حصل الرئيس دونالد ترامب على تقييم صعب للغاية، وهو أنه «أكثر الرؤساء الأمريكيين كذباً على مرّ التاريخ منذ عهد الاستقلال».
يؤمن ترامب بأن أسلوب الاستمرار في الكذب بقوة بشكل تكراري من الممكن أن يخلق واقعاً مصنوعاً من خيالك يصدّقه الجميع ويقبله الناس. هذا الوهم لا يصلح في بلد مثل الولايات المتحدة، ولا في ظل صحافة وإعلام يدققان في كل معلومة، وفي ظل قاعدة بيانات تاريخية هي الأكبر في التاريخ، وفي وجود رقابة شعبية من وسائل تواصل اجتماعي لا ترحم ولا تتغافل عن الكذب.
ادعى ترامب أنه كان الأول على فصله الدراسي في الجامعة، وادعى أنه دخل هذه الجامعة بواسطة منحة تفوق كاملة.
لكن عمليات التحرّي والتدقيق في الملفات كشفت أن الرجل قُبل في الجامعة بنصف منحة للمساعدة في المصروفات تمنح لغير القادرين وليس للتفوّق، وكُشف أيضاً أن ترامب لم يُدرج اسمه في أي كشف للمتفوقين، وأن ترتيبه في الدفعة كان رقم (76) من ضمن مجموعة الدفعة الـ370 طالباً!!
قبل ذلك، ادعى ترامب أنه لم يتهرّب من دفع ضرائبه التجارية، ثم عاد وقال إنه استخدم حقّه القانوني في دفع أقل قدر من الضرائب بشكل قانوني وذكي، وهدّد بمقاضاة أي صحيفة تحاول الكشف عن حجم ما دفع من الضرائب.
وها هو الرجل الآن يتعرّض لعدة محاكمات جنائية بتهمة التهرّب الضريبي.
وقبل ذلك، ادعى ترامب أنه لم يعرض أموالاً على نساء مقابل تمضية علاقات معهن، ثم اتُّهم بأنه دفع 120 ألف دولار لامرأة مقابل السكوت عن علاقتهما.
واتُّهم ترامب بأنه حرّض المتظاهرين المؤيدين له على اقتحام مبنى الكابيتول، واتُّهم أيضاً بأنه تخلص من أية وثائق أو تسجيلات تؤكد ذلك.
واتُّهم ترامب بأنه استولى بشكل مخالف للقانون على وثائق رئاسية بالغة السريّة ونقلها من البيت الأبيض إلى مخزن في مزرعته الخاصة بـ«ميامي»، ونفى ذلك تماماً رغم وجود شهود وتسجيلات تثبت ذلك.
رغم كل هذه الأكاذيب، فالرجل تزداد شعبيته لدى أنصاره الذين يعتبرون بأن هناك مؤامرة شريرة من خصومه لتشويه صورته ظلماً وبهتاناً.
فعلاً.. كما تكونوا يولى عليكم!
("البيان") الإماراتية