صحافة

"المشهد اليوم"... إسرائيل تتحيّن "فرصة الرد" على إيران وتتحضّر لاجتياح رفحمسلسل استهداف قيادات "حزب الله" يتواصل في جنوب لبنان

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات تطورات الأوضاع الإقليمية على وقع إستمرار حالة الترقب للرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني على إسرائيل، بحيث أفادت قناة "كان 11" التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، بأنّ "إسرائيل قررت كيفية تنفيذ الرد" على الهجوم الإيراني، وتنتظر الآن "استغلال فرصة". بينما توعّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في المقابل بـ"رد هائل وواسع ومؤلم على مرتكبي أصغر عمل ضد مصالح إيران". وبالتزامن يستمر مسلسل استهداف قيادات "حزب الله" فصولًا على جبهة جنوب لبنان، وآخرها بالأمس اغتيال القائد الميداني البارز في "الحزب" اسماعيل باز إثر قصف سيارته في بلدة "عين بعال"، فضلًا عن إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال القيادي في قوّة "الرضوان" محمد حسين شحوري، وأحد عناصر الوحدة الصاروخية في "الحزب" محمود فضل الله.

وبالتزامن، صعّدت الولايات المتحدة مع حلفائها الأوروبيين من جهودهم لثني إسرائيل عن الانتقام من الهجوم الإيراني، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنّ "صنّاع القرار في إسرائيل يتعرضون لضغوط هائلة لمنعهم من الرد على الهجوم الإيراني أو الاكتفاء برد محدود".

على صعيد متصل، أكد البيت الأبيض أنّ الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على إيران، على خلفية هجومها على إسرائيل بعشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة، وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إنّ أميركا "ستفرض عقوبات على برنامج الصواريخ والطائرات المسيرة الإيراني في غضون أيام، وأتوقع أن يفرض حلفاؤنا وشركاؤنا عقوبات أيضًا قريبًا". في وقت أنشأ قراصنة إنترنت دوليون موقعًا إلكترونيًا مخصّصًا لنشر تسريبات حصلوا عليها من عدة عمليات اختراق حديثة لقواعد بيانات حساسة في إسرائيل، ونشروا على الموقع آلاف الوثائق التي قالوا إنهم حصلوا عليها عن طريق اختراق أنظمة تابعة لوزارة الأمن ومؤسسة "التأمين الوطني".

من ناحية أخرى، وفي حين كشفت وسائل إعلام إسرائيلية من ناحية أخرى أنّ تل أبيب تعتزم نصب 10 آلاف خيمة قرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة خلال أسبوعين، تمهيدًا لاجتياح جيشها المدينة بريًا، كشف رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة آندريا دي دومينيكو أنّ تسليم المساعدات داخل غزّة يواجه تأخيرات كبيرة عند نقاط التفتيش، وخلال الأسبوع الماضي تم رفض 41 في المئة من الطلبات التي قدمتها الأمم المتحدة لتوصيل المساعدات لشمال غزّة. بينما من المتوقع أن يصوّت مجلس الأمن الدولي غدا الخميس على طلب قدّمته السلطة الفلسطينية لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة، بحسب ما أفادت مصادر ديبلوماسية عديدة وكالة "فرانس برس".

في هذا السياق، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الجرائم التي يرتكبها الاحتلال يوميًا في غزّة لا يجب أن تغطي على ما تشهده الضفة من صعود واضح في وتيرة جرائم المستعمرين وخطورتها، وإحراق المنازل والأراضي الزراعية، وإتلاف ممتلكات المواطنين مما يؤكد أنّ هدف الاحتلال واضح وهو نقل ما يجري من حرب إبادة جماعية الى الضفة الغربية".

بينما لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "أمريكا والغرب يدركان أنّ توجيه ضربة عسكرية لإيران، يعني أنّ ثلاث جبهات مشتعلة بالفعل ستزداد اشتعالًا في المنطقة، الأولى في سوريا، والثانية في جنوب لبنان، والثالثة في جنوب البحر الأحمر، ولذلك، فحسابات الضربة العسكرية بالنسبة للدول الغربية يجب أن تكون محسوبة العواقب".

وأوضحت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه "لمّا كانت الولايات المتحدة تحت رئاسة جو بايدن هي السند الداعم لما ارتكبته وترتكبه إسرائيل في غزّة، بدعمها عسكريًا وماليًا ودبلوماسيًا، فإنّ موقف أمريكا صار محل الاهتمام، مع ظهور آراء تقول إنّ هذا التحيّز المفرط لا يستند إلى مصالح الأمن القومى للولايات المتحدة ذاتها، وإنّ هذه الآراء هي شهادة مسؤولين كبار سابقين شغلوا أعلى المناصب في فترات مختلفة من عصور رؤساء لأمريكا".

بدورها، رأت صحيفة "الرياض" السعودية أنه "ليس من مصلحة أحد أن تزداد حدة التوتر في المنطقة لا إيران ولا إسرائيل، فالنتائج ستكون وخيمة، أقلها أن تمتد رقعة الصراع، وهو أمر لا يريده أحد، وقد لا يحدث ولكنه أيضًا متوقع الحدوث حتى ولو بنسب ضئيلة وتلك هي المعضلة، فمنطقة الشرق الأوسط لا تحتمل المزيد من التوتر أكثر مما هي عليه، وأي توتر جديد سيكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وستكون النتائج كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فمن الأفضل عدم الوصول إلى مرحلة توتر عالية تجنبًا لأمور قد لا تكون في الحسبان".

وكشف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أنه تقرر خلال اجتماع لهذا المجلس، عُقد من دون ضجة إعلامية، أن تقوم إيران بالرد على الهجوم الانتقامي الإسرائيلي بمجرد بدئه، ودون أن تنتظر كما فعلت سابقًا عندما تمهلت نحو 13 يومًا للرد على غارة دمشق. وكشف المصدر، لـ"الجريدة" الكويتية، أنّ "طهران بعثت أمس بتحذيرات جديدة للولايات المتحدة عبر وزارة الخارجية، تؤكد فيها أن هجومها الأخير كان تحذيريًا فقط، وأنها أرست من خلاله قاعدة ردع جديدة، وهي مستعدة للمضي حتى آخر الخط، وجاهزة للرد على إسرائيل بشكل أقوى وربما مختلف".

من جانبها، اعتبرت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنه "في ظل تعقيدات الاوضاع الراهنة فإنّ اية عملية ثأر تشنها اسرائيل ستضع كامل المنطقة على "كف عفريت" وتفتح بالتالي الباب أمام تصعيد واختبار قوة بين طهران وتل ابيب، والذي سيقود حتمًا الى حرب إقليمية"، مشيرةً إلى أنه "لا بد أن تدرك إسرائيل بأنّ استعجالها للرد على العملية الايرانية سيؤدي حتمًا الى تخريب التحالف الغربي والإقليمي الذي تشكَّل لمواجهة الهجوم الايراني".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن