واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع ارتفاع حالة الغليان الإقليمي، نتيجة ترقب "الرد الإيراني" على إستهداف القنصلية في العاصمة السورية دمشق. بحيث أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ الولايات المتحدة تتوقع هجومًا إيرانيًا على إسرائيل "عاجلًا وليس آجلًا"، محذرًا طهران من تنفيذ الهجوم، ومتوعدًا بالدفاع عن إسرائيل في حال استهدافها. في وقت أكد مسؤول دفاعي أميركي، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام عالمية، أنّ واشنطن بدأت بإرسال تعزيزات إلى المنطقة.
بالتزامن، أشار رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال تشارلز براون إلى أنّ إشراك القوات الأميركية، في حال اندلاع حرب بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، "أمر قد يكون محتملًا"، لكنه شدد على أنّ دوره يتمثّل في "اتخاذ الإجراءات لتفادي حصول حرب". في حين طلب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من جميع المديرين العامين بالوزارات، الاستعداد لهجوم إيراني محتمل على إسرائيل، وأعلن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي أنّ إسرائيل تتابع ما يحدث في إيران، وأن الجيش مستعد لكل سيناريو وتهديد.
على صعيد متصل، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على 4 مسؤولين من حركة "حماس" في غزّة ولبنان، أبرزهم "أبو عبيدة" المتحدث باسم "كتائب القسام". بينما أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، رفض إقدام الكيان الإسرائيلي على أية عملية عسكرية برية في رفح.
في هذا السياق، أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنّ كل التوقعات تسير في اتجاه واحد فيما يخص المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، وهو اتجاه الانتقام لا الحرب، فإيران تريد الانتقام لحادث قنصليتها في دمشق دون أن يكون لردها تداعيات تؤدي إلى مواجهة أوسع، والولايات المتحدة تؤكد أن ذلك الرد واقع لا محالة وأنه سيكون كبيرًا دون أن تعلن معرفتها المكان أو الزمان، ودول أخرى دعت مواطنيها لعدم التوجه إلى دول شرق أوسطية بعينها، وأخرى أوقفت رحلاتها الجوية إلى تلك الدول أو بعض منها.
بينما لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ الموقف الأميركي، الداعي مجددًا إلى وضع "حلّ الدولتين" في إطار التفاوض بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يعيد الأمور إلى المربع الأول، أي إلى مفاوضات جديدة معروفة نتائجها سلفًا، كما كان الحال مع المفاوضات التي استمرت 25 عامًا بعد اتفاق أوسلو وبرعاية أميركية أيضًا، وكانت نتيجتها المزيد من التغو!ل الإسرائيلي في التهويد والاستيطان ومصادرة الأرض والتهجير، وفرض أمر واقع يلغي أية إمكانية لقيام دولة فلسطينية.
ورأت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "فشل أعضاء مجلس الأمن الدولي في التوافق بشأن مسعى فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ينم عن نفاق هائل، وهو يدل أيضًا على أنّ المجتمع الدولي ما زال على عجزه، وما زال يتبع سياسة الكيل بمكيالين دون أدنى اهتمام بالأعداد الهائلة لضحايا العدوان على غزّة".
وأشارت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنه "صحيح أنّ الصهاينة مع حليفتهم الأولى أو صاحبة القضية الولايات المتحدة، وصلت الآن إلى مرحلة اللارجوع، في حرب حرثوا فيها الصحراء، وجففوا المحيط، ولم يجدوا ما عنه يبحثون، وصحيح أنّ المقاومة الفلسطينية أعطت كل الأنفاس التي في حوبائها، وبلغت الآن مرحلة اللارجوع، لكن الصحيح، الذي لن يصحّ غيره، هو أنّ صاحب "الكم" و"النوع"، في التضحية، هو الذي كان دائمًا وأبدًا، من ينتصر في آخر المطاف".
وأوضحت صحيفة "الأهرام" المصرية أنه "في أحد أوجه العدوان الغاشم على غزّة، فرص مهدرة للشعوب العربية والإسلامية والعالم، لكشف الأسس الفكرية لوحشية الاحتلال الإسرائيلي ليس فقط أمام الأجيال الجديدة من أبناء الأمّة العربية التي لم يتح لها معايشة المجازر التي قامت بها اسرائيل منذ النكبة عام 1948، وإنما أيضًا أمام العالم أجمع، باعتبارها تشكل خطرًا على الإنسانية يماثل النازية".
(رصد "عروبة 22")