صحافة

"المشهد اليوم"... تصعيد على كافة الجبهات وتباين حول المفاوضات المقبلة

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع عودة التصعيد إلى مختلف الجبهات، بالرغم من الأجواء الإيجابية التي يعمل الوسطاء على بثها، بالنسبة إلى جولة المفاوضات المقبلة، بينما جددت حركة "حماس" نفيها لهذه الأجواء.

في هذا السياق، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 40 شهيدًا و134 مصابًا، خلال الـ 24 ساعة الماضية. بينما أُصيب 11 شخصاً في غارات للجيش الإسرائيلي على البقاع شرقي لبنان، وبلدة المنصوري جنوبي لبنان، فيما رد "حزب الله" باستهداف ثكنة زبدين في ‏مزارع شبعا، كما نفذ هجوماً جوياً مُتزامناً بأسراب من المسيرات الانقضاضية على ثكنة يعرا، وقاعدة سنط جين.

في الضفة الغربية، اندلعت اشتباكات مسلحة، ليل الاثنين-الثلاثاء، بين مقاومين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية، خلال اقتحام بلدة جبع جنوبي جنين ومحيط مفترق طمون بمدينة طوباس. كما اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدة سلواد شمال شرقي رام الله، وبلدة بني نعيم شرقي الخليل، وبلدة الخضر جنوب بيت لحم. واستشهد فلسطيني وأصيب اثنان آخران، مساء الاثنين، برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال اقتحامه مخيم الفوار ومدينة دورا جنوبي مدينة الخليل.

في ظل هذه الأجواء، أعلن الجيش الإسرائيلي البدء باستدعاء جنود الاحتياط الذين أُعفوا من الخدمة خلال السنوات الماضية، وذلك بسبب "نقص قواته". بينما أفادت الشرطة الإسرائيلية بأن الانفجار، الذي وقع في تل أبيب الأحد، كان "اعتداء إرهابياً" بعبوة ناسفة قوية. فيما تبنت حركة "حماس" العملية. وأشارت الحركة إلى أنها نفذت العملية بالاشتراك مع "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، لافتة إلى أن "العمليات الاستشهادية بالداخل المحتل ستعود، ما دامت مجازر الاحتلال وسياسة الاغتيالات متواصلة".

بالنسبة إلى المفاوضات، يجري وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة إلى مصر وقطر، اليوم الثلاثاء، بعد أن زار إسرائيل والتقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأشار بلينكن إلى أن الأخير تعهّد بإرسال وفد إلى المفاوضات الجديدة المقررة هذا الأسبوع حول هدنة في غزة، في وقت كشف فيه موقع "أكسيوس" عن رفض نتنياهو منح فريق التفاوض صلاحيات كافية لإبرام الصفقة.

من جانبه، انتقد القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان، تصريح بلينكن-نتنياهو بشأن وقف إطلاق النار في غزة. وأوضح أن هذا الاقتراح يثير التباسات كثيرة لأنه "ليست الورقة التي قدمت لنا وليست التي وافقت عليها حركة حماس"، مشدداً على أن "حماس" أكدت بالفعل للوسطاء أنها لا تحتاج "إلى مفاوضات جديدة ولا أفكار جديدة وهناك مقترح وافقنا عليه ونحتاج إلى تطبيقه ويستند إلى مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن أيضا".

وفي حين أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الوفد الإسرائيلي المشارك في المفاوضات، عاد من الجولة التي استضافتها القاهرة من دون اتفاق. أشار مصدر مصري مطلع، لصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن "القاهرة مستاءة من محاولات إسرائيل تعقيد الوصول إلى حل، عبر طرح مسألة شريط فيلادلفيا بالمخالفة للاستحقاقات التعاقدية بين البلدين". بينما نفى مصدر مصري رفيع المستوى، الاثنين، موافقة مصر على بقاء القوات الإسرائيلية في معبر فيلادلفيا. وأكد، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية" تمسك مصر بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من معبر رفح والمحور.

بالتزامن، ناشد أهالي المحتجزين الإسرائيليين في غزة، الاثنين، كلا من مصر وقطر والولايات المتحدة بـ"مواصلة العمل على إعادة ذويهم". في وقت أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني، "حقنا في الرد على الاعتداء على سيادتنا وسنفعل ذلك في الوقت المناسب"، مشيراً إلى أننا "لا نسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة وندعم جهود وقف إطلاق النار في غزة".

على صعيد متصل، كشف موقع "أكسيوس" أن السلطة الفلسطينية أرسلت خطاباً إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، تطلب فيه من إسرائيل تسهيل زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى غزة. في وقت اندلعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في شيكاغو، خلال تظاهرة تطالب المؤتمر الوطني الديمقراطي بوقف الحرب على غزة، فيما ألقت الشرطة القبض على 4 متظاهرين على الأقل، وقامت بإخلاء حديقة "538" المطلة على يونايتد سنتر.

في هذا الإطار، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن نجاح التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار هذه المرة يتطلب أن يقوم كل طرف بمسؤولياته خاصة أطراف الأزمة، وتحديدا الجانب الإسرائيلي، وذلك بالتوقف عن سياسة المراوغة والتعنت، ووضع شروط إضافية تعجيزية بهدف إفشال التوصل إلى اتفاق، كما حدث في المرات السابقة، وأن يكون هناك إرادة حقيقية وجادة للتوصل إلى اتفاق.

بينما كشف مصدر في "فيلق القدس"، عبر صحيفة "الجريدة" الكويتية أن إيران زودت أخيراً حلفاءها في لبنان والعراق واليمن بأسلحة نوعية روسية، لكن موسكو اشترطت أن يتم استخدام هذه الأسلحة، التي تشمل أسلحة خاصة بالدفاع الجوي وطوربيدات بحرية متطورة وصواريخ يمكن تركيبها على المسيرات، فقط لاستهداف القوات الأميركية أو التابعة لدول حلف الناتو في المنطقة، لا ضد الإسرائيليين، وذلك على خلفية رغبة موسكو في الانتقام من الدعم الغربي لأوكرانيا التي تنفذ للأسبوع الثالث توغلاً مباغتاً داخل الأراضي الروسية.

ولفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أن إدارة بإيدن تسابق الزمن للتوصل لاتفاق مع نهاية الأسبوع الحالي، حيث تهدف الولايات المتحدة إلى استغلال هذه الفرصة للإعلان عن صفقة نهائية، وترى واشنطن أن "هذا الإعلان سيحقق الهدف الثاني للصفقة، وهو ردع إيران وحزب الله عن تنفيذ هجوم ضد إسرائيل"، ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في طهران، واغتيال القيادي العسكري البارز في "حزب الله" فؤاد شكر، في بيروت.

بدورها، رأت صحيفة "اللواء" اللبنانية أن الواقعية السياسية تقضي بالتراجع خطوة الى الوراء ومحاولة إعادة الحياة الى بعض المفاهيم ذات الصلة بالدولة والمؤسسات، بعد أن أسقطها اللبنانيون، من أجل مواجهة المخاطر المحدقة والدفاع عن لبنان.

واعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه حتى في حال التوصل إلى صفة لتبادل الأسرى، فإن مسألة ما يطلق عليها مرحلة اليوم التالي للحرب ستكون أكثر تعقيداً، فالصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يولد على خلفية الأسرى لدى الطرفين، وإنما هو صراع وجودي، فشل فيه الاحتلال الإسرائيلي، وخلال أكثر من خمسة وسبعين عاماً، في القضاء على المقاومة الفلسطينية، وطمس الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن