صحافة

"المشهد اليوم"... واشنطن تجهض "النصّ الجزائري" لوقف النار

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وجنوب لبنان، على وقع الحديث عن بدء إسرائيل انتهاج سياسة "الاغتيالات المركّزة" في شمال قطاع غزة ومدينة غزة، إيذاناً ببدء المرحلة الثالثة التي تقوم على ضربات مستهدفة بدل الاجتياحات والقصف الموسّع. في حين أجهضت واشنطن مشروع قرار جديد طرحته الجزائر على التصويت في مجلس الأمن الدولي ويطالب "بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية" في القطاع، وأصدرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد بيانًا نددت فيه بقرار الجزائر إحالة النص على التصويت في جلسة تُعقد لهذه الغاية بعد غد الثلثاء، وقالت في تهديد واضح باللجوء إلى الفيتو: "إذا وصلنا إلى تصويت على المسودة الحالية، فلن يتم اعتمادها".

وتوازيًا أكد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أنّ تل أبيب لن توافق على مطالب حركة "حماس" في غزة للتوصل إلى صفقة هدنة وتبادل أسرى، بينما شدد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية على أنها لن ترضى "بأقل من الوقف الكامل للعدوان وانسحاب الاحتلال من القطاع"، وأعلن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار "لم تكن واعدة جداً" في الأيام الأخيرة.

من ناحيته، أوضح وزير خارجية مصر سامح شكري أنّ بلاده "ليست لديها نية لتقديم مناطق آمنة (داخل مصر) للنازحين الفلسطينيين في غزّة، ولكن إذا فُرض عليها الأمر الواقع ستتعامل مع الوضع، وستقدم الدعم الإنساني اللازم لهم". وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "مصر تعمل على حشد رأى عام دولي مؤيد لوقف إطلاق النار في غزة، وإعادة وضع القضية الفلسطينية على خريطة السياسة الدولية، وحصول الفلسطينيين على حقهم في إقامة دولتهم وعاصمة القدس الشرقية، ومنع توسع جبهة الصراع في الشرق الأوسط لأنه بدون ذلك سيتعثر الاستقرار الإقليمي".

ورأت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "ما يجري في غزّة يحتاج الى موقف دولي قوي، خاصة في الجوانب الإنسانية، فضلًا عن ضرورة التسليم بأن الفلسطينيين لهم الحق في اختيار من يمثلهم، كما أنه يجب وقف الحرب اليوم حتى بدون شروط مسبقة، وعلى الأمم المتحدة والمنظمات والجمعيات الحقوقية وقف الاستفزاز الإسرائيلي وعنف المستوطنين، لأن ذلك يمثل مشكلة وعقبة حقيقية في الوصول الى التهدئة والسلام وايقاف عمليات القتل المستمرة".

بينما لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "المخاوف من كارثة إنسانية لا تحتمل في مدينة رفح، التي يتهددها غزو إسرائيلي وشيك، تدفع معظم الدول الأوروبية إلى إشعال الضوء الأحمر في وجه حكومة الحرب في تل أبيب، وتطالبها بالامتناع عن توسيع دائرة المأساة الفلسطينية في قطاع غزة، وقد شهدت الأيام الماضية عاصفة من الانتقادات لهذه العملية الوشيكة، بما في ذلك في الولايات المتحدة، التي يبدو أنها تحاول مراجعة حساباتها، دون أن تقترب من درجة الحسم".

بدورها، علقت صحيفة "الدستور" الأردنية على تقرير وزارة الخارجية الأميركية، الذي يبحث في ما إذا كانت الأسلحة الأميركية المقدمة لإسرائيل قد سبّبت الأذى للمدنيين الفلسطينيين، معتبرةً أنه "يثير الضحك مثلما يثير الاشمئزاز، وكأن إصابات المدنيين الفلسطينيين قد شملت الأفراد أو العشرات أو المئات"، مشيرةً إلى أنّ "مظاهر الدمار الذي سببته الصواريخ والقذائف والطائرات، مصدرها وصناعتها أميركية وقدمتها الولايات المتحدة للمستعمرة والبعض منها قدمته واشنطن بعد 7 تشرين الأول".

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فأفاد دبلوماسي فرنسي رفيع، عبر صحيفة "الشرق الأوسط"، بأنّ الوضع في لبنان بات على "درجة عالية من الخطورة". وقال إنّ "كل يوم يمر على هذه الحال، تزداد فيه احتمالات الحرب الشاملة، ولهذا نحن لا نستطيع أن ننتظر توقف الحرب في غزّة، لإنجاز التهدئة على الحدود اللبنانية"، موضحًا أنّ "المبادرة التي قام بها الطرف الفرنسي لم تدخل مرحلة الوساطة بعد"، ومشيرًا إلى أنّ "الوضع راهنًا هو مرحلة تقديم الطرح للتشاور والبناء عليه وصولًا إلى تأمين البنية التحتية لإطلاق المفاوضات".

في حين نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، قوله إنّ "طهران طلبت تفسيرات من "حزب الله" اللبناني، بعد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية قرب مدينة صفد شمال إسرائيل، بصواريخ إيرانية من الجيل الجديد، من دون تنسيق مع طهران". وأشار المصدر إلى أنّ "القصف، الذي وقع الأربعاء الماضي وأغضب إسرائيل، استُخدمت فيه صواريخ إيرانية كان مطلوبًا من "حزب الله" أن يحتفظ بها لـ"الوقت المناسب"، ويتطلب استخدامها تنسيقًا مشتركًا".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن