صحافة

"المشهد اليوم"...مجازر غزّة تتصاعد وصفقة بايدن أمام "طريق مسدود"

لم يغب المشهد الفلسطيني بكل حيثياته وتفاصيله عن عناوين الصحف العربية الصادرة اليوم، والتي ركزت اهتماماتها بين جمود المفاوضات وتعثر الوساطات في الوصول لتسوية رغم مطالبات الشارع الاسرائيلي وحاجة الفلسطينيين لها بعد مرور 11 شهراً على بداية عملية "طوفان الأقصى"، وبين المجازر المرتكبة في القطاع المحاصر الذي يعاني من الجوع والفقر والتدمير الممنهج، وآخرها المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال فجر اليوم وذهب ضحيتها 40 فلسطينيًا على الأقل وعشرات الإصابات في غارة جوية على خيام نازحين في خان يونس جنوب القطاع.

ورغم نجاح الجهود الأميركية في تأجيل أو ثني إيران عن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس" اسماعيل هنية في قلب العاصمة طهران، إلا أن المنطقة تمر بمنعطف خطير لاسيما مع ما تشهده الحدود الجنوبيّة للبنان من توترات ميدانية  وتصعيد طرديّ.

في تفاصيل ملف المفاوضات، قال موقع "أكسيوس" إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيعقد اليوم اجتماعاً مع فريقه للأمن القومي لمناقشة "الطريق المسدود" الذي وصلت إليه الجهود الرامية لوقف إطلاق النار. فيما أشارت القناة (13) الإسرائيليّة إلى أن تل أبيب وواشنطن حاولتا في الأيام الأخيرة، التنسيق مع القاهرة لعقد جولة محادثات جديدة، الأمر الذي قوبل بالرفض، في ظل الاستياء المصري من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن محور "فيلادلفيا".

وإذ برزت زيارة قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي، الجنرال مايكل كوريلا، إلى تل أبيب ولقائه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لتقييم الأوضاع "على الساحة الشمالية من لبنان وإيران". رأى وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن "عجز المجتمع الدولي عن وقف القتال في غزة، أدى لتدهور حاد من لبنان وإسرائيل إلى البحر الأحمر"، محذراً أن "الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية كبرى".

واعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيليّة، في تقرير إخباري، أن نتنياهو "يمتلك كنزاً في جيبه، متمثلاً في 101 أسير يقبعون في جحيم غزة. وعوضاً عن أن يعمل على إطلاق سراحهم، يحتفظ نتنياهو بهذه الهدية التي لا تقدر بثمن لحليفه ترامب".

الى ذلك، كشف تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيليّة عن الأساليب التي يمارسها وزير المالية الإسرائيلي في الضفة الغربية "عبر وضع 7 ملايين فلسطيني بين خيار الموت في المعركة، أو تهجيرهم إلى الخارج، أو أن يصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية إلى الأبد".

وبينما انطلق العام الدراسي الجديد في الضفة الغربية والقدس، حُرم أكثر من 630 ألف طالب وطالبة من التعليم في غزة جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 10 آلاف طالب وإصابة 15 ألفاً آخرين، وفق تقديرات رسمية حكومية.

وعلى وقع انتقاد ممثل الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل منع إسرائيل "عمداً" دخول المساعدات والأدوية والأغذية إلى القطاع، أعاق الجيش الإسرائيلي وصول قافلة تتبع لمنظمتي الأمم المتحدة والصحة العالمية محملة بأدوية ووقود، زاعماً "وجود عدد من الفلسطينيين المشتبه بهم داخلها".

أما لبنانياً، فقد تجّدد القصف المتبادل بين اسرائيل و"حزب الله" مع سماع دويّ انفجارات على طول الحدود شمالي الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، في حين صعّد الإحتلال بدوره من غاراته الجويّة على القرى والبلدات الجنوبيّة. بدورها، حذرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيليّة من أنّ "حزب الله" قد يعيد بناء قوته لاحقاً بعد الحرب الحالية مع إسرائيل، وبالتالي تعزيز قدراته الصاروخية. وزعم التقرير أن "أي تسوية بين لبنان وإسرائيل هي انتصار لـ"حزب الله".

في إطار مختلف، أعلنت السفارة السعودية في سوريا، عن افتتاح مقرها بشكل رسمي في العاصمة دمشق. هذا وكان الجيش الإسرائيلي استهدف في غاراته على ريف مدينة مصياف، غربيّ حماة، مواقع تستخدمها إيران لأجل تطوير صواريخ دقيقة ومتوسطة المدى وطائرات مسيّرة. وقد أدت هذه الغارات إلى سقوط 18 قتيلاً، بينهم 8 عسكريين سوريين، فضلاً عن  32 جريحاً.

ونرصد ضمن جولة الصحف العربية اليوم:

تناولت صحيفة "الخليج" الإماراتية الأوضاع في السودان "والتي تعاظمت منذ أبريل/ نيسان 2023، بفعل النسيان، خاصة بعد انتقال الاهتمام إلى غزة، أو خيبة الأمل في عودة الأطراف المعنية إلى الرشد الوطني والسياسي"، مشيرة إلى فشل الحوار والوساطات والمناشدات "فأصبحنا أمام أزمة هي الأسوأ في جوانب شتى، رغم أن أية أرقام أو إحصاءات تبقى تقريبية، وقد تبعد كثيراً عن الواقع الحقيقي".

من جهتها، كتبت صحيفة "عكاظ" السعودية تحت عنوان "مبادرة السلام…بوابة الحل" عن خارطة طريق للخروج من المواجهات المستمرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قائلة "بعد هذا الصراع الطويل المستمر تتراءى فرصة جديدة تشكّل مخرجاً من دوامة العنف، تقدمها المملكة، من واقع فهمها العميق لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره...ومن واقع إدراكها للبعد السياسي الدولي، وما يفرضه من فرص قد لا تتكرر".

وركزت صحيفة "الوطن" القطرية على ما أسمته الهجوم على التعليم في قطاع غزة "الذي لا يعني سوى الانقضاض الهمجي على حياة التلاميذ ومعلميهم، حتى لا يتبقى سوى الدمار والفراغ والظلام مخيما بعباءته القاتمة على أحلام بعثرت وآمال خيبت"، منوهة إلى أن "من يستهدفون التعليم يدركون بلا شك ما يفعلون ويقصدونه مع سبق الإصرار".

أما صحيفة "الأهرام" المصرية، فتحدثت عن "التنسيق المصري - السعودي الذي يمثل ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة ورمانة الميزان للقضايا العربية وعلى رأسها بالطبع القضية الفلسطينية، حيث تتطابق مواقف الدولتين في ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المستمر والتحذير من مخاطر توسيع الصراع الإقليمي نتيجة لاستمرار هذا العدوان الذي يغذي بيئة العنف والتطرف".

إلى ذلك، نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية عن أوساط دبلوماسية في بيروت اعتبارها قرار نتنياهو والتهديدات الإسرائيلية الأخيرة تجاه لبنان، يعكسان رغبة في الرد على التهديدات الأمنية المتزايدة من "حزب الله"، معتبرة "أن هذا التصعيد قد يقود إلى صدام لا يمكن معرفة عواقبه. وستكون التحركات العسكرية والديبلوماسية المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت المنطقة ستشهد تصعيداً كبيراً أو ستتمكن القوى الدولية من إحتواء الوضع".

وأشارت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى التصعيد الإسرائيلي المستمر جنوباً، موضحة أنه "يثير الكثير من القلق في الداخل اللبناني، ويفرض أنماطاً من المعالجات الداخلية والديبلوماسية، مختلفة عما كان يجري سابقاً، خاصة وأن الإنقسامات المزمنة جعلت من الوضع اللبناني خاصرة رخوة، في المواجهة المفتوحة مع العدو الإسرائيلي".

وتحت عنوان "زيارة بزشكيان المرتقبة إلى العراق الأهداف والتوقعات"، تطرقت صحيفة "الصباح" العراقية الى التزام "بغداد وطهران اتفاقات وتفاهمات مشتركة، أمنية وسياسية واقتصادية، حيث يهتمّ الجانبان العراقي والإيراني بملفات مشتركة عدّة، من بينها الوضع الإقليمي في ظلّ أحداث متسارعة في المنطقة، خصوصاً حرب غزة والرد الإيراني المحتمل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران..".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن