أفردت الصحف العربية الصادرة اليوم حيزاً هاماً للمباحثات الجارية في القاهرة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والعثرات التي تحول دون ذلك، وأهمها التعنت الاسرائيلي في السيطرة على المعابر والمحاور. إلى جانب التركيز على التصعيد العسكري والميداني في القطاع المحاصر والجبهة اللبنانية التي تشهد تطورات دراماتيكية متسارعة مع إعلان "حزب الله" بدء الرد.
على المستوى السياسي، تتعدد المقترحات لحل أزمة محور فيلادلفيا وتحقيق تقدم ما في مسار التفاوض "المتعثر". فيما تزداد الضغوط على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه عاصفة في الداخل، تبدأ من الخلافات مع المفاوضين الإسرائيليين، وتمتد للمعارضة وعائلات الأسرى التي تظاهرت أمس للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع حركة "حماس" على وقع الدعوات لرحيل حكومة نتنياهو.
ومع استمرار الضغوط الأميركية لتجنب أي تصعيد جديد، بدأ رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي زيارة لم تكن معلنة إلى منطقة الشرق الأوسط في محاولة لمنع اتساع رقعة الصراع. فيما صرح وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي أن طهران سترد على اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس" اسماعيل هنية "على نحو يمنع اتساع الحرب إلى المنطقة كما يسعى الاحتلال الإسرائيلي".
أما على المستوى الميداني، فقد أشار "حزب الله" إلى "أنه بدأ هجوماً جوياً بعدد كبير من المسيرات نحو العمق الإسرائيلي وبإتجاه هدف عسكري نوعي سيعلن عنه لاحقاً وذلك في إطار الرد على استشهاد القائد فؤاد شكر"، وفق ما جاء في البيان.
وفي بيان ثاني، أوضح الحزب أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى بنجاح كامل، وهي مرحلة استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية، تسهيلاً لعبور المسيرات الهجومية بإتجاه هدفها المنشود، كاشفاً أن صواريخ الكاتيوشا التي أطلقت تجاوزت 320 صاروخاً بإتجاه المواقع الإسرائيلية.
وعلى وقع إغلاق مطار بن غوريون ووقف حركة الطائرات من وإلى إسرائيل "في ضوء الأوضاع الأمنية". أعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، أنه شن ضربات استباقية في لبنان بعد رصده استعدادات لـ"حزب الله" لشن "هجمات واسعة النطاق" ضد إسرائيل، داعياً سكان جنوب لبنان "بالقرب من المناطق التي ينشط فيها الحزب على المغادرة فوراً لحماية أنفسهم وعائلاتهم".
وكان استطلاع للرأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية أظهر أن 75% من الإسرائيليين يعتقدون أن حكومة نتنياهو تدير الحرب مع الحزب "بشكل سيىء".
وفي سياق متصل، يواصل الاحتلال الإسرائيلي إجبار آلاف الفلسطينيين على النزوح وتقليص مساحة "المناطق الانسانية الآمنة" الى 35 كيلومتراً مربعاً فقط وحشر سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة في رقعة لا تتجاوز 9.5% من اجمالي المساحة الكلية.
واذ دعت حركة "حماس" المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى توفير حماية للمدنيين في قطاع غزة، ارتكب الاحتلال 5 مجازر جديدة في القطاع، خلال 48 ساعة، وصل منها إلى المستشفيات 69 شهيداً و212 مصاباً.
وفي جولة الصحف اليوم:
أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أننا أمام أيام بل ساعات حاسمة للتوصل إلى الهدنة التي تقترب نظريا، الأمر الذي يفرض المسؤولية الأهم ليس على الوسطاء فقط وإنما على طرفي الصراع، وتحديدا على إسرائيل أولا ثم على "حماس" ثانيا، بضرورة استثمار ما يمكن أن يطلق عليه الفرصة الأخيرة المتاحة للهدنة، لوقف تدحرج كرة النار التي إن لم نوقف تدحرجها فقد يحترق كل من استهان بها.
ولفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أن الأردن يتصرف بمنطق الدولة وليس التنظيم، وهو يدرك تماما أن حساباته مدروسة، وأنها تصب في مربع (حماية الأردن)، ولا علاقة لها بأي حسابات أخرى تتقصد جره إلى صراعات نفوذ، أو تقاسم أدوار، أو حروب مجهولة الأسباب والنتائج أيضا.
وأوضحت صحيفة "الشرق" القطرية أن الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى والرهائن، لا تزال تتعثر كلما تفاءل البعض باقتراب الاتفاق، وذلك نتيجة مماطلة حكومة الكيان الإسرائيلي اليمينية المتطرفة وتعنت رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
ورأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن اليوم التالي لإسرائيل والذي تتجاهله عمداً سيكون صعباً، فالدولة المحمية من أميركا والغرب تغيرت نظرة العالم إليها، فهي مهددة بالعزلة، مدانة من محكمة العدل الدولية بالإبادة الجماعية، قادتها مطاردون من الجنائية الدولية، وسياساتها مرفوضة رسمياً وشعبياً من دول عدة.
وأفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية، نقلاً عن مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي، بأن الرئيس الإيراني أعرب، خلال ترؤسه أول اجتماع للمجلس الأعلى، عن اعتقاده بأنه يجب الرد على إسرائيل بسبب اغتيالها إسماعيل هنية في منطقة محصّنة بطهران، لكن الرد يجب أن يكون بنفس المستوى، وهذا يعني أنه يجب أن تقوم إيران أيضاً باستهداف شخصيات إسرائيلية أو موالية لتل أبيب، داخل إسرائيل وخارجها، ووعد بزيادة ميزانيات الأجهزة الاستخبارية.
(رصد "عروبة 22")