يشكل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، الذي ستستضيفه دولة الإمارات في شهر نوفمبر المقبل في مدينة إكسبو دبي، الحدث العالمي الأهم الذي ينتظره العالم كله ويعول عليه في الخروج بنتائج مهمة وحاسمة في التصدي لظاهرة التغير المناخي وتداعياته الخطيرة على مستقبل البشرية جميعها.
وتتزايد الآمال والتوقعات المعقودة على هذه الدورة من مؤتمرات كوب، نتيجة الثقة الدولية الواسعة في قدرة دولة الإمارات على قيادة وتنسيق الجهود والمواقف الدولية وتحقيق التوافق الدولي بشأن القضايا المطروحة على أجندة العمل المناخي الدولي بما في ذلك تنفيذ الالتزامات والتعهدات المناخية السابقة، والعمل بروح تعاونية لإيجاد الحلول التي تساهم في حماية الكوكب وتحقيق الحياد الكربوني ووقف الاحترار العالمي.
وبالفعل لا تدخر دولة الإمارات جهداً لضمان أن يكون «كوب 28» نسخة استثنائية بكل معنى الكلمة في تاريخ مؤتمرات المناخ الدولية، كما يلحظ المتابع للتحركات الخارجية والجهود التي تبذلها رئاسة المؤتمر، ولاسيما تحركات معالي الدكتور سلطان الجابر، الرئيس المعين لمؤتمر كوب 28، حجم الجهد المبذول من أجل تحقيق التوافقات الدولية، وتوضيح رؤية وهدف دولة الإمارات من المؤتمر، واستراتيجيتها الطموحة لتحقيق الحياد الكربوني 205.
وبالتوازي مع هذه التحركات والجهود الرسمية، برزت أيضاً الدبلوماسية البرلمانية النشطة التي قادها المجلس الوطني الاتحادي لمواكبة جهود الدولة في الإعداد لتنظيم هذه النسخة الاستثنائية من مؤتمر الأطراف وتحقيق رؤيتها وأهدافها منها، فضلاً عن تفعيل التواصل والتعاون مع مختلف البرلمانات والاتحادات والمنظمات البرلمانية العالمية في مجال العمل المناخي، بالنظر إلى أهمية دور البرلمانات في تمثيل شعوبها وما تملكه من أدوات تشريعية ورقابية يمكن أن تسهل وتعزز العمل المناخي الدولي.
ومن هذه التحركات والجهود الدبلوماسية البرلمانية على سبيل المثال وليس الحصر، مشاركة المجلس الوطني الاتحادي، في الجلسة العامة الـ 545 لمجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية، بحضور رئيسة وأعضاء مجلس الاتحاد، وذلك للمرة الأولى على صعيد الدبلوماسية البرلمانية لدولة الإمارات، حيث ركزت كلمة الشعبة البرلمانية الإماراتية في هذه الجلسة، على إبراز دور دولة الإمارات وجهودها في استضافة مؤتمر COP28، ورؤيتها لمخرجات المؤتمر وأهدافه، إلى جانب الجهود التي تبذلها لتحقيق الحياد المناخي وحماية البيئة.
ومن ذلك أيضاً، مشاركة وفد الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي في المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان الذي استضافته مدينة مراكش المغربية في يونيو الماضي، حيث كان ملف كوب 28 حاضراً بقوة في أجندة مناقشات الوفد البرلماني الإماراتي، وكذلك الزيارة الرسمية التي قام بها وفد الشعبة البرلمانية إلى فرنسا، والتي تم خلالها عقد جلسة مباحثات مع يائيل براون بيفت رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية في مقر الجمعية بباريس، وكان أيضاً ملف كوب 28 حاضراً بقوة في هذه المناقشات.
كما يعمل المجلس الوطني الاتحادي بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي لتنظيم مؤتمر برلماني استثنائي ضمن فعاليات مؤتمر (COP 28)، يكون بمثابة فرصة مهمة للبرلمانيين والسياسيين والخبراء من جميع أنحاء العالم للتبادل والتواصل والتعاون في مجال التغير المناخي وحماية البيئة، وسيمثل هذا المؤتمر، الذي يتوقع أن يشهد مشاركة واسعة من برلمانات العالم المختلفة، والنتائج التي يتوقع أن تصدر عنه، عنصر دعم قوي لمؤتمر كوب 28، وللجهود الرسمية الإماراتية للخروج بنتائج طموحة واستثنائية من المؤتمر.
لقد أصبحت الدبلوماسية البرلمانية لاعباً مهماً في السياسات العالمية، وأصبح دورها محورياً في مواجهة التحديات العالمية، وتعزيز التعاون الدولي، ومن هنا تشكل تحركات الدبلوماسية البرلمانية الإماراتية عنصر دعم قوياً للجهود الرسمية لإنجاح مؤتمر كوب 28، والخروج بنتائج ومخرجات تلبي الطموحات الإماراتية والعالمية في العمل المناخي ووضع خريطة طريق واضحة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي.