صحافة

"المشهد اليوم"... نتنياهو يُجهز على "صفقة بايدن" ويحشد لمعركة لبنان

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في مدينة رفح، بالتزامن مع إستمرار القلق من تطورات الأوضاع على جبهة جنوب لبنان. بحيث شنت الطائرات الإسرائيلية، فجر اليوم، غارات عنيفة على حي الزيتون شرقي مدينة غزة، فيما أطلقت القوات الإسرائيلية النار بشكل عشوائي في اتجاه المواطنين في مناطق متفرقة من خانيونس،  كما أدى استهداف عيادة الدرج وسط القطاع إلى استشهاد مدير الإسعاف والطوارئ هاني الجعفراوي، بينما تستمر بالتزامن عمليات الاقتحام للمزيد من البلدات والقرى في الضفة الغربية المحتلة.

في هذا السياق، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن المعارك العنيفة، التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد حركة "حماس" في رفح، "على وشك الانتهاء"، كاشفاً أنه "بعد انتهاء المرحلة العنيفة، سنعيد نشر بعض قواتنا نحو الشمال، وسنفعل ذلك لأغراض دفاعية في شكل رئيسي، ولكن أيضا لإعادة السكان إلى ديارهم". وفي مؤشر على عزمه الإجهاز كليًا على صفقة وقف النار التي اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن وأقرها مجلس الأمن الدولي، قال نتنياهو للقناة 14 الإسرائيلية إنه مهتم فقط بالتوصل إلى "اتفاق جزئي" من شأنه إطلاق سراح بعض الرهائن المحتجزين في غزّة، ومن ثم يعاود استئناف الحرب "من أجل تحقيق هدف تدمير حماس"، الأمر الذي دفع عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى إصدار بيان استنكرت فيه تراجع نتنياهو عن صفقة التبادل المقترحة مشددةً على أنّ "حديثه يعني تخليًا عن 120 مختطفًا" في غزّة.

من جانبها، رأت حركة "حماس" أنّ الموقف الذي عبّر عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بمواصلة الحرب بعد استعادة عدد من الأسرى، تأكيد على رفضه قرار مجلس الأمن الأخير ومقترحات الرئيس الأميركي. ولفتت إلى أنّ "إصرار الحركة على أن يتضمن أي اتفاق تأكيدًا واضحًا على وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل من قطاع غزة كان ضرورة لا بد منها".

على مستوى جبهة جنوب لبنان، وبينما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت أن الدولة العبرية مستعدة لخوض مواجهة عسكرية في غزة ولبنان في الوقت نفسه، تجلى الحدث الأبرز خلال الساعات الأخيرة في البلبلة التي أحدثتها مجلة "التلغراف" البريطانية من خلال ما نقلته من مزاعم تفيد بأنّ "حزب الله" يستخدم مطار رفيق الحريري الدولي لنقل وتخزين الأسلحة، ما قد يجعله هدفًا لإسرائيل، الأمر الذي فُسر على أنه يأتي في سياق حملة التهويل القائمة ضد لبنان. في حين نفت السلطات اللبنانية هذه المزاعم، ودعت السفراء ووسائل الإعلام لتنظيم جولة في المطار، اليوم الاثنين، للتأكد من خلوّه من أي أسلحة.

على صعيد متصل، لفت مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن "خطر نشوب صراع يشمل حزب الله أمر حقيقي، ومن شأنه أن يؤثر بشكل خطير على المنطقة وخارجها".

إقليميًا، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية أنّ قواتها استهدفت سفينتين في البحر الأحمر والمحيط الهندي. ولفت المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع إلى أنّ السفينة الأولى (ترانس وورلد نافيجيتور) استُهدفت في البحر الأحمر، بينما هاجمت الجماعة السفينة الثانية (ستولت سيكويا) في المحيط الهندي.

في هذا الإطار، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "منطقة الشرق الأوسط تبدو مقبلة على مرحلة جديدة من التوتر والتصعيد، ربما تكون أكبر وأكثر اتساعًا من تلك التي واجهتها منذ 7 أكتوبر الماضي، إذ تتزايد احتمالات اندلاع الحرب في لبنان بين إسرائيل و"حزب الله"، وبدأ الطرفان في توجيه رسائل ردع متبادلة".

بينما لفتت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنّ "التعنت الإسرائيلي من شأنه تهديد أمن الشرق الأوسط وجعل المنطقة ملتهبة بأجندة سياسية غير واضحة الأهداف، فإسرائيل عازمة على مواصلة الحرب في اتجاهات وجبهات أخرى وزعزعة الاستقرار العالمي".

ورأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "مشكلة نتنياهو، الذي لا يرى سوى مصالحه الشخصية، أنه يمعن في تضليل الإسرائيليين بقدرته على تحقيق الأهداف رغم انعدام اليقين والشكوك المتنامية بأنه يقود أطول حروب إسرائيل إلى كارثة حذر منها بعض من يوصفون بالعقلاء في إسرائيل ومنهم الجنرال إسحاق بريك، وهي أن فتح جبهة جديدة ربما يكون بمثابة "انتحار جماعي" لإسرائيل".

بدورها، اعتبرت صحيفة "الراي" الكويتية أنّ "نتنياهو يحاول أن ينقذ نفسه من المحاكمة الداخلية مجدّدًا بفتح جبهة حرب على جنوب لبنان والقضاء على المقاومة المسلحة فيه، ولكن محاولة إشعال الحرب على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة ستكون القاصمة لظهر الصهاينة"، مضيفة: "إن حاول الصهاينة الدخول إلى لبنان، فستكون جميع المناطق الخاضعة للصهاينة في مرمى نيران حارقة لقوات حزب الله".

أما صحيفة "اللواء" اللبنانية، فأشارت إلى أنّ "المسألة لم تعد معادلة حرب أو لا حرب، بل ما هي قدرة الكيان الصهيوني على تحمل تداعيات حرب مدمّرة مع لبنان"، مشيرةً إلى أنّ "زيارة غالانت إلى واشنطن، وهي الثانية خلال أقل من ثلاثة أشهر، للبحث في تطورات الحرب ومسائل الأسلحة والذخائر، تؤكد مدى الحاجة الإسرائيلية إلى الدعم الأميركي، السياسي والديبلوماسي والعسكري، للبقاء على خريطة الوجود المصيري".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن