صحافة

"المشهد اليوم"... مجازر غزّة تتصاعد و"حزب الله" يستكمل مسلسل "الهدهد"

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع استمرار إسرائيل في إرتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين في القطاع، بالرغم من حالة الترقب لنتائج الجولة الجديدة مع المفاوضات مع حركة "حماس". بحيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ليل الثلاثاء الأربعاء، سقوط 60 شهيدًا على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، جراء 6 مجازر ارتكبها الطيران الإسرائيلي في وسط القطاع. كما ارتكب، الثلاثاء، مجزرة أخرى خلّفت عشرات الشهداء والجرحى، في مدرسة تؤوي نازحين ببلدة عبسان شرقي خانيونس جنوبي القطاع. في وقت أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه باتت غير قادرة على تلبية العشرات من نداءات الاستغاثة في مدينة غزة، جراء خطورة الأوضاع، وكثافة القصف الإسرائيلي.

تزامنًا، تتواصل ضغوط الوسطاء للذهاب إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزّة، وسط جولات مكوكية تستضيفها القاهرة والدوحة، كان من بين نتائجها حديث إسرائيلي عن "مقترح" للانسحاب من معبر رفح الحدودي بين مصر والقطاع. وكشف مصدر مصري رفيع المستوى، لقناة "القاهرة الإخبارية"، استمرار مفاوضات الهدنة بالقاهرة مع "نشاط مكثف" للوفد الأمني المصري لـ"تقريب وجهات النظر" بين كل الأطراف، لافتًا إلى أنّ "هناك اتفاقًا" حول كثير من النقاط قبل استئناف المفاوضات في الدوحة، الأربعاء، ثم في القاهرة، الخميس.

بدورها، أفادت "هيئة البث الإسرائيلية"، الثلاثاء، بأنّ وفد التفاوض الإسرائيلي ناقش في القاهرة مسألة "إنشاء حاجز تحت الأرض" على طول الحدود مع مصر لـ"منع تهريب الأسلحة"، وأيضًا "تسليم السيطرة المدنية على معبر رفح ومحور فيلادلفيا إلى القاهرة" حال إتمام اتفاق بشأن غزّة. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد بحث، في لقاء مع مدير وكالة المخابرات الأميركية المركزية ويليام بيرنز بالقاهرة "آخر مستجدات الجهود المشتركة للتوصل لاتفاق للتهدئة ووقف إطلاق النار بقطاع غزة"، حيث ثمّن بيرنز "الجهود المصرية لوقف إطلاق النار"، وإدخال المساعدات الإنسانية، وفق بيان للرئاسة المصرية.

من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم حركة "حماس" جهاد طه، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحركة لم تتنازل عن العناوين الأساسية، ولم تمس بأي عنوان يخدم شعبنا ومقاومته"، مشيرًا إلى أن "الاحتلال يحاول أن يمارس بعض الضغوط على المقاومة في الوقت الذي فشل في تحقيق أي من أهدافه التي رفعها منذ بداية العدوان قبل أكثر من 9 أشهر". بينما حذر وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار، من "تفكك" محتمل للائتلاف الحكومي، ما قد يؤدي إلى "خسارة الحرب" في قطاع غزّة.

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فاستكمل الإعلام الحربي في "حزب الله" مسلسل "الهدهد" مستعرضًا في جزئه الثاني مَشاهد تُظهر مواقع عسكرية وأمنية إسرائيلية في الجولان السوري المحتل. وفي المقابل قُتل شخصان على الأقل، الثلاثاء، جراء قصف إسرائيلي استهدف سيارة تابعة للحزب في سوريا، عمل أحدهما في السابق حارسًا شخصيًا للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله. في حين أكد نصرالله أننا "سنمضي في هذا الطريق حتى نصل للهدف الذي نطمح إليه في لبنان وغزة، ولا يُمكن لأي أخطار وتحديات أن تجعلنا نتراجع عن موقفنا وثباتنا في هذه المعركة".

في هذا السياق، نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر بالمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أنّ "المجلس عقد أخيرًا عدة اجتماعات شهدت إجماعًا على ضرورة تجنب الدخول في حرب مع إسرائيل والولايات المتحدة"، لكنه أضاف أنّ "فتح الجبهة في الجولان والضفة الغربية هو مطلب المرشد الأعلى علي خامنئي منذ 6 سنوات".

ورأت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنه "لا بد أن تدرك الحكومة الراهنة في إسرائيل، ومعها المجتمع الدولي، بأنّ وقف اطلاق النار يجب أن لا يشكل غاية في حد ذاته، بل هو خطوة أولى على طريق انهاء الاحتلال الاسرائيلي، وبداية المسار لاقامة دولة فلسطينية مستقلة".

كما لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "نتائج مناظرة بايدن - ترامب في 27 يونيو ستجمد الأوضاع في الشرق الأوسط، وسيستغل نتنياهو الشلل الذي أصاب إدارة بايدن والحزب الديمقراطي، على ضوء نتائجها المخيبة للآمال للديمقراطيين، لمواصلة سياسة المناورة للتنصل من أي التزام وفقًا لقرار مجلس الأمن 2735".

بينما أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى من وجهة نظر حكومة المستعمرة: نتنياهو، بن غفير، وسموترتش، تعني لهم الهزيمة بعد فشلهم طوال التسعة أشهر الماضية، واخفاقهم في تحقيق أهداف الحرب نحو تصفية المقاومة الفلسطينية وإنهائها، وإخفاقهم في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بدون عملية تبادل".

كما اعتبرت صحيفة "البيان" الإماراتية أنّ "الأرجح أنّ طول الحرب هو العامل الرئيس بين كل العوامل الذي أعاد لإسرائيل، مجتمعًا ونخبةً وأجهزة ومؤسسات، طرح سؤال "الوجود" بإلحاح وجدية للمرة الأولى منذ نهاية ما يطلقون عليه "حرب الاستقلال" قبل 75 عامًا".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن