صحافة

"المشهد اليوم"…جمود دبلوماسي والمواجهات على وتيرتها التصاعدية

ركزت الصحف العربية الصادرة اليوم على المساعي الديبلوماسية المتسارعة للوصول الى إتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ومنع جرّ المنطقة الى أتون الحرب. في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية الاسرائيلية وتزداد وتيرتها ووحشيتها في غزة ولبنان.

ولم تبرز أي معطيات جديدة في الساعات الاخيرة توحي بإمكانية تذليل العقبات وتعبيد الطريق أمام جولة المفاوضات المزمع عقدها في القاهرة على الرغم من الجهود الاميركية لتحقيق خرق ما، وهذا ما عكسه مضمون الاتصال الذي أجراه الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتشديده على الضرورة الملحّة لإنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.

وعلى وقع وصول حاملة طائرات أميركية ثانية الى الشرق الاوسط، أجرى نتيناهو جولة ميدانية في قاعدة سلاح الجو في "رامات دافيد" شمال إسرائيل، معلناً استعداد بلاده لأي سيناريو "سواء في الدفاع أو الهجوم ضد التهديدات القريبة والبعيدة".

ميدانياً، بدأ آلاف النازحين الفلسطينيين شرق مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، حركة نزوح جديدة، بعد إصدار جيش الإحتلال الإسرائيلي أوامر بإخلاء مناطق زعم سابقاً أنها "إنسانية". وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي أن "الاحتلال يحشر نحو 1.7 مليون نازح فلسطيني في مساحة ضيقة لا تتجاوز عُشر مساحة القطاع".

وترافقت عمليات التهجير مع عمليات قتل جماعي، حيث ارتكبت إسرائيل 4 مجازر جديدة راح ضحيتها 50 شهيداً و124 جريحاً، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وعلى الجبهة اللبنانية، صعّد الإسرائيليون من عملياتهم، من خلال استهداف مخازن أسلحة ومواقع أساسية لـ"حزب الله"، بالإضافة إلى تكثيف عمليات الاغتيال، حيث اغتالت مسيرة اسرائيلية القيادي في "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" خليل المقدح، ليكون أول مسؤول من "فتح" يتم اغتياله منذ بدء الاحتلال حربه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

واذ وسع الحزب دائرة القصف إلى الجولان ومحيط طبريا وصفد. أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي، بدأ نقل قوات من قطاع غزة إلى الشمال، وأنه يولي أهمية كبرى لجبهة لبنان. كما لفتت القناة إلى إطلاق 180 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل خلال الـ24 ساعة الماضية.

بدورها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية أن أكثر من 1200 طائرة مسيّرة محمّلة بمواد متفجرة تسلَّلت منذ بداية هجوم "حزب الله" إلى الشمال، مشيرة إلى أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تجد صعوبةً حتى الآن في تقديم حلٍ لهذا التهديد الفتَّاك".

إقليمياً، أفادت هيئة عمليات التجارة البريطانية بوقوع انفجارين قرب سفينة على بعد 57 ميلا بحريا إلى الجنوب من مدينة عدن اليمنية. بينما أعلنت القيادة الوسطى الأميركية تدمير نظام صواريخ أرض جو ورادارا تابعين للحوثيين، خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وضمن جولة الصحف اليوم:

لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن الإعلام الإسرائيلي، الذي يروج لتصريحات كاذبة لبعض الشخصيات الإسرائيلية أن مصر وافقت على بقاء قوات لجيش الاحتلال في محور صلاح الدين "فيلادلفيا" فضحته تصريحات لمصادر مطلعة على المفاوضات، موضحة أن تلك الأكاذيب هي محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي لبث الطمأنينة في نفوس الإسرائيلي، الذي يعيش حالة رعب انتظارا لهجمات إيران وحزب الله.

بينما اعتبرت صحيفة "اللواء" اللبنانية أن إنتشال محادثات "الصفقة" من الإنهيار في وحول غزة، يحتاج إلى ما يشبه المعجزة، بسبب العناد المتصلب الذي يتمسك به نتنياهو في تعديل ما تم الإتفاق عليه في الثاني من تموز الماضي، على خلفية المبادرة التي طرحها الرئيس جو بايدن، وتبناها مجلس الأمن الدولي في القرار رقم 2735، الذي نصّ على وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وأشارت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أن الاستمرار بحرب الإبادة الجماعية وارتكاب المجازر، وما تمارسه حكومة التطرف من سياسات عدوانية، لن يجلب الأمن والاستقرار لأحد، والحل الوحيد هو حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة كاملة في أرضه ووطنه، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس.

من جانبها، نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية عن مصدر أمني غير رسمي أن التوسع في الضربات من المتوقع أن يؤدي إلى تصعيد جديد في التوترات بين إسرائيل و"حزب الله"، ما قد يجر لبنان إلى مواجهة جديدة قد تكون لها تداعيات خطيرة على استقراره الداخلي. كما لفت إلى أن هذا التصعيد قد يدفع أطرافا إقليمية أخرى إلى التدخل، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة، وعلى ما يبدو فإن إسرائيل تريد ان تفاوض بالنار حول اليوم التالي للحرب ان في قطاع غزة أو في جنوب لبنان.

ورأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنه لا بد من تكاتف الجهود الدولية واستمرار العالم في مساندة الشعب الفلسطيني، وضرورة العمل على وقف هذه المجازر التي تفتك في كل مكان، والعدوان الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية بما فيها القدس، والتأكيد على أهمية تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ووقف العدوان الظالم وتقديم كل ما يلزم حتى ينال الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن