عكست عناوين الصحف العربية الصادرة اليوم تعقد المفاوضات الرامية إلى وقف القتال في قطاع غزة، بسبب المراوغة الإسرائيلية وخلق العقبات للإستمرار في الحرب الهادفة إلى تضييق الخناق على الفلسطينيين وتدمير كل مقومات الحياة الى جانب إعتماد سياسة التهجير الممنهج وهو ما عكسته الحملة العسكرية الأخيرة على شمالي الضفة الغربية، لاسيما في جنين ومخيمها.
ويبدو أن الهدنة التي طال انتظارها يتم وأدها من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف الذي يسعى لإطالة أمد الحرب بإنتظار نتائج الانتخابات الأميركية في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. في حين باتت أسباب تعثر المفاوضات معروفة وتتلخص بنقطتين هما إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة والأسرى الفلسطينيين في إسرائيل وأزمة محور "فيلادلفيا".
ورغم الاجواء التشاؤمية، تستمر واشنطن مع الدوحة والقاهرة في السعي لطرح "مقترح جديد أكثر تفصيلا لصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار وتقديمه خلال الأيام المقبلة"، وفق تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز.
وفي حين لم تصل الضغوط الدولية للانسحاب والمظاهرات الحاشدة التي خرجت أمس، السبت، في تل أبيب ومناطق آخرى والتي وصفت بـ"الأضخم في تاريخ اسرائيل"، إلى تحقيق أي نتائج ملموسة. قالت مصادر لـ"هيئة البث الإسرائيلية"، إن الجيش "قرر أن يغيّر من الأساليب" التي يعتمدها في القتال داخل الأنفاق في قطاع غزة بغية الحفاظ على حياة المختطفين.
وبحسب استطلاع للرأي عرضته "القناة الـ12" الإسرائيلية، فإن غالبية الإسرائيليين لا يعتقدون أن الحكومة تبذل كل ما بوسعها من أجل إعادة الرهائن الإسرائيليين من غزة. وقال 60٪ منهم أن إبرام صفقة تبادل أهم من البقاء في محور "فيلادلفيا".
بالتزامن، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية، عن مسؤولين أميركيين، قولهم إن "العقبات الكبيرة التي تواجه المفاوضات أثارت شكوكاً داخل البيت الأبيض حول إمكانية إنهاء الحرب قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن".
وفي هذا السياق، تحدثت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن الجيش يدرس خطة لتهجير ما تبقى من فلسطينيي شمال غزة، وذلك بهدف تضييق الخناق على المقاومة هناك ودفعها لمواجهة خيار الموت أو الاستسلام. وأشارت الى أن إسرائيل تستعد لخوض معركة مكثفة وطويلة الأمد على مختلف الجبهات، بما في ذلك في الشمال مع لبنان وفي الضفة الغربية.
ووفق الصحيفة الإسرائيلية، فإن مفاوضات سرية تجري بين مسؤولين أمريكيين ولبنانيين بهدف التوصل إلى تسوية، حتى قبل استقرار الوضع في غزة. ولكنها اعتبرت أن "فرص الوصول إلى تسوية تظل ضئيلة لان الحزب غير مستعد لسحب قواته وصواريخه إلى مسافة بعيدة عن الحدود، مما يدفع إسرائيل للاعتقاد بأن مواجهة واسعة النطاق باتت وشيكة".
عسكرياً، تصاعدت حدة المواجهات بين إسرائيل و"حزب الله" حيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة تابعة للدفاع المدني ما أدى إلى استشهاد 3 عناصر وجرح آخرين. وكانت الطائرات واصلت شنّ غارات عنيفة على وادي فرون مستهدفة مواقع ومخازن أسلحة تابعة لـ"حزب الله". فيما أعلن الحزب عن اطلاق وابلاً من الصواريخ على مستعمرة كريات شمونة في إطار عملية الرد.
وفي الضفة، قامت القوات الاسرائيلية بحملة اقتحامات جديدة شملت المنطقة الشرقية من مدينة نابلس كما عدد من مدن وبلدات الضفة الغربية، حيث عمدت إلى دهم وتفتيش المنازل مع استمرار الاعتقالات.
أما في القطاع المحاصر، فقد إرتفع عدد الأطفال الذين استشهدوا نتيجة سوء التغذية، الى 37 طفلاً منذ بدء الحرب، فيما إرتكبت القوات الاسرائيلية 4 مجازر خلال الساعات الـ48 الماضية ذهب ضحيتها 61 شخصاً وعشرات الإصابات.
الى ذلك، دُعي أكثر من 24 مليون ناخب جزائري أمس، السبت، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية على وقع أزمات اقتصادية ومعيشيّة تعصف بالبلاد. وفيما ترجح دفة الفوز إلى المرشح عبد المجيد تبون، من المتوقع أن تبدأ النتائج بالظهور تباعاً اليوم.
وأبرز ما ورد في الصحف اليوم:
كتبت صحيفة "الخليج" الإماراتية تحت عنوان "فخ التفاوض" أن الأطراف المعنية في الحرب الدائرة بغزة سعوا منذ بداية الأزمة إلى تطويقها، إما بالوساطة المباشرة، وإما بالتدخل لتخفيف تداعياتها على الشعب الفلسطيني، ووأد مساعي إشعال حرب أكبر، ومنذ أن لاحت المفاوضات حلاً للصراع وأملاً لمن يعانون ويلاته، وهي تدور في حلقة مفرغة، معتبرة أنه "لا يمكن تجميد ملف غزة حتى معرفة هوية سيد البيت الأبيض الجديد، ولا تركه ورقة تناور بها بعض الأطراف الإقليمية في صراعاتها الخاصة".
بدورها، تناولت صحيفة "الوطن" القطرية حادثة إغتيال المواطنة الأميركية - التركية، أيسينور إزجي إيجي، خلال مشاركتها في مظاهرة سلمية ضد الاستيطان جنوبي نابلس بالضفة الغربية، واصفة إياها بـ"الجريمة الموصوفة في سلسلة جرائم الاحتلال الإسرائيلي الوحشية المتكرّرة بحق القضية الفلسطينية وحقوق الإنسان"، مؤكدة أنها "لم تكن لتحدث لو أن المجتمع الدولي كان حاسماً لجهة محاسبة تل أبيب".
أما صحيفة "الشرق" القطرية، فإعتبرت أن "نتنياهو يتعمد إفشال جميع المقترحات والوساطات وتحدي وإحراج بايدن وحكومته علناً، وإطالة أمد المفاوضات العبثية، وتسريب سيناريوهات لاحتلال القطاع وإعادة الاستيطان... وكل ذلك لشراء الوقت لموعد انتخابات الرئاسة الأميركية، على أمل فوز ترامب الذي سيمنحه الضوء الأخضر لاستمرار حرب إبادته وبقائه في الحكم".
وتحدثت صحيفة "الأهرام" المصرية عن التحذيرات التي وجهتها القاهرة الى واشنطن، ومعظم دول أوروبا، من النتائج الكارثية التي قد تترتب على استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، ووجوب أن يكف نيتانياهو عن مواصلة أكاذيبه، وأن يخضع للشرعية الدولية، وأن ينسحب فورا من محور"فيلادلفيا" ومن كل قطاع غزة، وإلا سيؤدي كل ذلك إلى اتساع دائرة الصراع في المنطقة".
وتحت عنوان "انتصار للوطن"، قالت صحيفة "المساء" الجزائرية "عاشت الجزائر عرسا ًانتخابياً توجّه فيه الجزائريون باختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، منذ الساعات الأولى من الصباح نحو مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم واختيار رئيس للجمهورية للخمس سنوات المقبلة، وسط أجواء تنظيمية محكمة، في انتظار الإعلان عن النتائج الأولية للعملية الانتخابية، اليوم، حيث ترجح عملية الفرز الأولي الكفة لصالح المترشح الحرّ عبد المجيد تبون".
(رصد "عروبة 22")