صحافة

محاكمة المجرم الإسرائيلي

عبدالمحسن سلامة

المشاركة
محاكمة المجرم الإسرائيلي

أتمنى أن يأتي اليوم الذي يحاكم فيه قادة إسرائيل الحاليون والسابقون بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، وأن ينال كل منهم عقابه المستحق، بعد أن شاركوا في أسوأ جرائم للإبادة الجماعية التي لم تحدث في التاريخ الإنساني المعاصر.

صدع العدو الإسرائيلي رؤوس العالم بقصص الإبادة الجماعية ضد اليهود، على يد الزعيم النازي هتلر، وتداولوا أحاديث كثيرة في هذا الإطار، ورغم ذلك فكل الأحرار في العالم يرفضون الإبادة ضد اليهود وغير اليهود، والإنسان الطبيعي لا يمكن أن يقبل لغيره ما يرفضه لنفسه.

تلك هي المعادلة الطبيعية التي تدعو للتشكيك في كل أحاديث إسرائيل عن المذابح والإبادة، لأنهم لو كانوا صادقين وأسوياء، لرفضوا على الفور أي مساس بأي إنسان على الأرض، لأنهم ذاقوا مرارة ذلك، وعايشوه، وبالتالي لا بد أن يرفضوه لغيرهم، ويكونوا أول من يتصدى لتلك الجرائم البشعة.

الواقع غير ذلك، لأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم الآن التي تمارس إبادة جماعية، ضد شعب أعزل آخر؛ تقتل النساء، والأطفال بلا هوادة، وتمارس كل أنواع التعذيب والتنكيل بالفلسطينيين الأبرياء في كل مكان داخل إسرائيل، وفي الضفة الغربية، وفي قطاع غزة، بلا هوادة وبلا تمييز.

قتلت إسرائيل وأصابت أكثر من ١٠٠ ألف فلسطيني الآن، ولا تزال تمارس عدوانها الغاشم، وتستخدم في ذلك كل أنواع الحصار والتجويع والتدمير، بدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية التي ترفع زورا وبهتانا وكذبا راية حقوق الإنسان والاهتمام بحياة الإنسان.

الآن مصر قررت مواجهة العدوان الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية، حيث من المقرر أن تعقد المحكمة جلسات استماع لمدة أسبوع، بعد أن طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من المحكمة إصدار «رأي استشاري» بشأن العواقب القانونية الناشئة عن سياسات وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.

مصر سوف تقدم مرافعة شفهية اليوم الأربعاء أمام المحكمة، لتأكيد عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي، والرفض المصري لسياسات إسرائيل بهدم المنازل، وطرد وترحيل وتهجير السكان الفلسطينيين، وتأكيد مسؤولية إسرائيل عن جميع تلك الأفعال غير المشروعة دوليا، بما يحتم ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الفوري من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وضرورة تحمل إسرائيل التعويضات اللازمة والمناسبة عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالشعب الفلسطيني طوال ٧٦ عاما من الصراع.

صحيح أن رأي المحكمة «رأي استشاري»، لكنه سوف يكون إضافة مهمة لسجل محاكمة قادة إسرائيل وفضح ممارساتهم في الإبادة والتهجير والقتل والتدمير.

("الأهرام") المصرية

يتم التصفح الآن