واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وجنوب لبنان، على وقع إستمرار تل أبيب في سياسية التصعيد وإرتكاب المجازر، بحيث أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزّة أشرف القدرة بأنّ قوات الاحتلال اقتحمت مجمّع ناصر الطبي بخان يونس، وأجبرت مَن تبقى به من نازحين ومرضى وعائلات الأطقم الطبية على الخروج منه، بينما صعّدت إسرائيل هجماتها وتهديداتها ضد لبنان ولوّح وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت بأنّ القصف لن يقتصر على الجنوب إنما قد يمتد إلى العاصمة بيروت.
بالتزامن، وإذ تتصاعد وتيرة العدوان على مدينة رفح حيث استهدف القصف الإسرائيلي منزلًا في مخيم الشابورة وسط المدينة ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين بين مصابين ومفقودين تحت الأنقاض، جدّد الرئيس الأميركي جو بايدن التأكيد، خلال إتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه ينبغي ألا يمضي قدمًا في أي عملية عسكرية في رفح "دون خطة جيّدة وقابلة للتنفيذ لحماية المدنيين الفلسطينيين"، بينما شدد نتنياهو عقب الاتصال على رفض "الإملاءات الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين"، مؤكدًا أنّ تل أبيب "ستواصل معارضتها الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد أفادت بأنّ الإدارة الأميركية تسعى مع خمس دول عربية إلى إعداد "خطة شاملة"، تتضمن قيام دولة فلسطينية لتحقيق "سلام طويل الأمد بين إسرائيل والفلسطينيين"، تبدأ بالإعلان عن وقف إطلاق النار في غزّة لمدة ستة أسابيع وتبادل للأسرى.
وعلى مستوى الخلافات الداخلية الإسرائيلية، أعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس" عن قلق شديد من تصرفات نتنياهو، واتهموه بإهمالهم والتضحية بهم على "مذبح معركته الشخصية"، ورأوا السياسة التي ينتهجها معهم بمثابة "حرب تستهدف تفسيخ صفوفهم وإسكاتهم وحشرهم في زاوية يتفرجون منها على الأسرى وهم يقضون في السرّ بلا حول ولا قوة".
في هذا السياق، شددت صحيفة "الرياض" السعودية على أنّ "الحرب القائمة في غزّة هي حرب النفَس الطويل، فهي تمارس أقصى الضغوط على فلسطين، ونتنياهو غلّب مصلحته الشخصية لأنه يريد البقاء في الحكم لتجنّب المحاكمة، وحتى لا يتم اعتقاله بحيث إنه وجّه بالمضي قدمًا في توسيع العملية العسكرية وشن الهجوم على رفح"، مشيرةً إلى أنّ "المفاوضات المجدية بين الجانبين يقف أمامها نتنياهو الذي لا يريد أن تتوقف هذه الحرب، من أجل فرض موقف تفاوضي يصب في صالح إسرائيل بشكل أكبر ويغلّب مصالحها في المقام الأول".
بدورها، سألت صحيفة "الأهرام" المصرية عمّا إذا كانت العلاقة بين مصر وإسرائيل "وصلت إلى نقطة اللاعودة"، مشيرةً إلى أنّ "العلاقات في هذه الفترة هي الأسوأ منذ توقيع معاهدة السلام بين البلدين عام 1979، لكن استمرار جيش الاحتلال والمسؤولين الصهاينة في تصريحاتهم وأفعالهم حول سيناء، كانت سببا وراء التحذير من تجميد كامب ديفيد، فمصر لديها ثوابت لن تبدّلها، ولن تغيّرها أبدا، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
أما صحيفة "النهار" اللبنانية فتحدثت عن "تعاظم المخاوف من أن تكون كل قواعد الاشتباك التي كانت تضبط المواجهات الميدانية بين إسرائيل و"حزب الله"، منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، ولو انها كانت تضيق وتتسع تبعا لمسار "الميدان"، قد صارت قيد الانهيار الفعلي التام غداة مجزرة النبطية".
بينما نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر مطّلع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تأكيده "حدوث انتكاسة في المفاوضات بين واشنطن وطهران، بعدما عقد البلدان 3 جولات من المفاوضات الأمنية السريّة بوساطة إحدى الدول العربية، عقب الهجوم على البرج 22 في الأردن نهاية يناير الماضي، والذي أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين، وذلك في محاولة لخفض التوتر في لبنان والعراق وسورية واليمن، لتجنّب صدام مباشر بين إيران والولايات المتحدة قد يشعل حربًا شاملة في منطقة الشرق الأوسط".
(رصد "عروبة 22")