كلنا يعلم أنه لولا الدعم الأمريكي اللا محدود لنيتانياهو لما استمرت حرب إسرائيل العدوانية ضد الفلسطينيين في غزة!، وبعضنا يعلم أن مصالح الولايات المتحدة هي ما تملي على إسرائيل خطواتها!، وهو ما يفسر التناقض في التصرفات الأمريكية وتصريحات مسئوليها، التي تنتقد من جهة نيتانياهو بسبب إصراره على العدوان، وفي الوقت نفسه يقرر بايدن 13 أغسطس الماضي صرف صفقات أسلحة جديدة لإسرائيل!.
وهنا لابد أن نتساءل هل هناك علاقة بين احتلال اسرائيل لمحور صلاح الدين (فيلادلفيا) ومشروع بناء قناة بن جوريون المزعومة، لتكريس الممرّ الاقتصادي الهندي الذي تمّ التوقيع عليه في نيودلهي 9سبتمبر الماضي، تحت رعاية الراعي الأمريكي؟!
لا يخفى على أحد أن هذا الاتفاق لقطع الطريق على مبادرة "الحزام والطريق" الصينية التي تأخذ من منطقة الشرق الأوسط نقطة ارتكاز، وتتمسك إسرائيل بمحوري فيلادلفيا ونتساريم في شمال القطاع لتحقيق ذلك!.
"الفوضى الخلاقة" التي تنفذها الإدارات الأمريكية المتوالية على منطقتنا العربية، والتي طرحها البيت الأبيض على الطاولة، منذ الترويج لخريطة "الشرق الأوسط الجديد"، والذى بشّرت به إدارة جورج بوش الابن، على لسان وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس من على درَج مجلس النواب اللبناني عام 2006، هي سر ما نراه من انحيازها الصارخ لتل أبيب!، ولن يوقف هذه الاعتداءات إلا تلاحم البلاد العربية للدفاع عن مصالحها...وعلى الولايات المتحدة أن تتقي غضب وعداوة شعوب المنطقة التي طفح بها الكيل من ممارساتها ودعمها اللامتناهي والظالم، لإسرائيل!.
(الأهرام المصرية)