خروج بايدن من الرئاسة ودخول كاميلا هاريس المعركة «متغير جوهري» في مسار معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية.
محاولة اغتيال ترامب، والتعاطف غير المسبوق معه في مؤتمر الحزب الجمهوري، أعطى رسالة مبكرة للجميع بأن المعركة الرئاسية قد حسمت مبكراً لصالح ترامب والحزب الجمهوري.
منذ ساعات، وهناك انقلاب حاد في المعادلة.
أكثر من 30 شخصية رئيسة من أقطاب الحزب الديمقراطي، أعلنت دعمها غير المشروط لترشيح بايدن لنائبته هاريس، كي تخوض معركة الحزب الرئاسية أمام ترامب.
المتغير الثاني، وهذا هو الأهم – واقعياً – أن الممولين والمتبرعين للحزب، الذين كانوا قد جمدوا دعمهم المالي للحزب، احتجاجاً على استمرار بايدن، عادوا مرة أخرى وأرسلوا تحويلات نقدية فورية للحزب، من أجل دعم حملة هاريس.
إذن هاريس معها دعم أقطاب الحزب، وكبار الممولين.
معركة هاريس الآن، هي الحصول على التسمية الرسمية كمرشحة الحزب في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي بعد أسابيع.
دخول كاميلا هاريس لمعركة الرئاسة، يضعها في ميزان التقييم الحاد، ويضعها ويضع كل تاريخها وحاضرها تحت مجهر الفحص الدقيق القاسي، الذي لا يعرف الرحمة.
هناك ما هو لصالح هاريس، وهناك ما هو ضدها في تلك المعركة.
لصالحها أنها من الناحية العمرية تبدو شابة لها مستقبل أمام ترامب، على عكس مسألة العمر التي كانت تعتبر السلبية الأساسية في حالة المرشح بايدن.
لصالحها أنها امرأة، خاصة أن نقطة ضعف ترامب في جمهور مناصريه، هو عدم دعم الصوت الانتخابي النسائي له، بسبب اتهاماته بالخيانة الزوجية، وما تسرب من تسجيلات عن رأيه الجنسي في المرأة، وموقفه من مسألة حق المرأة في الإجهاض.
لصالحها بعد خمس ساعات من إعلان ترشيحها، قام صغار المتبرعين «من 5 إلى 20 دولاراً للشخص» بجمع 46 مليون دولار!
لصالحها كونها من أصول أفريقية آسيوية.
ويعمل ضدها كونها معبرة عن تيار يسار الحزب الديمقراطي، الذي يتشدد في المطالب الاجتماعية، ويدعم زيادة الضرائب على أصحاب الثروات، ويقيّم علاقات الولايات المتحدة الخارجية على أساس أداء الحكومات الأخرى في ملفات حقوق الإنسان.
ويعمل ضدها موقفها الداعم لدخول أكبر أعداد من المهاجرين الأجانب، خاصة أنها كانت المسؤولة عن هذا الملف خلال السنوات الأربع الماضية، والتي زاد فيها عدد دخول المهاجرين.
ويحاول الحزب الجمهوري الإساءة لسمعة هاريس، باتهامها بأنها كانت تعلم علم اليقين حقيقة عدم قدرة بايدن الذهنية والمعرفية على أداء واجباته الرئاسية، وقامت بالتستر عليه وحمايته.
بعد تأمين ترشيحها، ستكون معركة هاريس المقبلة، هي اختيار مرشحها لمنصب نائب الرئيس.
هاريس ليست بحاجة إلى إجراءات الانتخابات التمهيدية، كما جرت العادة، ولكنها بحاجة إلى تسويق نفسها جماهيرياً، والإعداد لمعركة المعارك، التي ستحسم كل شيء، حينما تقابل ترامب في مناظرة الرئاسة، الشهر المقبل.
هاريس شغلت منصب المحقق والمدعي العام في ولايتها، لذلك، لن يكون صعباً أن تحقق مع مرشح سجله كله اتهامات!
(البيان الإماراتية)