واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع استمرار الجهود الهادفة لوقف الحرب، بحيث أشار مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز إلى أنه لا تزال هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزّة على الرغم من استمرار وجود العديد من المسائل المعقّدة، غير أنّ المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري حسم تقديره للموقف بالقول: "لسنا قريبين من التوصل إلى اتفاق، وهذا يعني أننا لا نرى الجانبين يتفقان على لغة يمكن أن تحل الخلاف الحالي حول تنفيذ اتفاق".
في هذا الإطار، كشف مصدر مصري مطلع على مفاوضات التهدئة بشأن غزة، لـ"العربي الجديد"، أنّ هناك تصورًا جديدًا بشأن التوصل إلى تهدئة إنسانية وليست هدنة، لتخفيف حدة الصراع والتخفيف عن مواطني القطاع، في ظل تصاعد التوتر إقليميًا. وأشار إلى أن ذلك يأتي بدفع من الإدارة الأميركية التي ترغب في تحسين أوضاع الأسرى الإسرائيليين، وضمان وصول الأدوية والمواد الغذائية بشكل مؤقت، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية في القطاع.
على صعيد متصل، وبينما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية صباح اليوم عن إصابة إسرائيليين في حادث طعن عند مدخل مدينة القدس، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية أنّ قوات الاحتلال أطلقت النار على فلسطينيين في جنين فجر اليوم فقتلت اثنين منهم وأصابت 4 آخرين بجروح، كما استهدفت مقاتلات الاحتلال منزلًا لعائلة عوض في مخيم البريج وسط قطاع غزة ما أسفر عن سقوط 8 شهداء وعدد من المصابين المدنيين. وكانت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" قد أعلنت أنّ 31184 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، قُتلوا في قطاع غزّة خلال الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمسة أشهر، بينما ارتفع عدد الجرحى إلى 72889 شخصًا. بينما ندّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستخدام الجوع في غزّة "سلاحاً للحرب"، مشيرًا كذلك إلى التدمير الممنهج للمقابر والجامعات، وسجلات المدنيين والممتلكات.
وذكرت ثلاثة مصادر مطلعة ومسؤول أميركي، بحسب وكالة "رويترز"، أنّ "الولايات المتحدة قد تحث شركاء وحلفاء على تمويل عملية يديرها القطاع الخاص لإرسال مساعدات عن طريق البحر إلى غزّة". بينما ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، نقلًا عن ثلاثة مسؤولين من واشنطن، أنّ كلًا من الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضعا خطين أحمرين متناقضين بخصوص مآلات الحرب على غزّة، ما قد يؤدي بهما إلى حالة اصطدام في حال قررت إسرائيل اجتياح رفح.
على المستوى الإقليمي، وإذ شن الجيش الإسرائيلي غارتين على موقعين للجيش السوري، استمرت بالتوازي عمليات الاستهداف الإسرائيلي لمناطق بقاعية لبنانية حيث قُتل أمس شخصان على الأقل وأصيب 12 آخرون في ضربات قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت مقرّي قيادة تابعين لـ"حزب الله". في حين ذكر المتحدث باسم القوات المشتركة اليمنية في الساحل الغربي وضاح الدبيش، في تصريح لصحيفة "البيان" الإماراتية، أنّ "الضربات التي نفذتها القوات الأميركية والبريطانية في غرب البلاد، دمرت مخازن أسلحة ومنصات لإطلاق الصواريخ والمسيّرات ومركزًا مستحدثاً للقيادة والسيطرة".
من جهتها، رأت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ "ما تشهده غزّة حرب عدوانية لا تفرق بين رجل أو امرأة أو شيخ أو طفل، هو عدوان يحصد أرواح الجميع دون استثناء، عدوان لا يعترف بأي قيم إنسانية نعرفها، ولا بمعاهدات ولا قوانين دولية وضعت من أجل تفادي ما يحدث في غزة ولكنه يحدث".
وأشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "الجهود الإنسانية تحتاج إلى مساعٍ أخرى لإلزام إسرائيل بعدم عرقلة إيصال المساعدات إلى مستحقيها، وعدم الاكتفاء بهذا الجهد رغم أهميته، لأن الحؤول دون تفاقم الكارثة يحتاج إلى وقف دائم لإطلاق النار، وممارسة الضغوط على إسرائيل لحملها على القبول بحل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، من أجل عدم تكرار كوارث الحرب ومآسيها وإرساء السلام العادل والشامل".
بدورها، رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "وجود مصر شريكًا أساسيًا بمرحلة ما بعد انتهاء الحرب بغزّة، لا يقل أهمية في ظل اندلاعها والاعتداد برؤيتها على أنه طوق النجاة الممدود للقضية الفلسطينية وشركاء السلام وإبعادها بفرض سيناريوهات ذات رؤى محددة لن يفضىي إلا لمزيد من اتقاد الصراع واستمرار المواجهات بين الاحتلال وفصائل المقاومة التي لن تستطيع إسرائيل القضاء عليها وإخماد جهادها. فالرؤية المصرية تبقى طاقة النور وسط ظلام دامس ليخرج الشرق الأوسط من نفق مظلم عاش فيه سنوات طويلة".
بينما لفتت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنّ "أخطر هدف للميناء الأميركي العائم المشبوه هو تشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين عبر البحر إلى أوروبا ودول الغرب عبر قبرص"، لافتةً إلى أنه "مثلما فشل مخططٌ التهجير، سيفشل أيضا مخطّط تشجيع الهجرة الطوعية".
وأوضحت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ الدوحة "مع كل ما من شأنه إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر، سواء تم ذلك جوًا أو بحرًا أو برًا، على ألا يكون الميناء بديلًا عن ضرورة إيصال المساعدات من دون أي قيود".
واعتبرت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ قرار نتنياهو فرض تقييدات على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، استجابة لتوصية وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، هو بمثابة "صب الزيت على النار في ظل حرب الابادة وحرب التجويع التي تشنها حكومة الحرب ضد الشعب الفلسطيني في غزّة".
أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فلفتت صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى "توسيع إسرائيل نطاق ضرباتها على لبنان باستهدافها منطقة البقاع"، مشيرةً إلى أنّ "لبنان بات يسير على حبل مشدود وسط مخاوف من أن تصبح هذه الحالة طويلة الأمد، بما يشبه السيناريو السوري، حيث حولت إسرائيل الأراضي السورية إلى ساحة مفتوحة لتنفيذ ضربات متقطعة من دون أي خط أحمر جغرافي بمجرد رصد أهداف عسكرية أو بشرية".
بينما أفادت مصادر سياسية، صحيفة "اللواء" اللبنانية، بأنّ "التهدئة على الساحة الجنوبية صارت بعيدة المنال بعد تطور الميدان وتعمد جيش الاحتلال قصف بعلبك"، وأشارت إلى أنّ "مواصلة إسرائيل تهديداتها للبنان باتت مسألة متواصلة والخشية قائمة من تنفيذها في الوقت الذي يتوقع فيه أن تتحرك القنوات الرسمية والديبلوماسية حيال هذا التصعيد".
(رصد "عروبة 22")