مواجهة قوات المستعمرة، والكف عن مواصلة جرائمها الفاشية النازية العنصرية".
أما صحيفة "الأهرام" المصرية فأشارت إلى "أهمية أن تنعقد قمة عربية عاجلة اليوم قبل الغد لوقف مذابح غزّة، ووقف مذبحة رفح (المتوقعة)"، موضحةً أنّ "أهمية القمة العربية الآن هي توصيل رسالة موحدة للصديق الأميركي بضرورة اتخاذ ما يلزم لوقف إطلاق النار، فالقرار في يده وليس في يد إسرائيل، وهو وحده القادر على إلزام إسرائيل به (لو أراد)".
ورأت صحيفة "الوطن" السورية أن "الأيام المقبلة ستكون حبلى بالتطورات، التي تتمثل أبرزها في احتمال التصعيد في رفح مع كل إخفاق يواجهه المفاوض الإسرائيلي، أو في حال رغبة نتنياهو بنسف المفاوضات وقلب الطاولة على الجميع بمن فيهم بايدن، للانتقام منه وإنهاء حياته السياسية، كما فعل الأخير عندما توجه في 2022 لدعم حكومة لابيد- بينت لإبعاد نتنياهو عن الواجهة السياسية في إسرائيل".
(رصد "عروبة 22")