واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، حيث اقتحم حيش الاحتلال صباح اليوم معبر رفح وأعلن سيطرته على الجانب الفلسطيني من المعبر جنوب القطاع على الحدود مع مصر، وذلك بعدما توغلت الدبابات والقوات الإسرائيلية فجرًا باتجاه مدينة رفح بالتزامن مع قصف جوي مركّز استهدف خلال الساعات الأخيرة شرق المدينة. في حين حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ اجتياحًا إسرائيليًا لرفح سيكون "أمرًا لا يُحتمل"، داعيًا الحكومة الإسرائيلية وحركة "حماس" إلى بذل "جهد إضافي" للتوصل إلى هدنة.
وتأتي هذه التطورات الميدانية في أعقاب إعلان "حماس" رسميًا موافقتها على المقترح المصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، بينما رفضت تل أبيب الصيغة المطروحة التي وافقت عليها "حماس"، وأعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التوجه نحو إرسال وفد إسرائيلي للتفاوض مع الوسطاء في القاهرة "من أجل استنفاد إمكانية التوصل إلى اتفاق بشروط تكون مقبولة لإسرائيل"، وذلك بالتزامن مع إعلان الدوحة عزمها إرسال وفد قطري اليوم إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات من أجل محاولة التوصل إلى صيغة نهائية لاتفاق وقف النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
بالتوازي، وفي حين تشاور الرئيس الأميركي جو بايدن هاتفيًا أمس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية في مستجدات الحرب، أكد مكتب نتنياهو أنّ الجيش الاسرائيلي سيواصل تنفيذ خطة اجتياح رفح، موضحًا أنّ "مجلس الحرب قرر بالإجماع أنّ إسرائيل ستواصل العملية في رفح من أجل ممارسة الضغط العسكري على حماس، بغية الدفع نحو الإفراج عن المخطوفين وتحقيق أهداف الحرب".
في هذا السياق، أوضحت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "عقدة إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تضع مفاوضات الهدنة وصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين على مفترق طرق خطير، فإما أن تمضي المفاوضات قدمًا نحو الوصول إلى اتفاق ينتظره الجميع، وإما أن يعود الجميع إلى المربع الأول، وبالتالي إلى التصعيد واستمرار ويلات الحرب وتداعياتها واحتمالات توسعها وبقائها مفتوحة على كل الاحتمالات".
كما رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "نتنياهو عنوان المشكلة داخل أروقة صنّاع القرار في الجيش الاسرائيلي والأجهزة الأمنية وفي المستوى السياسي وفي مفاصل القرار بحزبه (الليكود)، فقد عارضه وزير دفاعه يواف جالانت وطالبه بقبول صفقة الإطار مع "حماس" بتنازلات سياسية وأمنية جديدة، كما أنّ الدعم الإقليمي له يتراجع، ولم يعد العالم الحر قادرًا على تورية مجازره وإرهابه ورفضه السلام الشامل والعادل مع الفلسطينين وجواره العربي".
من جانبها، لفتت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنّ "صوت طلاب الجامعات في أميركا، احتجاجًا على إبادة الفلسطينيين ومسح فلسطين من الوجود على أيدي القوات الإسرائيلية المدعومة بأحدث الأسلحة الأميركية، لا يمكن إسكاته بمبدأ (الفيتو)، وهو صوت أقوى وأكثر تأثيرًا من بيانات مجلس الأمن التي ترميها إسرائيل في سلة المهملات"، موضحةً أنّ "صوت الطلاب ساهم سابقًا في وقف حرب فيتنام، وفي معارضة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وكذلك محاربة العنصرية داخل أميركا".
كذلك، اعتبرت صحيفة "الشروق" المصرية أنّ "أزمة الديمقراطية الأميركية ليست وليدة الانتقادات الحقوقية، التي باتت تنهال عليها من أوساط محلية ودوائر عالمية، مستنكرةً تعاطي الأجهزة الإدارية والأمنية مع الحراك الطلابي الراهن، فلقد تجلت، مسبقًا، في تشكيك ترامب بنزاهة الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ورفضه الاعتراف بنتائجها، ومباركته أعمال شغب، تضمنت الهجوم على مبنى الكابيتول، ثم تهديده اليوم، بتكرار السيناريو نفسه مع الانتخابات المزمع إجراؤها فى نوفمبر المقبل، حالة خسارته إياها".
أما في ما يتعلق بجبهة جنوب لبنان حيث ارتفعت حدة العمليات العسكرية المتبادلة بين "حزب الله" والقوات الإسرائيلية، فأشارت صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى أنّ "لبنان لا يزال يتقّلب على ضياعه بين المبادرات الساعية لوقف المواجهة المستمرة في الجنوب، حيث يخضع البلد لتجاذب بين فرنسا والولايات المتحدة، سعيًا وراء اتفاق دبلوماسي يمنع التصعيد العسكري أو تطور المواجهات القائمة إلى حرب واسعة أو مفتوحة، وصولُا إلى رسم قواعد المرحلة المقبلة بين لبنان وإسرائيل".
(رصد "عروبة 22")