واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، بينما انشغل العالم خلال الساعات الأخيرة بمتابعة خبر سقوط مروحية الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في شرق إيران، ما أدى إلى مصرعه مع وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان ومحافظ تبريز وإمام جمعة المحافظة. إذ تسارعت الأحداث والأنباء العاجلة طيلة نهار الأمس عقب إعلان السلطات الإيرانية عن فقدان الاتصال بالمروحية الرئاسية، وقد تعذّر العثور على حطامها قبل الاستعانة بطائرات مسيّرة تركية من طراز "أقينجي" ليتبيّن فجر اليوم أنّ مروحية رئيسي "احترقت بالكامل في حادث التحطّم"، مع ترجيح مسؤولين إيرانيين أن يتولى النائب الأول للرئيس، محمد مخبر، مهام الرئيس المؤقت للبلاد.
وبالعودة إلى مجازر غزّة، فقد كثّف جيش الاحتلال عمليات قصف أماكن متعددة من القطاع حيث قتل أمس 31 شخصًا في استهداف مخيم النصيرات، في حين جدد الرئيس الأميركي جو بايدن دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، واصفًا ما يحدث في غزّة بأنه "أمر مفجع وأزمة إنسانية لا بد من وقفها"، كما طالب بإطلاق سراح الرهائن وعودتهم إلى ديارهم. بينما التقى مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأفاد البيت الأبيض بأنّ سوليفان بحث مع المسؤولين الإسرائيليين "سبل ضمان هزيمة حماس مع تقليل الضرر على المدنيين"، معيدًا التأكيد على ضرورة أن "تربط إسرائيل عملياتها العسكرية باستراتيجية سياسية تضمن الهزيمة الدائمة لحماس".
أما على جبهة جنوب لبنان، فتتواصل العمليات العسكرية المتبادلة وتزداد حدتها على أكثر من مستوى، ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأحد، عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تشديده على أنه سيتعين على الجيش الإسرائيلي السيطرة على جنوب لبنان إذا لم يستجب "حزب الله" للإنذار الأخير.
وعلى صعيد متصل بالانقسام الداخلي الإسرائيلي، اعتبرت صحيفة "الشرق الأوسط" أنّ "القراءة المتأنية لخطاب الوزير عضو مجلس قيادة الحرب في الحكومة الإسرائيلية، بيني غانتس، ليلة السبت - الأحد، توضح أنه كان الشرارة الأولى في المعركة الانتخابية المبكرة التي يتهرب منها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويحاول الجنرالات فرضها عليه"، لافتة إلى أنه "يتضح من الرد السريع لنتنياهو أنه يشعر بأنه لن يصمد طويلاً في التملص، وسيضطر مرغمًا إلى تبكير موعد الانتخابات".
بينما رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أن "فتح معركة رفح، أكبر برهان على إمعان كيان الإحتلال الإسرائيلي في جرائم الإبادة الجماعية، وتطبيق بروتوكول هنيبعل، وعلى ازدراء العالم، وعلى الطمأنينة إلى الافلات من العقاب، والركون إلى تدفق التعويضات الأميركية، المالية والعسكرية".
كما أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "التعنت الإسرائيلي في استكمال خطة الاجتياح العسكري، وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في القطاع، عبر إغلاق المعابر واستهداف القائمين على تقديم المساعدات، دفع دولًا كثيرة في العالم إلى توجيه رسالة مباشرة إلى إسرائيل تفيد أنها تعارض تنفيذ هذه الأجندة".
بدورها، لفتت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "الحرب على غزّة نقلت الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى فصل جديد، فما تفعله إسرائيل في غزّة يفسّر وجود ثغرات كبيرة في النظام العالمي الحالي الذي عجز عن بلورة حلول عملية للصراع في غزّة التي تموت اليوم تحت الغزو الإسرائيلي الاستيطاني"، معتبرةً أنّ "إسرائيل تسابق الزمن لتحقيق ما تريد قبل نوفمبر المقبل، حيث يتحدد من سيقود أميركا لسنوات أربع مقبلة".
واعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتي أنّ "القادة الإسرائيليين باتوا يتقاتلون حول جلد الدب قبل اصطياده"، من دون أن يأخذوا في الاعتبار أن الفصائل الفلسطينية لم تقل كلمتها النهائية بعد"، لافتةً إلى أنّ "من بديهيات العلوم العسكرية أنّ الحروب غالبًا ما تخاض لتحقيق أهداف سياسية، إلا أنّ الحرب الإسرائيلية على غزّة تبدو مختلفة عن كل الحروب التي شهدها العالم من حيث كونها تخاض من دون أي هدف سياسي".
(رصد "عروبة 22")