ما أكثر الدروس والعِبَر التي ينبغي أن تتنبّه إليها الشعوب والأنظمة العربية، بعد قراءة التطورات الأخيرة في الوطن العربي، أي بعد قراءة تفاعل القوى العظمى، وخاصة أمريكا وروسيا والصين، مع التوتر العسكري الذي اندلع مؤخرًا بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي.
على هامش معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، نتيجة العدوان الدموي الإسرائيلي الذي حصد حتى الساعة نحو 34 ألف شهيدًا فلسطينيًا، برزت المناوشات العسكرية المدروسة والمحدودة بين إسرائيل وإيران في فضاء المنطقة العربية، في مشهد سوريالي بات يحتّم على الدول العربية أن تعيد النظر في سياساتها تجاه قضايا الأمّة، وأن تفكر جديًا في رد الاعتبار للمشروع القومي، لعله يُحدث بعض التوازن الاستراتيجي العربي مقابل صعود وتمدد النفوذ الإيراني والإسرائيلي والتركي في المنطقة.
إنّ آخر ما يمكن تصديقه، هو أن تنازع الثلاثي الإيراني - التركي - الإسرائيلي لن يكون على حساب العرب ومصالحهم الحيوية، وبالتالي فإنّ مواجهة مشاريع وأطماع هذا الثلاثي، لا يمكن أن تتم نوعيًا إلا من خلال قبضة عربية واحدة موحّدة تعيد وصل ما انقطع بين مختلف أقطار الوطن العربي وتؤسس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك توّحد الجهود في سبيل قطع الطريق على كل مشروع دخيل على هذه الأمّة.
(خاص "عروبة 22")