صحافة

"المشهد اليوم"... مجلس الأمن يقرّ وقف النار وحكومة نتنياهو تتصدّع

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع ترحيب عربي ودولي بقرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر أمس وحمل رقم 2728 مطالبًا "بوقف فوري لإطلاق النار في غزّة في رمضان تحترمه الأطراف ويؤدي إلى وقف ثابت ومستدام، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية". في حين أعلن مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع أن بلاده تحضّر لخطوة تالية في مجلس الأمن الدولي، تخصّ الاعتراف بدولة فلسطين عضوًا كامل الحقوق في الهيئة الأممية.

وأتى هذا القرار ليفجّر الخلافات بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، على خلفية عدم استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" لمنع صدور القرار، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الإعلان أنه قرر إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي التي كانت مقررة هذا الأسبوع إلى واشنطن، كما أكد وزير خارجيته، يسرائيل كاتس، أنّ إسرائيل "لن توقف إطلاق النار" رغم صدور قرار مجلس الأمن.

وإذ اعتبر نتنياهو في بيان أصدره مكتبه مساء أمس، أنّ عدم إسقاط الولايات المتحدة قرار وقف النار يشكل "تراجعًا واضحًا عن الموقف الأمريكي الثابت في مجلس الأمن منذ بداية الحرب"، لفت إلى أنّ "هذا التراجع الأميركي يضر بالمجهود الحربي وبالجهود الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن، لأنه يعطي "حماس" الأمل في أنّ الضغوط الدولية سوف تسمح لها بقبول وقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح الرهائن".

أما البيت الأبيض فنفى أن يكون امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على القرار يعكس تغيّرًا في السياسة الأميركية، بينما حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال اجتماع في واشنطن، من مخاطر اجتياح رفح، مجدّدًا التأكيد على رفض الولايات المتحدة لمثل هكذا عملية عسكرية واسعة النطاق.

وفي المقابل، حمّلت "حماس" إسرائيل المسؤولية المباشرة عن إفشال الجهود الرامية للتوصّل إلى اتّفاق يرسي هدنة مؤقتة، لافتةً إلى أنها "أبلغت الإخوة الوسطاء أنّ الحركة متمسّكة بموقفها ورؤيتها التي قدّمتها يوم 14 مارس/آذار الجاري، لأنَّ ردَّ الاحتلال لم يستجب لأيّ من المطالب الأساسية لشعبنا ومقاومتنا".

تزامنًا، وفي مؤشر إلى بداية تصدّع الأرضية الحكومية تحت أقدام نتنياهو، قدّم رئيس حزب "أمل جديد" الوزير جدعون ساعر استقالته من حكومة الطوارئ، مساء الاثنين، وهي استقالة رأى فيها زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد "خطوة أولى نحو حل حكومة نتنياهو".

على المستوى الإقليمي، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 9 عناصر من الميليشيات الإيرانية قُتلوا، في ضربات جوية استهدفت محافظة دير الزور بشرق سوريا، في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، وسط معلومات تفيد بمقتل شخصية قيادية إيرانية في الهجوم.

وغداة صدور قرار مجلس الأمن القاضي بوقف فوري للنار في غزة، رأت صحيفة "الوطن" القطرية أن "مصداقية المجتمع الدولي تبدو على المحك، من أجل لجم نتنياهو ومنعه من ارتكاب المزيد من المجازر الجماعية، فهو سيمضي في طريقه طالما لم يجد ما يمكن أن يوقفه، أي طالما بقي المجتمع الدولي على عجزه، إن لم نقل تواطئه".

أما صحيفة "الخليج" الإماراتية فأشارت إلى أنّ "الأزمة بين واشنطن وتل أبيب هي حول الأسلوب والطريقة التي تدير بها إسرائيل حرب الإبادة في قطاع غزّة، وليس حول أهدافها بإنهاء المقاومة ونزع سلاحها وتحقيق الأمن لإسرائيل، بمعنى أنّ الإدارة الأميركية تريد إنقاذ إسرائيل من حرب لا أفق لها، ومن تداعيات قد لا تستطيع إسرائيل تحمل نتائجها، حيث تغرق أكثر فأكثر في وحل غزّة من دون أن تحقق أيًا من أهدافها حتى الآن سوى القتل والتدمير".

من ناحية أخرى، وإذ رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أن "مصر ستظل دائمًا هي الداعم الأساسي للشعب الفلسطيني ولحقوقه المشروعة، وهي صمام الأمان للقضية الفلسطينية"، كشف مصدر مصري، عبر صحيفة "العربي الجديد"، أن "الجانب الإسرائيلي رفض، خلال محادثات مع المسؤولين في القاهرة، تحديد موعد واضح لبداية توسيع العمليات العسكرية في مدينة رفح".

على مستوى جبهة جنوب لبنان، التي شهدت احتدام التراشق العسكري خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لفتت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أنه "بينما يرى كثيرون أن تراجع العمليات وتزخيمها مرتبطان بمسار التفاوض للوصول إلى هدنة في غزّة، وكذلك بتفاهمات غير معلنة بين إسرائيل و"حزب الله" تتم عبر وسطاء، يرى آخرون أن إعطاء تل أبيب الأولوية لمسألة رفح واستبعاد احتمال تدخل واشنطن لمساعدتها في أي حرب موسّعة على لبنان، عوامل تؤدي إلى تراجع وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية جنوبًا، وأن هذه العمليات باتت في إطار رد الفعل على ما يقوم به الحزب".

من جهتها، شددت صحيفة "الوطن" البحرينية على وجوب "أن تدرك الشعوب العربية أنّ النظام الإيراني لم يفعل شيئًا يُذكر لفلسطين، عدا التصريحات الجوفاء البعيدة عن الواقع، والمخالفة له، وأن "حماس" تشترك مع هذا النظام في تأليب إسرائيل على الشعب الفلسطيني وتحديدًا في غزة، التي عندما يتعلق الأمر بأمنها فإنها تأكل الأخضر واليابس، ولن تنظر لأبسط المعايير الإنسانية، أو الحقوقية، وهذا ما تعيشه غزّة الآن من وضع معيشي لا يطاق".

بينما سألت صحيفة "الدستور" الأردنية: "ألا يرى قادةُ الإحتلال أنّ في الأفق طوفانات جديدة تطبيقًا لقانون نيوتن الثالث: لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة مضاد له في الإتجاه"؟، وأضافت: "يقينًا وحتمًا سوف تندلع المزيد من طوفانات المقاومة الوطنية الفلسطينية المباركة، التي تعلن للمحتلين الصهاينة: أن لا أمنَ لكم ولا سلامةً ولا سلامًا".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن