واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع مواصلة جيش الإحتلال عمليات "الأرض المحروقة" عبر نسف المنازل في القطاع المحاصر وتوسيع عملياته في مدينة رفح، بالتزامن مع العمل على إنشاء منطقة وصفها بـ"المعقّمة" بين غزة ومصر، بحجة "تعميق الإنجازات" وتدمير الأنفاق، على طول محور فيلادلفيا.
في الأثناء، تتواصل المعارك العنيفة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وسط قصف عنيف ونسف لما تبقى من المنازل التي لم يطاولها القصف في العمليتين السابقتين على الحي، بالتزامن مع تواصل نزوح عشرات آلاف الفلسطينيين. بينما تستمر الإقتحامات اليومية في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، والتي تتخللها مواجهات واعتقالات وتدمير للبنى التحتية، بحيث أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان، أنّ القوات الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 9450 فلسطينيًا من الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، منذ بدء الحرب على غزّة. وفي المقابل، أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، رداً على التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى تسليم قطاع غزة لقوات دولية، أنه "لا شرعية لأي وجود أجنبي على الأراضي الفلسطينية، وأن الشعب الفلسطيني وحده هو من يقرر من يحكمه ويدير شؤونه".
من جانبه، أعلن رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو أنه ليس هناك تغيير في موقف حكومته من صفقة تبادل الأسرى التي رحب بها الرئيس الأميركي جو بايدن، زاعمًا أن حركة "حماس" هي "العائق الوحيد". في حين أكد وزير دفاعه يوآف غالانت، من رفح، أنّ إسرائيل ستواصل الحرب "حتى تعجز حماس عن إعادة بناء قدراتها من جديد". بينما دعا وزير شؤون الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، إلى "إعدام المعتقلين في السجون الإسرائيلية، بإطلاق النار على رؤوسهم"، وقال: "ممنوع التوصل إلى اتفاق مع حماس، يجب فقط شن حرب ضدهم (...) والأمر نفسه في الشمال يجب أن يكون لدينا حرب في الشمال".
وعلى مستوى جبهة جنوب لبنان، اشتعل الميدان مجددًا بعد هدوء نسبي شهده في اليومين الماضيين، بحيث كثف "حزب الله" من عملياته، مستهدفاً لأول مرة ثكنة راوية في الجولان السوري المحتل بسرب من المسيرات الانتحارية، ما أدى الى اصابة 18 جنديًا إسرائيليًا.
في هذا الإطار، أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" بأنّ "الحرب الدائرة بين "حزب الله" وإسرائيل في جنوب لبنان خلطت الأوراق السياسية، وبدّلت صورة التحالفات ما بين "حزب الله" وأطرافٍ سياسية، إذ لجأ الحزب إلى استمالة بعض القوى الفاعلة على الساحة السنيّة، انطلاقًا من مبدأ أنّ جبهة الجنوب فُتحت تحت عنوان نصرة غزّة ومساندتها".
من جانبها، كشفت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت، عبر صحيفة "الجريدة" الكويتية، أنّ "تصريحات نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي، خلال زيارته لبنان، حول أن الجامعة لم تعد تصنّف "حزب الله" كتنظيم إرهابي، أثارت استغراب دول عربية، ما دفعها إلى إرسال استفسارات للجامعة لاستيضاح الأمر".
أما صحيفة "الدستور" الأردنية فشددت على أنّ "قيام تحالف حكومة اليمين العنصري في دولة الاحتلال الإسرائيلي بشرعنة البؤر الإستعمارية وزيادة الاستعمار بالضفة، والاستمرار بعمليات القرصنة على أموال المقاصة الفلسطينية يعكس عمق العنصرية والتطرف الذي يحكم تركيبة حكومة الاحتلال والعقلية الإجرامية".
بينما أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "ما تنذر به رؤية الرئيس السابق ترامب من اضطراب جامح لا يعني بالضرورة أن رؤية الرئيس جو بايدن إذا ما فاز، وهو غير مرجح وفقًا لحسابات اللحظة الجارية، ستكون أكثر التزامًا بحل الدولتين، أو أكثر قدرة على إقناع إسرائيل حكومةً ومجتمعًا بتقبل قدر ولو محدود من حقوق الفلسطينيين الإنسانية والقومية، لا سيما وأنّ إسرائيل تعيش مرحلة تطرف سياسي ونزعة الانتقام وسياسة الأرض المحروقة في غزّة، فضلًا عن رغبتها في تكرار الأمر في لبنان".
كما اعتبرت صحيفة "الشروق" الحزائرية أنه "يمكن أن يختلف رؤساء الولايات المتحدة، والمتسابقون إلى إدارة البيت الأبيض، في كل شيء يخص السياسات الداخلية وحتى تصريف السياسة الخارجية في أبعادها الإجرائيّة، من دون المساس بجوهرها القائم على تكريس المصالح الأمريكية العليا في كل مكان من الكرة الأرضية، لكن لن يختلفوا مطلقًا حول ضرورة حماية واشنطن، بكل ما تملك من نفوذ عسكري واقتصادي وسياسي عالمي، لربيبتها الصهيونية المغروسة في خصر الأمّة العربية والإسلامية".
بدورها، لفتت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "خسائر إسرائيل على الجبهة الاقتصادية تتعاظم بسبب الصرف الهائل على قواتها العسكرية وهو ما سيصيب الاقتصاد فيها بأضرار هائلة ستتطلب الكثير من الوقت والمال لتعويض ذلك".
(رصد "عروبة 22")