واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، وسط تهديد الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بأنّ العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية "ستبدأ حتى خلال شهر رمضان القادم إن لم نتوصل إلى صفقة لاستعادة المحتجزين"، وذلك بالتزامن مع تصويت الكنيست الإسرائيلي بغالبية واسعة، أمس، لمصلحة قرار اقترحه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ضد أي "اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية".
وعلى الصعيد الميداني، تتواصل المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة وجنوب لبنان، وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأنّ 17 شخصًا قُتلوا، بينهم أطفال، في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا غرب مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة، بينما شنّت المقاتلات الحربية الإسرائيلية غارات على عدة منازل في مدينة رفح بجنوب القطاع أسفرت عن سقوط شهيدين وعدد من الجرحى. وكذلك على جبهة جنوب لبنان، أمعن الاحتلال الاسرائيلي باستهداف المدنيين فقصفت مدفعيته أمس بلدة "مجدل زون"، الأمر الذى أدى الى استشهاد المواطنة خديجة سلمان والطفلة أمل حسين الدرّ. وفي المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية صباح اليوم بأنّ قتيلًا و7 جرحى إسرائيليين سقطوا في إطلاق نار قرب مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس المحتلة، 2 منهم حالتهم خطرة، مشيرةً إلى أنّ "الفلسطينيين الثلاثة الذين نفّذوا الهجوم قُتلوا".
أما على مستوى مساعي التهدئة، فنقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّ حركة "حماس" قدّمت لمصر ردًا شفهيًا على موقف إسرائيل بشأن صفقة تبادل الأسرى، وأنها وافقت على تعديلات "طفيفة"، في وقت قال غانتس إن "هناك مؤشرات أولية على اتفاق جديد محتمل بخصوص الرهائن".
وكشف مصدر مصري مطلع، لصحيفة "الشرق الأوسط"، أنّ "المباحثات الجارية حاليًا في القاهرة تستهدف تقريب وجهات النظر بين إسرائيل و"حماس"، وتخفيف الشروط من الجانبين سعيًا للاتفاق على هدنة وصفقة لتبادل المحتجزين قبل بداية شهر رمضان"، مشيرًا إلى أنّ "وفدًا من حركة "حماس" بدأ مناقشة المقترحات المختلفة مع المسؤولين في القاهرة".
من ناحيتها، نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية عن مصادر مطلعة أنّ "الحكومة البريطانية تدرس تقييد بعض صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، إذا شنّت هجومًا بريًا على مدينة رفح الفلسطينية، أو أعاقت دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزّة". في حين شهد مجلس العموم البريطاني، أمس، سجالات حادة ومشاهد فوضى، إثر مناقشة تعديل على مقترح يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزّة، ما أدى لانتقادات حادة لرئيس المجلس ليندسي هويل.
أما بالنسبة إلى التطورات الإقليمية، فكشف الفريق أليكسوس غرينكويتش، قائد القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية، في حوار مع "الشرق الأوسط"، أنّ العمليات التي قامت بها الولايات المتحدة نجحت في وقف الكثير من محاولات الحوثيين عرقلة تدفق السفن في هذه المنطقة الحيوية. وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، الخميس، عن قصف أهداف للحوثيين في اليمن خلال الساعات الماضية.
في هذا السياق، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "انحياز واشنطن للمستعمرة يعود إلى دوافع الصراع الدولي في مواجهة روسيا والصين، وحرصها على بقاء نفوذها وهيمنتها المنفردة على المشهد السياسي الدولي، منذ نهاية الحرب الباردة عام 1990 إلى الآن".
بينما شددت صحيفة "الخليج" الإماراتية على أنّ "حماية إسرائيل بـ"الفيتو"، في مواجهة الفظائع التي لا توصف في قطاع غزة، هو تستر على الإبادة ومشاركة فيها لاستكمال المخطط الإسرائيلي في تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته"، مشيرةً إلى أنّ "هذا الموقف الأميركي يعني أن حياة مليون ونصف المليون إنسان فلسطيني بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن معرضون للتنكيل والقتل والإبادة واقتلاعهم من أراضيهم".
ورأت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "أول ملاحظة يجب التوقف عندها مليًا هي وجود إجماع لدى أعضاء مجلس الأمن على وقف هذه الحرب، باستثناء دولتين هما الولايات المتحدة، التي استخدمت حق النقض، وبريطانيا التي امتنعت عن التصويت، ما يعني بأنّ ممثلي الأسرة الدولية جميعًا ضد استمرار العدوان، لذلك كان من المحبط للغاية ألا يمر مشروع القرار بعد كل هذه الأشهر من القتل العشوائي للمدنيين".
على صعيد متصل، واصلت الولايات المتحدة تغطيتها للعدوان الإسرائيلي على غزّة، حيث تولت الدفاع عن إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، في اليوم الثالث من جلسات الاستماع بشأن العواقب القانونيّة للاحتلال الإسرائيلي، معتبرةً في مرافعتها أمام المحكمة أنّ "اتخاذ محكمة العدل الدولية رأيًا استشاريًا، يطالب إسرائيل بإنهاء احتلالها بشكل فوري "يضر بالمفاوضات ولا يأخذ بالاعتبار التهديدات الأمنية بالنسبة لإسرائيل".
وفي المقابل، لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "المرافعة الشفهية، التي قدّمتها المستشارة القانونية بمكتب وزير الخارجية، الدكتورة ياسمين موسى، أمس أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، جاءت لتضع النقاط فوق الحروف، فيما يتعلق بالتفنيد القانوني لموقف إسرائيل التي اعتادت، منذ ظهورها إلى الوجود، على انتهاك الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بشكل سافر ومنظم، دون احترام لقواعد القانون الدولي".
بينما رأت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنّ "من بركات معركة "طوفان الأقصى" الاستثنائية، ورد فعل الغباء الصهيوني الهمجي والمجنون ضدَّ الشعب الفلسطيني، أنْ تعالت أصواتٌ يهودية مرتفعة من كلِّ أنحاء العالم تدين الممارسات الوحشية للجيش الإسرائيلي، وأعادت الجدل التاريخي بين "الصهيونية" و"اليهودية"، على اعتبار أنَّ الإيديولوجية الصهيونية وفلسفة إقامة دولة إسرائيل بكلّ هذا الإجرام هو انتهاكٌ صارخٌ للتعاليم اليهودية".
على مستوى جبهة جنوب لبنان، كشفت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن "خلاصة توصلت إليها جهات لبنانية فاعلة، تشير إلى أنّ إسرائيل مصرّة على استدراج "حزب الله" إلى حرب واسعة، وأنه فيما لا يزال الحزب حتى الآن ملتزمًا بـ"الرد المضبوط"، لا أحد يعلم مدى قدرته على الصمود في حالة "الصمت الاستراتيجي"، فالعمليات الإسرائيلية تتوسع وتزداد عنفًا، بينما لم ينفذ "حزب الله" حتى الآن ردًا متوازيًا مع حجم الضربات الإسرائيلية والخسائر التي تلحقها، سواءً ببنيته العسكرية والبشرية أو على مستوى المدنيين".
في حين نقلت صحيفة "اللواء" اللبنانية عن مصدر دبلوماسي لبناني في نيويورك حديثه عن "تنافس اميركي - فرنسي لمعالجة الاشكالات البرية بين لبنان وإسرائيل. وحسب المتابعين فإنّ واشنطن تسجل عتبًا على الفرنسيين لجهة عدم إطلاعهم مسبقًا على ورقة المعالجات الآيلة لتطبيق القرار 1701، وربط هؤلاء بين تأجيل مؤتمر دعم الجيش اللبناني، الذي دعت إليه فرنسا في 27 الجاري، والخلافات مع الأميركيين حول ترتيبات الوضع الجنوبي".
(رصد "عروبة 22")