اعتدنا قبيل حلول شهر رمضان خلال الأعوام السابقة مواجهات صفرية كانت تجري بين جيش الحكومة الشرعية في اليمن، ومليشيات الحوثي من جهة أخرى، لكن خلال هذا العام برزت قضية فتح الطرقات إلى الواجهة، وتبادل الجانبين الاتهامات وظهر أنّ كل منهما يحاول المزايدة على الآخر في هذا الأمر.
ما يحدث ليس أكثر من مزايدات مفضوحة، لن تفضي إلى شيء لأسباب موضوعية تتعلق بمشروعية حرب كل طرف على الآخر، فالحرب ترتب عليها حصار كجزء أساس فيها، ولايستطيع أي طرف أن يذهب بمفرده إلى فتح زقاق خشية سقوط مشروعية حربه.
ليس ذلك فحسب بل إنّ هناك مصالح تكوّنت، خلال سنيّ الحرب، وليس من السهل التضحية بها وهي التي أوجدت طبقة جديدة من التجار. كما أنّ الحرب نفسها أصبحت لدى الطرفين مشروعًا تجاريًا، وإن غُلّفت بطابع أيديولوجي، ومن الواضح أنّ هذه المعادلة لن تسقط إلا بإعلان انتهاء الحرب، إما بانتصار أحد أطرافها أو الدخول في تسوية تفضي لإنهاء تداعياتها بشكل رسمي.
وبدون هذين الخيارين سيبقى موضوع الطرق بين المحافظات مجرد مزايدة لدغدغة مشاعر البسطاء ومادة إعلامية في منصات ومواقع التواصل الاجتماعي، تستخدمها الأطراف المتصارعة للهروب من استحقاقات واجبة النفاذ تجاه غالبية الشعب اليمني.. وبالتالي ما نشاهده حول فتح الطرق سيظل جعجعة لن نرى لها طحينًا.
(خاص "عروبة 22")