صحافة

"المشهد اليوم"... واشنطن تمدّد "إبادة" الفلسطينيين"فيتو" أميركي يُسقط مشروع قرار "وقف النار" في غزّة

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وجنوب لبنان، على وقع إمعان الولايات المتحدة الأميركية في استباحة الدم الفلسطيني وتمديد عمليات "الإبادة الجماعية" التي يرتكبها جيش الاحتلال في القطاع، وهو ما ترجمته واشنطن أمس بإسقاطها مجددًا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، أعدّته الجزائر بدعم عربي، للمطالبة بـ"وقف فوري ودائم للنار لأسباب إنسانية" في غزّة، الأمر الذي أثار جملة ردود فعل دولية منددة أبرزها من الصين التي شددت على كون الفيتو الأميركي هو بمثابة "ضوء أخضر" أميركي لإسرائيل لكي تواصل "المذبحة"، بينما حذر المتحدث باسم الأمم المتحدة من أنّ "الوضع في شمال غزة سيتدهو والمزيد من الناس معرّضون للموت جوعًا".

وفي هذا السياق، أعلن برنامج الأغذية العالمي أمس تعليقًا جديدًا لتوزيع المساعدات في شمال القطاع بعد يومين من استئنافها، في حين نبّهت المديرة التنفيذية لمنظمة أطباء بلا حدود في الولايات المتحدة أفريل بنوا، إلى أنّ "عواقب شنّ هجوم شامل على رفح لا يُمكن تصوّرها حقًّا"، محذّرةً من أن "شنّ هجوم عسكري هناك سيُحوّل المدينة إلى مقبرة".

أما على مستوى التطورات الإقليمية، فاتّهم المبعوث الأميركي الخاص منسق مركز التواصل العالمي في وزارة الخارجية الأميركية جيمس روبن،  إيران "بالتورط بشكل عميق في التخطيط للهجمات (الحوثية) على السفن في البحر الأحمر"، بينما أسقطت قوات تابعة للولايات المتحدة والحلفاء عشر مسيّرات قبالة سواحل اليمن، فيما أصيبت سفينتا شحن ترفعان علم اليونان ومملوكتان لجهة أميركية بأضرار طفيفة من جراء استهدافها بصاروخين، وفق ما أعلن الجيش الأميركي، وذلك بالتوازي مع إعلان البنتاغون "إسقاط طائرة مسيّرة أميركية من نوع "إم كيو-9" قرب سواحل اليمن إثر استهدافها بصاروخ أرض – جو"، مؤكدًا أنّ "الحوثييين يملكون مخزونًا كبيرًا من الوسائل العسكرية ونعمل على تقليصه".

وعقب تكرار الولايات المتحدة استخدام "الفيتو" لإجهاض القرارات المتصلة بالقضايا العربية والعالمية المحقّة، لفتت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنه "من المستغرب أن الدعوات لإصلاح مجلس الأمن، بعد إخفاقاته المتكررة في حسم قضايا دولية إحداها الحرب الدائرة في غزة على الشعب الفلسطيني الأعزل، تتطلب موافقة ثلثي الدول الأعضاء على الأقل في تصويت في الجمعية العامة، ويجب أن يصدَّق عليه من قبل ثلثي الدول الأعضاء، وبموافقة جميع الأعضاء الدائمين في المجلس، ما يجعل من إصلاح مجلس الأمن مهمة مستحيلة".

بدورها، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنه "لا بد من التحرك الفوري والعاجل والتواصل، مع كافة الأطراف الدولية والمؤسسات الحقوقية، لوقف حرب الإبادة الإجرامية والفاشية على قطاع غزّة، ووقف الاعتداءات على المقدّسات الإسلامية والمسيحية والاقتحامات اليومية والمستمرة للمدن والقرى في الضفة الغربية، والسماح بإدخال المساعدات الإغاثية والطبية والغذائية" للفلسطينيين.

بينما اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "ما يحاك الآن من مؤامرات في شأن وكالة "الأونروا" يشكل خطرًا محدقًا على حياة الفلسطينيين، ويُعدّ جزءًا أساسيًا من تصفية قضية اللاجئين ووأد كل ضامن يكفل الحفاظ على الحقوق الفلسطينية، مما يصبح من المستحيل إبعادها في المستقبل الذي يخطط له إسرائيليًا بإعادة صياغة كل ما هو موجود على أرض غزّة".

كما لفتت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنه "لم يبقَ أدنى شك في أن معركة "طوفان الأقصى" هي معركة مصيرية، ليس فقط للفلسطينيين إنما لكل منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي إن لم نقل لكل العالم".

من جانبها، أشارت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنّ "طبيعة الحرب، التي تخوضها إسرائيل ضد "حماس" في غزّة، ستؤكد على عدم قدرة الجيش الاسرائيلي المتفوق عدديًا وبقوة نيرانه، وبالتكنولوجيا المتطوّرة التي يملكها على تحقيق الانتصار الذي يسعى اليه، وسيخسر الحرب أمام عدو أضعف منه، وهذا ما حدث مع الجيش الاميركي في كل من افغانستان والعراق، وبالرغم من كل عناصر التفوّق التي امتلكها".

وشددت صحيفة "الخليج" الإماراتية على أنه "قبل أن تنتهي الحرب المفتوحة، بدأ الحديث مبكرًا عن خطط إعادة إعمار قطاع غزّة، ولكن إعادة الحياة إلى الناس، خصوصًا الأطفال، ستكون التحدي الأكبر، فهناك جيل غزّاوي أخرجته آلة الحرب الإسرائيلية من دائرة الوجود، وأوقعته في جحيم الغارات، والقذائف، والمجاعة، والأمراض، والأوبئة، والبرد واليتم، والطفل لا يَنسى، إن كتبت له الحياة، ولن يغفر لمن دمّر طفولته، وأحرق كل جميل فيها".

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فنقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن دبلوماسي غربي يعمل في بيروت، تأكيده أنّ "على لبنان المسارعة بالوصول إلى ملامح اتفاق يكرّس خفض التصعيد ويمنع توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية، لأنّ الأوضاع أصبحت قابلة للتدهور، ولأنه لا يجب إعطاء أي فرصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لكسب المزيد من الوقت لإطالة أمد الحرب".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن