صحافة

انحسار النفط.. فشل الهجمات

فهد محمد بن جمعة

المشاركة
انحسار النفط.. فشل الهجمات

أدى الهجوم الإسرائيلي غير المعلن على مدينة أصفهان الإيرانية، في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة 18 إبريل، إلى قفزة حادة في أسعار النفط في التعاملات الآسيوية في بداية التداول، حيث قفز برنت بـ 4 % إلى 90.66 دولارًا وغرب تكساس بـ 3.7 % إلى 86.18 دولارًا، وهو الأكثر تأثيراً في اللحظات المبكرة من الهجوم الإيراني على إسرائيل في 13 إبريل. لكن سرعان ما تخلت الأسعار عن علاوة المخاطر في نهاية التداول، ليتراجع برنت إلى 87.18 دولارًا وغرب تكساس إلى 83.18 دولارًا. وتشير ردت الفعل المعتدلة إلى مرونة سوق النفط وضعف احتمالية حدوث اضطرابات شديدة في تدفقات النفط، مما ساعد على استقرار مستويات الأسعار، حيث كان الهجوم الإسرائيلي محسوبًا ومحدوداً.

كما تجاهلت أسواق النفط الهجوم الإيراني على إسرائيل في 13 إبريل، صباح الاثنين من الأسبوع الماضي، حيث تراجعت أسعار النفط بـ 1.5 % في منتصف التداول إلى 89.32 دولارًا لبرنت وإلى 84.32 دولارًا لغرب تكساس. وبهذا لم تشهد أسعار النفط قفزة حادة في الأسعار، كما هو متوقع في مثل هذه الحالات الخطيرة، حيث إن إيران قد أعلنت مسبقاً عن توقيت الرد على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق في 1 إبريل، والذي لم يحدث، إلا في وقت متأخر من مساء السبت 13 ويوم 14 إبريل في نهاية عطلة الأسبوع، والذي لم ينتج عنه أي أضرار على إمدادات النفط، لذا استمرت الأسعار في تراجعها خلال الأسبوع الماضي.

وواصلت أسعار النفط تراجعها للأسبوع الثاني مع ارتفاع المعروض وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، حيث تراجع برنت بـ 3.5 % إلى 87.29 دولارًا وغرب تكساس بـ 3 % إلى 83.14 دولارًا خلال الأسبوع الماضي. وأظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة (EIA) الأسبوعي الماضي، ارتفاع المخزون التجاري بـ 2.7 مليون برميل، وانخفاض مخزون البنزين بـ 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 12 أبريل. ومازال إنتاج النفط الأمريكي مستقراً عند 13.1 مليون برميل يوميًا للأسبوع الخامس على التوالي. كما قام المضاربون في سوق النفط برهانات كبيرة وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي، بالاستحواذ على عقود خيارات بقيمة 3 ملايين برميل، وفقاً لـبلومبيرغ.

وهنا انتهى سيناريو مخاطر العرض وبدأت أسواق النفط تحسم علاوة المخاطر الجيوسياسية، مع انحسار مخاوف تصعيد المناوشات بين إيران وإسرائيل، مما دفع التجار إلى التراجع عن رهاناتهم إلى حد ما على حرب أوسع في الشرق الأوسط من شأنها أن تهدد إمدادات النفط. كما أن فرض وزارة الخزانة الأمريكية وحلفائها المزيد من العقوبات على إيران وإعادة واشنطن فرض العقوبات النفطية على فنزويلا، والذي لن يؤثر كثيراً على إمدادات النفط، فمازالت أوبك+ تمتلك قدرة إنتاجية كبيرة فائضة، لمواجهة صدمات العرض وتحقيق الاستقرار في السوق وسط العديد من حالات عدم اليقين. وتبقى أساسيات السوق وسعر الفائدة وقرارات أوبك+ بشأن تمديد خفض الإنتاج الطوعي حتى نهاية العام، أهم العوامل المحددة لحاضر ومستقبل أسواق النفط.

("الرياض")

يتم التصفح الآن